لا يمكن لأي أنسان حر في العالم أن يراقب التطورات الأخيرة في فلسطين المحتلة من عمليات التهجير القسري للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمتظاهرين العزل بدون أن يتوصل لنتيجة أن إسرائيل هي كيان صهيوني يقوم على التطهير العرقي.
ولسنوات، شعر الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم بأنهم وحدهم في هذه المعركة لتسليط الضوء على محنتهم، كما تقول بيان خالد في مقال نشره موقع ” فير اوبزيرفر”، مضيفة أن النجاحات في سرد المحنة كانت بطيئة، في مواجهة سردية قبيحة تقوم على تصوير المجرم وكأنه الضحية.
وعلى حد تعبير أحد رواد “تويتر” فقد كان الألم شديداً خاصة عندما اكتشف الفلسطيني بأنه بحاجة لتثقيف العالم من الصفر حول المحنة، ويثبت أنه يجب أن يعامل مثل بقية البشر.
وأشار المقال إلى أن الكثير من المشاهير والقادة والأفراد قد ابتعدوا عن مناقشة القضية بسبب الخوف من وصفهم بمعاداة السامية، وقالت الكاتبة إن المعركة الأخرى التي يجب خوضها هي عبء الاضطرار إلى أن نشرح للعالم كيف أن انتقاد إسرائيل لا يجعل الشخص معادياً للسامية.
وأضافت خالد، وهي باحثة في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة في الدوحة، أنه بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تغيرت الرواية، وبدأ الناس يفرقون بين اليهودية والصهيونية، ولم يعد الحديث عن الظلم الذي يتعرض له الفلسطيني من المحرمات.
وقالت:” لم نعد نشعر بالوحدة في هذه المعركة لأن فلسطين ليست قضية سياسية وأكثر من قضية إنسانية كما أن اظهار الدعم والتضامن مع الفلسطينيين أصبح طبيعياً”.
وتحدثت الكاتبة عن بعض التغييرات، بما في ذلك خروج مئات الآلاف في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع مما ساعد على نشر الوعي حول فلسطين كما زاد عدد المشاهير الذين يطالبون بالتغيير والعقوبات ضد إسرائيل، كما ارتفعت الأصوات المنادية بمقاطعة إسرائيل.
والمهم الآن هو المحافظة على الزخم وتحويل الأمل إلى حقيقة، فإسرائيل لن تتوقف عن ارتكاب الجرائم.
القدس العربي