تشير مؤسسات رسمية عراقية إلى أن استهلاك الشعب العراقي يرتفع بمقدار الضعف في شهر رمضان، بسبب مائدة الإفطار وتنوعها، مبينة أن أكثر المواد استهلاكا هي العصائر والتمر والرز والعدس.
ويحل شهر رمضان للموسم الثاني على العراق الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة في ظل تفشي فيروس كورونا، يرافقه ارتفاع نسبتي البطالة والفقر، نتيجة اعتماد البلد على القطاع النفطي، وعدم قدرة الاقتصاد على خلق وظائف لتشغيل العاطلين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية لأسباب متعددة منها فرض الضرائب ومنع الاستيراد وانخفاض قيمة العملة المحلية.
التمر أساسي عند الإفطار
وقال رئيس اتحاد الفلاحيين العراقيين حيدر عبد الواحد -للجزيرة نت- إن العراقيين يستهلكون من التمور خلال رمضان أكثر من 300 ألف طن، مضيفا أن 18% من إنتاج العراق منه تقريبا يستهلك خلال هذا الشهر المبارك فقط.
وذكر أن التمر -الذي يبلغ إنتاج العراق منه 2.2 مليون طن سنويا- يعد من المواد الأساسية الحاضرة على مائدة الإفطار يوميا، مشيرا إلى أن المواد الغذائية الرئيسية يزداد استهلاكها بمقدار الضعف خلال الشهر الكريم.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف -للجزيرة نت- إن هناك عدة مواد غذائية تستهلك في شهر رمضان، منها الدجاج والتمر والبيض والعدس والعصائر وغيرها، مشيرا إلى أن المؤشرات الرئيسية تتحدث عن استهلاك الشخص الواحد 12 كيلوغراما من الدجاج في السنة الواحدة، ويزداد استهلاك الفرد للدجاج خلال رمضان.
وأضاف أن الدجاج يعتبر من اللحوم الرخيصة، مقارنة باللحوم الحمراء، لذلك تلجأ إليها العديد من العائلات.
شوربة العدس
ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء، فإن العراق يستورد سنويا أكثر من 2300 طن من مادة العدس التي تعد مكونا رئيسيا في طبق الشوربة على مائدة الإفطار، بالإضافة إلى 174 ألف طن من الأرز، إذ يستهلك منه في رمضان أكثر من 50 ألف طن.
وقال مستشار وزارة الزراعة مهدي القيسي -للجزيرة نت- إن العراق يعاني أيضا من غياب محطات الأبقار الكبرى لإنتاج الحليب ومشتقاته، لذلك يتم استيراد منتجات الحليب من جميع الدول، مشيرا إلى أن العراق بحاجة لأن يقوم بدعم الحليب ليصبح ضمن السلع الإستراتيجية التي يدعمها.
وأكد أن الحليب ومشتقاته من المواد التي تستخدم في رمضان بكثرة، وغالبيته من المستورد.
العصائر
وتواصل الجزيرة نت مع عدد من مصانع العصائر في بغداد وبعض المحافظات، إذ يقدّر الاستهلاك اليومي للعصائر بأكثر من 700 ألف لتر خلال رمضان، ويعتبر من المواد الرئيسية على مائدة الإفطار.
من جهة أخرى، قال البائع محمد اللامي -للجزيرة نت- إن الأزمة الاقتصادية ظهرت واضحة على العراقيين في رمضان الحالي، إذ قدرة المواطن الشرائية ضعيفة جدا مقارنة بالسنوات السابقة، مضيفا أن أزمة كورونا جعلت المواطنين لا يذهبون إلى الأسواق الرئيسية وإنما يكتفون بأسواق التجزئة خوفا من الزحام والعدوى.
ونبّه إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة ظهرت ملامحها على الناس، محذرا من أن استمرارها قد يؤدي لانفجار شعبي ضد هذه الأوضاع.
وأوضح أن استهلاك العراقيين معروف خلال شهر رمضان المبارك، وينحصر في عدة مواد، وتبقى هناك مواد كمالية مثل الحلويات التي تشتريها فئة معينة.
المصدر : الجزيرة