أولوية بايدن إيران وليس الملف الفلسطيني

أولوية بايدن إيران وليس الملف الفلسطيني

قال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، اليوم الأربعاء، إن معالجة ملف البرنامج النووي الإيراني ستكون القضية الأبرز التي ستعمل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن على معالجتها على صعيد سياساتها في المنطقة، وليس ملف العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية.

ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن شابيرو، الذي يعمل حالياً باحثاً رئيساً في “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، قوله إن تركيز إدارة بايدن المتوقع على معالجة الملف الإيراني يرتبط أساساً باقتراب إيران بنحو متزايد من الحصول على “قدرات نووية”، على حدّ تعبيره.

ولفت شابيرو، وهو يهودي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، إلى أنه على الرغم من أن الملف الفلسطيني الإسرائيلي لا يمثل أولوية للإدارة الجديدة، إلا أن الرئيس المنتخب، بخلاف الرئيس الخاسر دونالد ترامب، يرى أن “حل الدولتين هو النتيجة الواقعية الوحيدة التي يمكن أن تقود إلى حل الصراع، على اعتبار أنه يضمن حفاظ إسرائيل على طابعها اليهودي والديمقراطي من جهة، ومن جهة أخرى يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين وتدشين دولة مستقلة خاصة بهم”، على حدّ تعبيره.

واستدرك قائلاً إنه في ظل وجود “القيادات الحالية التي فشلت في الماضي في إنجاز تقدم في المفاوضات وما رافقه من انعدام الثقة” بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فإن إدارة بايدن لن تستثمر جهوداً لاستئناف المفاوضات بشأن حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فور توليها مقاليد الأمور في العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل.

وأضاف أن إدارة بايدن ستركز، بدلاً من ذلك، على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، وضمن ذلك إعادة تدشين قنصلية أميركية في القدس الشرقية، والسماح بفتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، واستئناف تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن الإدارة الجديدة ستركز على دعم التعاون الأمني بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي.

وبحسب شابيرو، يمكن إدارة بايدن أن تعمد إلى تشجيع المشاريع الاقتصادية المشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص مشاريع البيئة، مشيراً إلى أن الاعتبارات المتعلقة بالمناخ ستكون عاملاً مركزياً في توجيه السياسة الخارجية لساكن البيت الأبيض الجديد.

وحول موقف الإدارة الجديدة من مسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، أشار شابيرو إلى أن بايدن سبق أن قال إن هذا المسار كان “هدفاً استراتيجياً لجميع الإدارات الأميركية السابقة، وضمنها إدارة أوباما التي كان يشغل منصب نائب الرئيس فيها”، متوقعاً أن يحرص الرئيس الجديد على الحفاظ على قوة دفع التطبيع.

وأعاد إلى الأذهان حقيقة أن بايدن صرّح خلال حملته الانتخابية بأن مسار التطبيع يمكن أن يساعد على إعادة قوة الدفع للمسار الفلسطيني الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الدول العربية بإمكانها أن تطور أنماطاً مختلفة مع الحوار مع الحكومة والرأي العام في إسرائيل حول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل الحفاظ على حلّ الدولتين “حيّاً وقائماً”.

ولم يستبعد أن تؤدي الدول العربية دوراً في تشجيع الفلسطينيين على تبني مواقف “واقعية يمكن أن تسمح بالعودة إلى مسار التفاوض”.

صالح النعامي

العربي الجديد