صناديق لحفظ لقاحات كورونا الخاصة بالمناطق الحارة

صناديق لحفظ لقاحات كورونا الخاصة بالمناطق الحارة

فورتسبورغ (ألمانيا) – أمام تحدي إرسال لقاحات إلى دول ذات درجات حرارة خارجية مرتفعة وتفتقر إلى البنى التحتية في أفريقيا وأميركا اللاتينية وأنحاء من جنوب شرق آسيا، وجدت “فا – كيو – تيك” حلا مناسبا بابتكارها حاوية أكثر خفة مغلفة بالكرتون، ما يتيح إعادة تدويرها، وتسلّم في شكل قطع يتم تجميعها على عين المكان.

وتبدو الصناديق للوهلة الأولى عادية، لكنها في الواقع تحفة تكنولوجية، إذ أنها حاويات تصنعها شركة فا – كيو – تيك الألمانية الرائدة في مجال العزل الحراري، لنقل اللقاحات ضد وباء كوفيد – 19 في رحلتها المبرّدة إلى جميع أنحاء العالم.

وبعدما كانت المملكة المتحدة الأربعاء أول بلد يصادق على استخدام لقاح فايزر – بايونتيك، ستبتّ السلطات الطبية في العالم أجمع قريبا بشأن طلبات ترخيص قدمتها مختبرات أخرى.

وعندها يكمن التحدي اللوجستي الهائل في حفظ المليارات من جرعات اللقاحات التي سترسل عبر العالم مبرّدة. ويحتاج لقاح فايزر – بايونتيك على سبيل المثال إلى البقاء مبردا بمستوى سبعين درجة مئوية تحت الصفر.

يواكيم كون: شركة فا – كيو – تيك تشارك في 30 إلى 40 مشروعا على ارتباط باللقاحات

ويدير يواكيم كون شركة فا – كيو – تيك، وهي من فئة الشركات المتوسطة والصغرى ورائدة في مجال المواد العازلة وستسمح منتجاتها بحفظ سلسلة اللقاحات بكاملها مبردة بدرجات متدنية للغاية. ويشبّه صناديق فا – كيو – تيك بـ”قوارير ترموس ضخمة”.

وتشهد مخازن الشركة في فورتسبورغ بولاية بافاريا حركة محمومة من الرافعات حول عمال منهمكين في جمع ألواح ولصقها ببعضها البعض أو صنع غلافات مفرغة من الهواء لتجهيز الصناديق الصغيرة.

وتعتمد الشركة تكنولوجيا تستخدم جزيئات السيليكا للحفاظ على حرارة مستقرة تتراوح من برودة البرادات وصولاً إلى درجات البرد القطبي لمدة عشرة أيام.

وأعلنت فا – كيو – تيك في منتصف نوفمبر إبرام اتفاق مع “مصنّع أدوية عالمي بارز” للقاح ضد كوفيد – 19 على تزويده بحاويات حرارية، مؤكدة أن السرية المهنية تمنعها من كشف اسم الشركة، غير أن وسائل الإعلام تناقلت اسم فايزر.

وأوضح كون أن فا – كيو – تيك تشارك “في 30 إلى 40 مشروعا” على ارتباط باللقاحات ضد كوفيد – 19 في العالم بأسره.

وكشف أن شركته ستنتج “أكثر من عشرة آلاف حاوية العام المقبل”، في حين تمتلك في الوقت الحاضر مجموعة من 2500 حاوية تعرضها للإيجار.

ولا تحتاج هذه المعدات حتى في درجات حرارة متدنية للغاية سوى إلى حد أدنى من الجليد الجاف، وهو مكسب آخر في وقت تبقى فيه الموارد من هذا “الذهب الأبيض” الجديد محدودة.

كما أن الصناديق العازلة تعمل دون حاجة إلى مولد كهرباء للتبريد، خلافا للبرادات فائقة القدرة.

وتعتزم الشركة صنع أكثر من مئة ألف صندوق بحجم الثلاجات التي يحملها الناس في رحلاتهم، مقابل 25 ألفا في مخزونها حاليا.

وقال كون “فرقنا جاهزة”، مشيرا إلى أن مصنعي الشركة في ألمانيا سيعملان على مدار الساعة.

الشركة تعتزم صنع أكثر من مئة ألف صندوق بحجم الثلاجات التي يحملها الناس في رحلاتهم
العمل على مدار الساعة لتوفير الاحتياجات لنقل اللقاحات
وتمكنت فا – كيو – تيك حتى الآن من اجتذاب مختبرات تستعين بها بشكل منتظم لنقل مواد صيدلانية نشطة تتطلب درجات حرارة متدنية جدا.

ويسجل سوق الحاويات الحرارية الذي يثير اهتمام شركتي سي – سايف الأميركية وإنفايروتاينر السويدية، نموا بنسبة 10 في المئة كل سنة، وتعتقد فا – كيو – تيك أن بإمكانها تحسين حصتها في ظل تحقيقها نسبة نمو تتراوح بين 20 و30 في المئة منذ أكثر من عشر سنوات.

والواقع أن التكنولوجيا الحرارية التي طورتها الشركة لها تطبيقات متنوعة ويمكن استخدامها في البرادات عالية القوة ولعزل المباني وتغليف الأنابيب والمدافئ، وصولا إلى قطاعي الطيران والسيارات، ما “يوحي بفرص كبرى للشركة” على حد قول غويدو هويمان المحلل لدى مكتب ميتسلر.

وقال كون “لن نواجه مشكلة امتلاك مجموعة كبرى من الحاويات غير المستخدمة” بعد انتهاء عملية التلقيح ضد وباء كوفيد – 19.

العرب