مع عودة التشدد في إجراءات العزل، عادت الأسواق الى التذبذب، وعلى الرغم من استقرار الأسهم الأوروبية، فإن زيادة حالات الإصابة بمرض “كوفيد-19″، وإجبار الحكومات على تشديد إجراءات المكافحة في أنحاء القارة أثرا سلباً في التفاؤل بشأن توزيع اللقاحات، وآمال بإبرام اتفاق تجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
واكتشفت سلالة جديدة من فيروس كورونا في لندن، وهو ما قد يسهم جزئياً في زيادة معدلات الإصابة، مما يضطر الحكومة إلى فرض أعلى مستوى من القيود في المدينة.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن الحكومة قد تقرر فرض إجراءات عزل عام جزئية بدءاً من 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي وحتى الثاني من يناير (كانون الثاني) على الأقل.
وفي فرنسا، زاد عدد الحالات التي تعالج من “كوفيد-19″، في المستشفيات لليوم الثالث، فيما يعتزم البلد البدء في تخفيف إجراءات العزل العام.
وبعد جلسة قوية، أمس الإثنين، لم يطرأ تغير يذكر على المؤشر “ستوكس 600” للأسهم الأوروبية، إذ يدرس المستثمرون احتمال أن يقوض تكبيل النشاط الاقتصادي أي نوع من الانتعاش.
وتصدرت أسهم البنوك موجة الخسائر، بينما كانت أسهم السيارات وشركات التعدين والطاقة في صدارة الأسهم المرتفعة.
“اليورو” يتماسك
وفي العملات تمسك اليورو بمكاسبه، إذ يحوم مقترباً من أعلى مستوى خلال عامين ونصف العام، مع تجاهل المستثمرين لإجراءات عزل عام جديدة لمكافحة مرض كورونا، والتركيز على احتمال تطبيق مزيد من التحفيز الأميركي، وهو ما سيؤثر سلباً في الدولار.
وارتفع اليورو أربعة في المئة منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2018، لأسباب منها البيع واسع النطاق للدولار الأميركي، ومراهنة المستثمرين على أن حزمة تمويل أوروبية ضخمة للتعافي سترفع اقتصادات المنطقة.
وسجل اليورو في أحدث تداول له في مقابل الدولار 1.2135 دولار، إذ لم يطرأ عليه تغير يذكر خلال التعاملات المبكرة. وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية في مقابل سلة عملات على نحو طفيف إلى 90.802.
وتراجع مؤشر الدولار إلى 90.419، أمس الإثنين، وهو مستوى لم يشهده منذ أبريل 2018، وضعف الدولار بفعل آمال باتفاق أعضاء مجلس النواب الأميركي على حزمة إنفاق بقيمة 1.4 تريليون دولار.
وانخفض الجنيه الإسترليني، وسجل في أحدث تداول له تراجعاً نسبته 0.3 في المئة إلى 1.3290 دولار، بعدما صعد أمس الإثنين مدعوماً بأنباء في شأن استمرار المحادثات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بهدف إبرام اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد انفصال بريطانيا عن التكتل.
الذهب يربح
وعلى صعيد المعادن ارتفع الذهب، إذ تسبب تزايد حالات الإصابة بـ “كوفيد-19” والقيود المفروضة بالضغط على شهية المستثمرين للأصول عالية الأخطار عادة، وعزز الرهان على مزيد من التحفيز قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وصعد الذهب في السوق الفورية 0.7 في المئة إلى 1839.20 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما كسب الذهب في التعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.6 في المئة إلى 1843.80 دولار.
ودفعت القيود الأكثر صرامة في هولندا وألمانيا ولندن، وتجاوز الوفيات في الولايات المتحدة 300 ألف، الأسهم الآسيوية لتهبط لأقل مستوى فيما يزيد على أسبوع.
وقال كبير محللي الأسواق العالمية في شركة “أكسي” للخدمات المالية، ستيفن إينز، إن “الإغلاقات الأخيرة تعني أنه سيكون ثمة حاجة لمزيد من التحفيز سواء من الكونغرس الأميركي أو مجلس الاحتياطي الاتحادي”. ويبدو المشرعون الأميركيون متفائلين حيال صفقة تحفيز مالي مقسمة على جزأين، سعياً إلى إقرارها، مما دفع الدولار الأميركي للهبوط قرب أقل مستوياته خلال أعوام عدة.
مؤشر طوكيو يغلق منخفضاً
وفي اليابان، أغلقت الأسهم اليابانية منخفضة، إذ أدى تزايد الإصابات بـ “كوفيد-19” إلى إضعاف شهية المستثمرين للأصول عالية الأخطار، وحمل الحكومة على وقف حملة ترويج للسياحة الداخلية، لتتضرر أسهم شركات الطيران والشركات المرتبطة بالسفر.
وهبط مؤشر “نيكي” 0.17 في المئة، ليصل إلى 26687.84 نقطة، في حين فقد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.47 في المئة، ليصل إلى 1782.05 نقطة. وبلغت نسبة الأسهم الخاسرة إلى تلك الرابحة ثلاثة إلى اثنين في المئة. وجنى مستثمرون الأرباح بعد المكاسب الأخيرة، وقبل الإعلان عن سياسات الأسبوع الحالي من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي وبنك اليابان.
اندبندت عربي