ذكر موقع “ميليتاري دوت كوم” الأميركي المتخصص بالشؤون العسكرية أن الحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا، برغم دورها في تدمير معاقل أساسية للتنظيم، الا ان دورها كان محدودا في تسريع إلحاق الهزيمة بهؤلاء الإرهابيين على المدى الطويل.
وفي ترجمة خاصة لوكالة شفق نيوز، نقل الموقع عن تقرير لمعهد راند الأميركي ان الحملة الجوية ضد داعش، اعطت الاولوية لعمليات الغارات التكتيكية المنفذة عن قرب، بدلا من مهمات الغارات الاستراتيجية “العميقة”.
وأشار الى أن التقرير الصادر في 500 صفحة تحت عنوان “الحرب الجوية ضد الدولة الإسلامية” يركز على دور سلاح الطيران في العمليات العسكرية، ويخلص إلى أن العمليات التي تستهدف تقليص السيطرة على الأراضي، نظر إليها كمقياس للنجاح في الحرب ما بين عامي 2014 و2019.
ويؤكد التقرير ان الصراع كان معقدا، وشن في بلدين بسلطات مختلفة ومعايير اشتباك مختلفة بين البلدين بالنسبة الى الولايات المتحدة والحلفاء، وكنتيجة لذلك، فان غالبية الدعم الأميركي للحرب جاء عبر سلاح الجو.
ويقسم التقرير الحرب الى ثلاثة أجزاء: مرحلة التحلل (2014 الى 2015)، ومرحلة الهجوم المضاد (2016-2017)، ثم مرحلة الهزيمة (2018-2019). ويتناول بالتحديد مواقع جغرافية رئيسية نفذت فيها العمليات الجوية، ويشير على سبيل المثال الى طلعات قاذفات “بي-1 بي لانسر” والمقاتلات الجوية كانت تستهدف اخراج مقاتلي داعش من كوباني خلال الشهور الاربعة الاخيرة من العام 2014.
وبالمقارنة مع العمليات العسكرية الاميركية في العقود الماضية، فإن الحملة العسكرية على داعش تعتبر ثاني أكبر عملية عسكرية تلقى فيها قنابل وصواريخ بعد حرب “عاصفة الصحراء” عامي 1990 و 1991. وبحسب التقرير فقد تم استخدام ما بين 115 الف طن و227 الف طن من هذه الذخائر في كل من العراق وسوريا. ولا يشمل هذا التقرير الذخائر المستخدمة ضد داعش في ليبيا وافغانستان وغيرهما.
وكانت استراتيجية واشنطن الاساسية توفير الدعم للقوات البرية للحلفاء المحليين من اجل انتزاع الأراضي من داعش، خاصة خلال العامين الاولين من الحرب. ولان واشنطن كانت تريد تطبيق مقاربة “مسؤولية محدودة، ومخاطرة محدودة” من اجل تحقيق الأهداف النهائية، فان الولايات المتحدة حددت ان القوات البرية للحلفاء المحليين، هم الذي يجب ان ينصب عليهم الجهد الأساسي، وهو ما كان معناه ان الأولوية منحت لعمليات الدعم الجوي عن قرب عوضا عن عمليات الهجوم الجوي الاستراتيجية.
وبحسب التقرير، فإن هناك جدلاً طويلاً بين قادة القوات البرية وبين منظري القوة الجوية حول اعتماد الدعم الجوي عن قرب (CAV) مقابل الضربات الاستراتيجية.
ويقول منظرو القوة الجوية انها تكون اكثر فاعلية استراتيجيا عندما تستخدم امكاناتها لتنفيذ هجمات استراتيجية ضد مواقع مركزية للعدو وتحمل اهمية كبيرة له، وان الدعم الجوي عن قرب ضروري في اي قتال بري حيث يكون تأثيرها تكتيكي وموضعي.
ويتناول التقرير ايضا العرقلة التي تعرضت لها الحملة الجوية الاميركية بسبب التركيز المكثف على محاولة تجنب “الاضرار الجانبية”، وهو ما لاحظه مقاتلو داعش وبدأوا سريعا في تعديل سلوكهم في ارض المعارك، ما صعب على الاميركيين وحلفائهم التمييز بينهم وبين المدنيين.
وكانت القوات العراقية مستاءة احيانا من بطء عملية اتخاذ القرار لشن هجمات دعم جوية كانوا يطلبونها. وبالاضافة الى ذلك، فان السماء السورية اصبحت اكثر تنازعا بعدما دخلت القوات الروسية الى ساحة القتال الجوي في العام 20115 الى جانب “الدرونز” الايرانية.
وذكر التقرير ان من بين المشكلات التي ظهرت ان الطيارين الاميركيين كانوا مترددين في الانخراط في عمليات ضد مسلحين اخرين بخلاف اعضاء داعش، بالنظر الى محدودية استراتيجية التدخل الاميركية.
وخلص التقرير الى الاشارة الى ان هناك حاجة لتطوير عمليات جمع المعلومات الاستخبارية المنسقة وتحديد الاهداف نظرا للافتقار الى العدد الكافي من “الدرونز” والخلل في قنوات سلسلة القيادة.
شفق نيوز