رحبت مليشيات عراقية مسلَّحة مرتبطة بإيران بدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأخيرة، والتي عرض خلالها على الكتل السياسية ما وصفه بـ”إعادة ترميم” البيت الشيعي، استعداداً للدخول للانتخابات المبكرة، وذلك في تناغم جديد بين الطرفين، بعد تأييد سابق لموقف الصدر من المتظاهرين والمعتصمين في مدن جنوب ووسط العراق والعاصمة بغداد ودعوته الحكومة إلى فض الاحتجاجات.
وأكدت مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية مساندتها دعوة الصدر لـ”ترميم البيت الشيعي”، مجددة هجومها على الناشطين المدنيين والمحتجين المطالبين بالإصلاحات، من خلال اتهامها بأنها “تتجاوز على القيم الإسلامية والقيم الأصيلة، بما يلقي على عاتق القوى السياسية والدينية مسؤولية التصدي لها وقطع دابرها”، بحسب زعم البيان الذي صدر عن المليشيا المتورطة بتنفيذ سلسلة اعتداءات على المتظاهرين في الأشهر الماضية أسفرت عن مقتل وجرح العديد منهم، فضلاً عن عمليات خطف الناشطين والصحافيين والمدونين في بغداد وجنوبي البلاد.
واعتبرت المليشيا مواقف الصدر “في مواجهة محاولات تشويه الدين من قوى خارجية بأنها امتداد طبيعي لثورة التصدي لأعداء الله وترسيخ مبادئ دينه الحنيف”، مضيفة “نشيد بموقف مقتدى الصدر والدعوة لترميم وضعنا الداخلي وإصلاح واقعنا”.
وتحرّض قوى سياسية مقربة من إيران ضد الحراك الشعبي والناشطين بتهم مختلفة، في محاولة لإجهاض الحراك وتبرير القمع الدموي الذي واجهت به الحكومة وأحزاب السلطة المتظاهرين، من بينها مزاعم أن المتظاهرين “يحاربون الله ورسوله”، ويسعون لـ”نشر قيم غربية”، فضلاً عن تهم أنهم مدعومون من الخارج، غير أن تلك الاتهامات لم يعد لها تأثير يذكر في الشارع العراقي المؤيد للحراك الاصلاحي في البلاد.
من جهته، قال القيادي في مليشيا “عصائب أهل الحق” نعيم العبودي، إنهم يدعمون دعوات الصدر، مبيناً في تعليق له على حسابه الخاص بموقع “تويتر” أن “دعوة الصدر غاية في الأهمية”، معتبراً أنها “لا تنطلق من منطلق طائفي، إنما من مصلحة وطنية جامعة”، مضيفاً أن “قوة البيت الشيعي ووحدته تنعكس إيجاباً على قوة العراق ووحدته، من هنا يجب استثمار هذه الفرصة، وعدم تضييعها تحت أي اعتبار”.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الأربعاء الماضي، إلى العودة إلى مفهوم البيوت الطائفية، من خلال دعوته إلى “ترميم البيت الشيعي”، ومطالبته الكتل السياسية الأخرى بالاستجابة له، تحت مزاعم التعدي على الدين والقيم، وذلك بعد أيام على فشل أنصار الصدر في إنهاء اعتصام ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية في ذي قار جنوب البلاد، على الرغم من مهاجمتهم للساحة ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى من المحتجين.
وأمس الأحد، أكد عضو البرلمان عن ائتلاف “دولة القانون” حسين المالكي، وجود تنسيق من أجل إعادة العمل بـ “اللجنة السباعية” التي تضم كلاً من رئيس ائتلاف “دولة القانون” نوري المالكي، ورئيس “منظمة بدر” هادي العامري، وزعيم تيار “الحكمة” عمار الحكيم، ورئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي، وزعيم مليشيا “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي، وعبد الحسين الموسوي عن حزب “الفضيلة”، وممثل عن تحالف “سائرون” (التابعة للتيار الصدري)، والتي توقفت منذ فترة طويلة، موضحاً في حديث نقلته وسائل إعلام محلية أن القوى السبع اتفقت قبل نحو 3 أشهر على إعادة عمل اللجنة بهدف التهدئة، ووقف التراشق الإعلامي قبل الانتخابات.
وانتقد السياسي العراقي البارز عزت الشابندر دعوات العودة لإحياء البيوت الطائفية، مؤكداً أن قصور الطائفة وامتيازاتها ليست لأبنائها أنما لأمرائها، مشيراً إلى أن “البيت الشيعي لم ولن يطعم ابن السماوة، أو يلبس ابن الناصرية، أو ينصف ابن البصرة، أو يعلم ابن المدينة (مدينة الصدر في بغداد وهي معقل التيار الصدري)، أو يصلح بيوت أهلها المتهرئة، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”.
براء الشمري
العربي الجديد