أطلق رئيس حركة المقامة الإسلامية “حماس” في غزة، يحيى السنوار، الإثنين، عاصفة من التكهنات بين الفلسطينيين بتصريح أدلى به في ختام زيارة مدير المخابرات العامة المصري، عباس كامل، للقطاع.
فخلال حديثه عن مستجدات صفقة تبادل الأسرى المحتملة بين “حماس” وإسرائيل، قال السنوار لصحفيين: “سجلوا على المقاومة الفلسطينية وحماس وكتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) رقم 1111، وستذكرون هذا الرقم جيدا (حين تُعلن التفاصيل)”.
تبادل الأسرى
بينما لم يوضح السنوار ما يقصده، بدا هذا الرقم للبعض، على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنه عدد الأسرى الذين تسعى “حماس” لتحريرهم من السجون الإسرائيلية مقابل الإسرائيليين المحتجزين لديها في قطاع غزة، المحاصر إسرائيليا منذ صيف 2006.
وتحتفظ “حماس” بأربعة إسرائيليين، هم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014 (دون الإفصاح عن مصيرهما أو وضعهما الصحي)، وآخران دخلا غزة في ظروف غامضة خلال السنوات الماضية.
بينما يقبع في سجون إسرائيل حوالي 4500 معتقل فلسطيني، بينهم 41 سيدة و140 قاصرا و440 معتقلا إداريا (دون محاكمة)، وفق إحصاء فلسطيني رسمي، في أبريل/ نيسان الماضي.
وعقب تصريح السنوار، نشر فلسطينيون تدوينات وتغريدات عديدة على “تويتر” و”فيسبوك”، مُتضمنة الرقم “1111”، في محاولة للتكهن بالمقصود به.
وجنحت كثير من التكهنات نحو صفقة محتملة لتبادل الاسرى، خاصة وأن السنوار قال الإثنين إنه توجد “فرصة حقيقية حاليا” لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل.
كما أن هذا الملف كان الأبرز خلال مباحثات مدير المخابرات العامة المصري مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقادة “حماس”.
وتحت اسم “وفاء الأحرار”، تمت في أكتوبر/تشرين الأول 2011، صفقة لتبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل.
وبموجبها، أطلقت تل أبيب سراح 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إفراج “حماس” عن جلعاد شاليط، وهو جندي إسرائيلي أسرته المقاومة في غزة صيف 2006.
تفاؤل فلسطيني
وغرد أيمن دلول، صحفي من غزة، عبر “تويتر”، قائلا: “سوف يلزم هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.. نثق بكم أيها الأبطال، امضوا على بركة الله فشعبنا كله معكم”.
وكتب حساب باسم “معتز”: “لا أعلم ماذا يقصد أبو إبراهيم (السنوار) بالرقم 1111، ولكني متفائل جدا”.
فيما كتبت مغردة تدعى “حلا”: “لغز جديد من أبو إبراهيم (السنوار)، إن شاء الله (الإفراج عن) 1111 أسيرا”.
أما “أحمد أبو مصعب” فرأى أن الرقم قد يُشير إلى عدد الأسرى الذين تطالب “حماس” بتحريرهم من سجون إسرائيل، وتصنيفهم: المحكومون بالمؤبد 543 أسيرا والأسرى المرضى 550، والأسرى من عرب الداخل (داخل إسرائيل) 18 أسيرا.
قدرات “القسام”
لكن الكاتب والصحافي، إبراهيم المدهون، قال للأناضول، إنه “من الصعب التكهن بماذا يقصد رئيس حركة حماس بهذا الرقم، لكن يبدو أنه رقم مميز وله مدلول عسكري لدى كتائب القسام”.
وأضاف المدهون أن “تصريحات السنوار، بلا شك، تحمل في طياتها مدلولا مهما، فهو تعمد إضفاء الغموض حول الرقم وطريقة عرضه”.
وتابع: “توقيت التصريح يعطيه أهمية مضاعفة، في ظل تزامنه مع زيارة رئيس المخابرات العامة المصري للأراضي الفلسطينية”.
واستبعد المدهون أن يكون العدد خاصا بقضية الأسرى الفلسطينيين.
واستطرد: “ربما يكون هذا الرقم خاصا بتكتيك محدد لدى كتائب القسام استخدمته خلال الحرب الأخيرة، أو للدلالة على أحد الأسلحة التي ربما لم تُستخدم”.
وأردف المدهون: “لاشك أن الرقم سيكون له مدلول كبير ومهم، فحماس وكتائب القسام عودتنا أنها لا تقول كلاما جزافا”.
وختم بأن “تصريحات السنوار تحمل رسالة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن: ما لا تعلموه، ربما يكون أخطر مما تعلموه”.
(الأناضول)