على مدى ثلاثة أيام محطمة للأعصاب كان على مسافة لمسة عن النصر وإن لم يكن بوسعه أن يعلن عنه. وعندها، حصل هذا. فقد بشرت شبكة سي.ان.ان وبعدها الشبكات المنافسة: الرئيس الـ 46 لأمريكا، جو بايدن.
إذن، ما الذي شق طريق بايدن إلى النصر. الجواب الأول هو الناخبون السود. أولئك الذين ساعدوه على تحقيق التحول في الانتخابات التمهيدية في الحزب فدفعوه إلى الرئاسة: بخلاف كلينتون، التي لم تنجح في إخراج ما يكفي من الناخبين السود في مدن أساسية مثل ديترويت وأطلنطا، نجح بايدن في تجنيد الطائفة الإفرو-أمريكية.
الجواب الثاني هو كورونا. فقبل ثمانية أشهر، عندما أقلع الاقتصاد وحققت البورصة أرقاماً قياسية، كان يخيل أن ترامب في الطريق إلى إعادة انتخابه. ولكن الفيروس غير كل شيء: كان الديمقراطيون واثقين من أن استخفاف الرئيس في معالجة الوباء الذي أودى بحياة ربع مليون أمريكي، سيجلب لهم انتصاراً جارفاً. هذا لم يكن جارفاً، ولكنه كان كافياً. وبينما عدد الناخبون الجمهوريون معالجة الاقتصاد كالأمر الأهم من ناحيتهم في هذه الانتخابات، أشار الديمقراطيون إلى معالجة كورونا والمساواة العرقية.
الثالث هو البيض، ومع التشديد على الرجال البيض: لقد نجح بايدن في إعادة ، مجموعات من السكان البيض إلى المعسكر الديمقراطي بشكل جزئي على الأقل – فالرجال بلا لقب أكاديمي ونساء مع لقب، ساعدوه في أن يحظى بأصوات أكثر في الضواحي، أصوات ذهبت لترامب في المرة الأخيرة.
الجواب الرابع هو “جو النعسان”. هذا اللقب التنديدي الذي ألصقه به خصمه، وبأثر رجعي ساعده. فبخلاف كلينتون التي فشلت في 2016، لم يثر بايدن العداء والنفور في أوساط أغلبية الجمهور. العكس هو الصحيح: صورته القاتمة والأبوية الحبيبة قد لا تكون اجتذبت الناس، ولكنها لم تبعدهم.
الكثير من مصوتي الرئيس خائبي الأمل سيقبلون على ما يبدو حكم الناخب، ولكن القاعدة المتطرفة ستقاتل بحماسة دفاعاً عن بنادقها زعيمها الذي يفكر مثلها، أو هي مثله. أولئك الذين يؤمنون بأن كورونا مؤامرة ليبرالية وأن الوباء نبأ ملفق يستهدف حبسهم في بيوتهم وأخذ الحرية منهم. ويتمسكون ببلطة مجازية كي يقطعوا رأس المؤامرة التي بين وسائل الإعلام والديمقراطيين، الرامية إلى تزوير الانتخابات ليأخذوا منهم ما يحبونه: دونالد. هم، مثل رئيسهم، لن يذهبوا إلى بيوتهم بهدوء.
بقلم: أورلي أزولاي
القدس العربي