إيران توسع تهديداتها: استهداف حاملات الطائرات بصواريخ بعيدة المدى

إيران توسع تهديداتها: استهداف حاملات الطائرات بصواريخ بعيدة المدى

طهران – أعلنت إيران عن اختبار صواريخ باليستية طويلة المدى هادفة إلى مهاجمة حاملات الطائرات والسفن الحربية، وهو ما يمثل تحديا خطيرا لدول الشرق الأوسط، وخاصة للدول الكبيرة التي كان بعضها يعلن عن تفهمه لمساعي التصنيع العسكري الإيراني، مثل دول الاتحاد الأوروبي، والبعض الآخر يلوّح باستهداف مواقع عسكرية لطهران دون أن ينفذ تهديداته مثل الولايات المتحدة.

واختبر الحرس الثوري الإيراني صواريخ باليستية لإصابة أهداف بحرية في المحيط الهندي، وفق ما أفاده موقعه الإلكتروني السبت، في ختام مناورات عسكرية امتدت يومين.

وذكرت قناة فوكس نيوز الأميركية أن صواريخ إيرانية سقطت على بعد 160 كلم من حاملة الطائرات الأميركية نيميتز في المحيط الهندي، في تنفيذ فوري للتهديدات التي أطلقها الحرس الثوري.

وأفاد الحرس في بيان نشر على موقعه “سباه نيوز” أن صواريخ “من فئات مختلفة” استهدفت “(نماذج من) سفن العدو ودمرتها من مسافة 1800 كلم”.

وأقيمت المناورات في منطقة بوسط البلاد، وأصيبت الأهداف “في شمال المحيط الهندي”، بحسب ما أفاد الحرس.

واعتبر مراقبون أن إيران لم تعد تخفي نواياها بشأن تهديد أمن الملاحة الدولية، سواء ما تعلق بسفن النفط، أو السفن الحربية وحاملات الطائرات التي تقوم بمهمات روتينية سواء في مضيق هرمز أو في بحر العرب.

وأشار هؤلاء إلى أن استعراض القوة الذي بدا في المناورات لم يعد يفهم على أنه يوجّه رسائل إلى السعودية لوحدها كقوة إقليمية تتناقض مصالحها مع إيران، ولكن رسائله موجهة إلى الجميع بمن في ذلك أولئك الذين يدافعون عن إيران وبرنامجها النووي ويدفعون إلى الحوار معها ويعارضون قرار إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالضغط عليها عبر العقوبات.

ومن شأن إعلان إيران عن رغبتها في استهداف السفن وحاملات الطائرات أن يعطي لإسرائيل مبررات إضافية لتوسيع دائرة عملياتها ضد أهداف إيرانية في المنطقة، وقد يخرج الأمر عن الاستهداف الروتيني داخل الأراضي السورية إلى ضربات أشمل قد تطال مواقع في إيران نفسها من خلال عمليات عسكرية موجهة إلى مواقع إنتاج الصواريخ.

وأظهرت لقطات مصوّرة عرضها الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي، إطلاق صاروخين على الأقل من منطقة صحراوية، وإصابة هدف في عرض البحر.

وحضر اليوم الثاني من المناورات، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، إضافة إلى القائد العام للحرس اللواء حسين سلامي، وقائد قوته الجو-فضائية العميد أمير علي حاجي زاده.

وقال سلامي، وفق ما أفاد “سباه نيوز”، إن “أحد أبرز أهدافنا في السياسات والاستراتيجيات الدفاعية، هو التمكن من استهداف سفن العدوّ، بما فيها حاملات الطائرات والسفن الحربية، باستخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى”.

ونقل المصدر نفسه عن باقري أن استخدام صواريخ لإصابة أهداف في البحر “يؤشر إلى أنه في حال أظهر أيّ من الأعداء أن لديهم نوايا خبيثة تجاه مصالحنا الوطنية وطرق تجارتنا البحرية وأرضنا، سندمرهم بصواريخنا”.

وشدد على أن لا نية للقوات المسلحة الإيرانية “لشن أيّ هجوم، لكنها سترد بقوة وفي أقصر وقت ممكن، على أيّ خصم يفكر في الاعتداء عليها”.

وكان الحرس أعلن، الجمعة، بدء المرحلة الأولى من مناورات “الرسول الأعظم 15” التي تم خلالها استخدام طائرات مسيّرة لاستهداف منظومات دفاع صاروخية، وإطلاق “جيل جديد” من صواريخ باليستية من طراز “ذو الفقار” و”زلزال” و”دزفول”.

وأكد الحرس أن الصواريخ “مزودة برؤوس حربية منفصلة، وبالإمكان توجيهها من الجو، كما أنها قادرة على اختراق دفاعات العدو المضادة للصواريخ”.

والمناورات الصاروخية للحرس الثوري هي ثالث تدريب عسكري تجريه قوات مسلحة إيرانية خلال أقل من أسبوعين.

وأتت هذه المناورات في أعقاب تدريبات أجرتها بحرية الجيش الإيراني يومي الأربعاء والخميس في خليج عمان، ومناورات للجيش باستخدام صنوف متنوعة من الطائرات المسيرة، في الخامس والسادس من يناير.

ويأتي ذلك في ظل توتر متزايد مع الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس دونالد ترامب الذي اعتمد سياسة “ضغوط قصوى” حيال إيران.

وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عقود بين طهران وواشنطن، توترا إضافيا في عهد ترامب. ووصل البلدان إلى شفير مواجهة عسكرية مباشرة مرتين منذ صيف العام 2019، لاسيما بعد اغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020.

ومن المقرر أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه رسميا خلفا لترامب في العشرين من الشهر الحالي.

العرب