مساء اليوم، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثة هاتفية مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وهو أول اتصال هاتفي يجريه بايدن مع رئيس وزراء عربي، وهذا يدل على المكانة المرموقة التي يحظى بها الكاظمي والعراق لدى بايدن، وهذه المكانة لم تأت من فراغ وإنما نتيجة السياسة الداخلية والخارجية التي ينتهجها مصطفى الكاظمي.
وقد ركزت المحادثة الهاتفية بين الكاظمي وبايدن على دعم العراق في مواجهة الإرهاب، وقيام الولايات المتحدة الأمريكية بتدريب القوات المسلحة العراقية
فالاتصال الهاتفي لبايدن جاء في سياق احترامه لسياسة الكاظمي الداخلية والخارجية، فعلى مستوى الداخلي، حرص الكاظمي على ترسيخ دولة سيادة القانون، بمحاربة الفساد و ضبط السلاح المنفلت وحصره فقط بالمؤسسات العسكرية والأمنية للدولة العراقية، حيث يرفض أن يتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات.
أما على مستوى السياسة الخارجية، فالكاظمي اتبع سياسة الباب المفتوح مع جميع دول الجوار، واتبع دبلوماسية الزيارات الرسمية كزيارته للمملكة العربية السعودية وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، لأنه يدرك أن تقوية علاقته الدبلوماسية مع المحيط الاقليمي والدولي، يعزز دور العراق كلاعب رئيس في البيئة الإقليمية.
فالعراق كما صرح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قبيل زيارته الأخيرة لواشنطن:” “نحن لا نلعب دور ساعي البريد في العراق”. فهذا التصريح له دلالته، بمعنى أن الكاظمي والدولة التي يمثلها العراق لا يليق بهما ممارسة ساعة البريد أي أن دوره يقتصر على تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران أو الرياض أو طهران.
وإنما الذي يليق بالكاظمي كرئيس لوزراء العراق ممارسة دور الوسيط النزيه، لأن من مميزات هذا الدور أن التسويات السياسية او الانفراج السياسي بين الدول المتصارعة يعود بالنفع على الدولة التي تمارس دور الوساطة، بمعنى آخر أن العراق إذا نجح بهذا الدور سيحقق الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية والأمنية والإجتماعية، فالعراق يعد من أكثر الدول حرصًا على تحقيق الاستقرار الإقليمي، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه مصطفى الكاظمي عبر إيمانه بمبدأ ” الكل يكسب”، لأنه يدرك أن العراق عبر التجربة هو الخاسر الأول من تداعيات الصراع الإيراني الأمريكي، فهو بما يمتلكه من حس وطني سليم يسعى إلى إخراج العراق من نفقه المظلم الداخلي والخارجي.
وحدة الدراسات العراقية