هل تقبل الكويت طلباً أميركياً باستضافة المترجمين الأفغان؟

هل تقبل الكويت طلباً أميركياً باستضافة المترجمين الأفغان؟

شن نواب في مجلس الأمة الكويتي وحركات سياسية في البلاد، هجوماً على الحكومة الكويتية، مطالبين إياها بتوضيح موقفها من استضافة المترجمين الأفغان في الكويت لحين قبول لجوئهم في الولايات المتحدة الأميركية.
ودعا النواب إلى عدم الرضوخ للضغوط الأميركية، في حال قررت واشنطن استضافة المترجمين الأفغان في القواعد الأميركية في الكويت.
وتأتي هذه التحركات السياسية عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للكويت ولقائه القيادة السياسية في البلاد، حيث بحث عدداً من الملفات والقضايا الإقليمية، إضافة إلى بحث ملف استضافة المترجمين الأفغان في الكويت، بحسب ما ذكرته صحيفة “الراي”.

ولم يجب بلينكن بشكل واضح حول استضافة الكويت للمترجمين الأفغان، لكنه قال إن بلاده تتفاوض مع عدد من البلدان. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد كشفت أن الجيش الأميركي يستعد لإيواء ما يصل إلى 35 ألف مترجم أفغاني وأفراد عائلاتهم، في قاعدتين أميركيتين في الكويت وقطر.
وعبر النائب أحمد مطيع العازمي وهو إسلامي مستقل، عن رفضه بشكل قطعي أي خطوة لاستضافة الكويت المتعاونين الأفغان، مؤكداً أن “الكويت غير قادرة على احتضان هؤلاء المطلوبين لجهات أخرى وبهذه الأعداد الكبيرة، وهو تهديد صريح لأمننا القومي والاستراتيجي وعلى رئيس الوزراء رفض الطلب الأميركي بهذا الخصوص”.
بدوره، قال النائب بدر الحميدي وهو ليبرالي مستقل، إن نقل المترجمين الأفغان إلى الكويت سيشكل خللًا في التركيبة السكانية في البلاد، محذرا الحكومة من اتخاذ مثل هذه القرارات.

تداولت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة تضغط لتسكين عدد كبير من الأشخاص بعد انسحابهم من أفغانستان للعمل في الكويت ..
إن صحّت هذه المعلومة فهذا سيشكل خللا في التركيبة السكانية ولذلك نحذر الحكومة من اتخاذ مثل هذه القرارات !

من جهتها، عبرت الحركة التقدمية الكويتية وهي حركة يسارية اشتراكية، عن رفضها استضافة المترجمين الأفغان، مشيرة إلى أن هذه الخطوة “ستكرس حالة من الارتهان والتبعية للولايات المتحدة الأميركية عبر تحويل الكويت إلى قاعدة عسكرية دائمة وساحة خلفية لخدمة المصالح والخطط الإمبريالية الأميركية”، مضيفة أنها تخشى كذلك تحويل الكويت إلى ساحة حرب بين الأفغان.
وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الكويتية لـ”العربي الجديد”، إن الجانبين الأميركي والكويتي لم يتوصلا حتى الآن لاتفاق بهذا الشأن بسبب الرفض الكويتي بسبب الظروف الصحية التي تمر بها البلاد، والرفض النيابي لهذه الخطوة.

أخبار
واشنطن تخصص قاعدة عسكرية في فيرجينيا لإيواء مترجمين أفغان فارين
من جهته، قال الأكاديمي والباحث السياسي عبد الرحمن المطيري لـ”العربي الجديد”: “إن سبب الرفض إن صح هو تفضيل الحكومة الكويتية لتجنيب البلاد مخاطر الدخول في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، أما التعليل بوجود رفض شعبي أو ظروف صحية فهو غير صحيح لأن السياسة الخارجية في الكويت لم تكن مرتبطة بتأييد أو رفض شعبي في يوم من الأيام”.
لكن المطيري أشار إلى “تصاعد ظاهرة معاداة الأميركيين في الكويت مقارنة بما حدث قبل 30 عاماً، حينما كان الشعور السائد هو الامتنان للأميركيين بسبب قيادتهم لقوات التحالف التي حررت الكويت من الغزو العراقي للبلاد”.
وأكد أن التصريحات الرافضة لتواجد المترجمين الأفغان صدرت عن شتى التوجهات السياسية، وهو ما يؤكد أن الأميركيين في الكويت لا يحظون بتأييد شعبي.
وقال ضابط رفيع المستوى في قاعدة علي السالم الصباح الجوية شمال غربي الكويت، وهي قاعدة كويتية وأميركية لـ”العربي الجديد”، إنه لم تصدر أي أوامر حتى الآن باستضافة المترجمين، مضيفاً: “لم نقم بأي استعدادات، نهائياً، لا من طرفنا ولا من طرف الأميركيين”، فيما أكد أن القواعد العسكرية الأميركية في الكويت تكفي لاستضافة مئات الآلاف وليس بضعة آلاف فقط، بحسب قوله.

العربي الجديد