أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء 16 فبراير (شباط)، أن تهيئة بيئة مؤاتية لإجراء الانتخابات العراقية في وقت لاحق هذا العام، تشمل مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران ونشاطات هذه الأخيرة لزعزعة الاستقرار في البلاد، إضافة إلى العناصر المتبقية من تنظيم “داعش”.
وقال ريتشارد ميلز، القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، في اجتماع لمجلس الأمن بشأن العراق، إن أحد أبرز العوائق أمام تهيئة بيئة مؤاتية لإجراء انتخابات سلمية وشاملة وتمتاز بالمصداقية، “هو وجود فصائل مسلحة ومتطرفين ومخربين”. وأضاف ميلز أمام مجلس الأمن الذي يضمّ 15 دولة عضواً فيه، “البيئة المؤاتية تعني أنه يجب علينا مواجهة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران وأنشطتها التي تزعزع استقرار العراق، إضافة إلى ما تبقّى من عناصر تابعة لتنظيم داعش”.
وتابع “تضعف هذه الفصائل ثقة الناس بالحكومة وبالانتخابات التي تقام في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. إنهم يقتلون المواطنين العراقيين ويحرمون العراق من المساعدات الاقتصادية والاستثمارات الأجنبية التي هو في أمسّ الحاجة إليها”.
وأعلن ميلز أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعهّدت بأن تكون شريكاً ثابتاً ويمكن الاعتماد عليه لبغداد. وأضاف أن “من بين الأولويات القصوى للولايات المتحدة أن تسعى إلى مساعدة العراق في تأكيد سيادته بوجه أعدائه في الداخل والخارج من خلال منع ظهور تنظيم داعش مرةً أخرى والعمل من أجل إرساء الاستقرار فيه”.
وتابع “يعني ذلك بالنسبة إلى الولايات المتحدة، دعم جهود العراق في إجراء انتخابات سلمية شاملة وذات مصداقية”.
“حق الرد”
وأعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن للرئيس الأميركي “الحق في الرد” على الهجوم الصاروخي الذي استهدف ليلاً قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنوداً أميركيين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: “للرئيس الأميركي الحق في الرد في أي وقت، لكننا سننتظر تحديد المسؤولين عن الهجوم”. وقالت ساكي في مؤتمر صحافي “ما زلنا نعمل من خلال التعاون مع شركائنا العراقيين لتحديد المسؤولية عن هذا الهجوم”، مشيرةً إلى أن الإدارة “غاضبة” من هذا الاعتداء.
واشنطن وحلفاؤها ينددون بالهجوم الصاروخي
وأصدر وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا بياناً مشتركاً يوم الثلاثاء يدين “بأقوى العبارات” الهجوم الصاروخي.
وجاء في البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لو دريان ووزير الخارجية الألماني هايكو ماس ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب “ستدعم حكوماتنا معاً التحقيق الذي تجريه حكومة العراق بهدف محاسبة المسؤولين” عن الهجوم.
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد الهجوم الصاروخي.
وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة ما وصفتها بأنها “أعمال شنيعة ومتهورة” معتبرة أنها “تشكل تهديداً خطيراً للاستقرار”. ودعت إلى “ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة”.
وأدى الهجوم الصاروخي الذي استهدف القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أربيل شمال العراق إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة جندي أميركي. وأعلنت جماعة، يقول مسؤولون عراقيون إن لها صلات بإيران، مسؤوليتها عن الهجوم. وللولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق.