وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإزالة صور لزعامات إيرانية، من منطقة الأعظمية في بغداد، أقدمت مليشيات موالية لإيران على وضعها أمام مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، وتسببت باستفزاز للأهالي، الذين رفضوا وجودها بمنطقتهم.
وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، تجمّع العشرات من أهالي الأعظمية، في ساحة الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، حيث عُلّقت صورة كبيرة لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وزعيم الثورة الخميني، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مطالبين بإزالتها كونها تستفز أهالي المنطقة.
ووفقاً لوكالات أنباء محلية، فإن “قوة أمنية توجّهت إلى موقع الصورة، وأزالتها، بعدما تلقت أمرا من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بذلك”.
وأشارت إلى أن “ناشطين من أهالي الأعظمية تلقوا اتصالاً هاتفياً من قبل الكاظمي، أبلغهم بإصداره أوامر عاجلة بإزالة الصورة تلافياً لأي طارئ قد يحدث”.
من جهته، أكد مسؤول أمني لـ”العربي الجديد”، أن “الكاظمي وجه القوة بإزالة الصورة، ومن ثم الانتشار في المنطقة لتأمينها، بعدما تابع بنفسه تحرك المواطنين، وسط مخاوف من أن يتفاقم الموقف وتتدخل فصائل مسلحة لمنع إزالة الصورة”، مشيراً إلى أن “الموقف بدا هادئاً في البلدة، وأن الأهالي انسحبوا إلى منازلهم عقب إزالتها”.
وكشف المسؤول عن أن قوة من “أمن الحشد الشعبي”، هي من تولت إزالة الصورة لمنع أي احتكاك بين الأمن العراقي والفصائل المسلحة”.
من جهته، عبّر الشيخ خليل العبيدي، وهو أحد وجهاء الأعظمية، عن تقديره لـ”استجابة رئيس الوزراء لأهالي الأعظمية، وتوجيهه بإزالة الصورة التي كانت مصدر استفزاز لهم”، داعياً خلال حديثه مع “العربي الجديد”، الحكومة إلى “منع التصرفات الفردية التي تقوم بها بعض الفصائل والأحزاب، والتي تحاول استفزاز بعض مناطق بغداد، من خلال نشر تلك الصور وغيرها من التصرفات الأخرى”.
النائب السابق حيدر الملا، عبّر عن تأييده لإزالة تلك الصورة، وقال في تغريدة له، “في 2012 كنا سباقين برفع صور الخميني وعلي خامنئي من شوارع بغداد، وقلنا حينها ونقولها اليوم شخصيات دينية مُعتبرة في بلدانهم، ولكن لا نقبل لهذه الشخصيات الدينية أن توضع صورها في شوارع بغداد، لدينا مراجعنا في النجف والأنبار نفتخر بهم ونزين شوارع بغداد بهم”، مشدداً على أن “سيادة العراق خط أحمر”.
أما السياسي العراقي، ليث شبّر، فقال في تغريدة له: “كل العراقيين الشرفاء وليس فقط أهل الأعظمية لن يقبلوا أن تعلق صور من قتل أبناءنا وشبابنا بين ربوع الوطن”، مؤكداً: “على الشباب تحطيم هذه الأصنام في أي مكان في العراق”.
وعمدت الأحزاب السياسية الموالية لإيران، وفصائلها المسلحة، منذ العام 2003 حتى اليوم، لوضع صور الزعامات السياسية والدينية والقادة العسكريين الإيرانيين، في شوارع بغداد وعموم المحافظات الأخرى، وحتى داخل مؤسسات الدولة ودوائرها، وقد حظي ذلك بدعم من الحكومات العراقية السابقة، والتي كانت تدافع عن أي توجه لتعزيز نفوذ إيران في العراق، على الرغم من الرفض الشعبي والسياسي لتلك التصرفات التي تمسّ سيادة البلاد وتستفز الأهالي.
أكثم سيف الدين
العربي الجديد