كشفت مصادر ليبية لـ”العربي الجديد” تفاصيل اتصال رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، المحسوب على معسكر الشرق، مع المسؤولين في تركيا خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت المصادر، إن صالح أوفد عبد الباسط البدري إلى أنقرة، حيث التقى عدداً من المسؤولين الأتراك، حاملاً رسالة بشأن شكل وطبيعة المرحلة المقبلة، وإمكانية التوصل لاتفاق بين الطرفين ينهي الخلافات. وأضافت المصادر أن صالح أبدى من خلال الرسالة التي حملها البدري، استعداده للتعاون مع تركيا، وإنهاء الخصومة، في حال وافقت أنقرة على توليه رئاسة المجلس الرئاسي ضمن المساعي القائمة للتوصل لتسوية سياسية للأزمة.
وأوضحت المصادر، أن تلك الخطوة جاءت بتنسيق روسي، إذ يحظى صالح بدعم من موسكو، لافتة إلى أن صالح قدّم تعهدات بعدم المساس بالاتفاقيات التي وقّعتها أنقرة مع حكومة الوفاق، وفي مقدمتها الاتفاقية البحرية، والاتفاقية الأمنية، بخلاف استعداده لزيارة تركيا في أقرب وقت، في حال كان الرد التركي بالموافقة، أو الترحيب.
وأشارت المصادر إلى أن مبعوث عقيلة صالح لم يتلقَ رداً بشأن العرض المقدّم من رئيس برلمان طبرق، لافتة إلى أن المسؤولين الأتراك أبلغوه بأن الموافقة على لقائه كانت من أجل الاستماع فقط، إلى حين دراسة العرض ومدى جديته، موضحة أنه لا يوجد رفض تركي مطلق لصالح، على عكس موقف أنقرة من زعيم مليشيات شرق ليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي ترفض تركيا أي اتفاق يكون طرفاً فيه، وتشدد على ضرورة تغييبه بشكل كامل من مستقبل ليبيا، نظراً للجرائم التي ارتكبها، وكونه شخصاً غير مؤتمن على أي اتفاقات قد يتم التوصل لها.
صالح قدّم تعهدات بعدم المساس بالاتفاقيات التي وقّعتها أنقرة مع حكومة الوفاق
وأوضحت المصادر أن “هناك توافقاً وتقارباً كبيرين مع تركيا في الوقت الراهن، بشأن تقريب وجهات النظر بين معسكر غرب ليبيا والمعتدلين في الشرق”، مضيفة أن “أنقرة ربما وافقت على استقبال مندوب عقيلة صالح، من أجل الرد على التحركات المصرية الأخيرة بالتقارب مع معسكر غرب ليبيا، والتي كان آخرها زيارة وفد رفيع المستوى بقيادة نائب رئيس جهاز المخابرات العامة”.من جهة أخرى، كشفت مصادر مصرية لـ”العربي الجديد”، أن القاهرة وجهت دعوة لصالح للقاء المسؤولين في اللجنة المعنية بالشأن الليبي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، للتباحث بشأن المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن القاهرة لا تعارض خطوة تقارب صالح مع أنقرة. يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إن بلاده ومصر تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية، مشيرا إلى أن التواصل الاستخباراتي بين البلدين مستمر لتعزيز العلاقات. وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين، الأربعاء، أوضح أن التواصل مع مصر على الصعيد الاستخباراتي مستمر لتعزيز العلاقات، والحوار قائم على مستوى وزارتي الخارجية، مشيراً إلى وجود مساع للتحرك وفق مبدأ عدم التضارب في المحافل الدولية. وأضاف: “التواصل بين البلدين يتم أيضاً عبر الممثلتين في أنقرة والقاهرة”، مشيرا إلى أنه التقى نظيره المصري العام الماضي في الاجتماعات الدولية، وأنهما شددا على ضرورة العمل على خارطة طريق بشأن علاقات البلدين. وعن زيارة الوفد المصري إلى ليبيا أخيرا، أوضح جاووش أوغلو أن تلك الزيارة ليست مرتبطة بزيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا.
القاهرة وجهت دعوة لصالح للقاء المسؤولين في اللجنة المعنية بالشأن الليبي، وعباس كامل
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، إن العد العكسي للانتخابات بدأ في 21 ديسمبر/كانون الأول مع جداول زمنية واضحة بحسب خارطة الطريق اعتمدت خلال اجتماعات تونس. وأضافت وليامز في اجتماع ملتقى الحوار السياسي الليبي أمس الأول الأربعاء، أن “موعد الانتخابات في 24 ديسمبر 2021 والطريق إلى هذه الانتخابات إنجاز وهدف لن نتراجع عنهما”. وأكدت أنها ما تزال تؤمن أن هذه العملية لن تمضي قدماً ولن يتحقق لها النجاح إذا كان النهج المتّبع في هذه المداولات الهامة مبنياً على حسابات الربح والخسارة، موضحة أن “ما تحتاجه ليبيا ليس معادلة لتقاسم السلطة بل معادلة لتحمل المسؤولية بشكل تشاركي تسير نحو الانتخابات”.
العربي الجديد