أفغانستان.. بين فوضى طالبان وفشل واشنطن

أفغانستان.. بين فوضى طالبان وفشل واشنطن

تصدر الملف الأفغاني المواضيع التي تطرقت إليها صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية في عددها الصادر اليوم الخميس، حيث عنونت في صفحتها الأولى: ‘‘أفغانستان.. فوضى طالبان’’، قائلة في أحد مقالاتها، إن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عشرين عاما، أدخل البلاد في حرب جديدة، يبدو أنه سيكون على القوات الحكومية التي دربتها الولايات المتحدة وسلّحتها أن تواجهها بمفردها، وسط تقدم متسارع لحركة طالبان التي توشك أن تسيطر على ثلاث مدن كبرى. فحتى الآن، يواصل الأمريكيون دعم القوات الأفغانية من الجو بطائرات بي- 52، ولكن إلى متى؟

ووصفت ‘‘ليبراسيون’’ ما يحصل في أفغانستان خلال الأيام الأخيرة بـ‘‘المأساة’’ الحقيقية، والتي تم التنبؤ بها، إذ أدرك العالم كله منذ أشهر طويلة أن حركة طالبان، ستستغل الفراغ الهائل الذي سيخلفه الانسحاب التدريجي الأمريكي، من أجل احكام السيطرة على البلاد، مع كل ما ينطوي عليه من فظائع ومحظورات وظلامية. فالعالم كله يعرف ذلك، لكنه لا حول له ولا قوة، كما تقول الصحيفة الفرنسية.

واعتبرت ‘‘ليبراسيون’’ أن الفشل الأمريكي في أفغانستان “صارخ وهائل.. فبعد أن ذهبوا إلى هذا البلد لدحر مقاتلي تنظيم القاعدة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ها هم يجدون أنفسهم بعد ذلك بعشرين سنة مضطرين إلى مغادرة هذا البلد، بعد أن استثمروا فيه ألفي مليار دولار”.

وتابعت الصحيفة بالقول: “كما أن الآلاف من الجنود الأمريكيين (والأجانب) قُتلوا أو أصيبوا أو أصيبوا بصدمة مدى الحياة، وسُحق عدد لا يحصى من المدنيين الأفغان -من بين آخرين- بضربات الطائرات بدون طيار من مسافات بعيدة… كل هذا وذاك من أجل العودة إلى المربع الأول”.

وحملت ‘‘ليبراسيون’’ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مسؤولية كبيرة في هذه القضية، فهو الذي تنازل عن كل شيء -أو تقريبا- لطالبان من أجل التمكن من التفاوض على الانسحاب من أفغانستان، بسرعة قبل الانتخابات الأمريكية، محاولا أن يوضح أن الحركة قد تغيرت، وشكّلت قوة يمكن للمرء أن يتفاوض معها.

لكن الصحيفة الفرنسية أوضحت أن أفغانستان لم تسقط بعد، حيث تنتشر القوات الخاصة الأفغانية وأمراء الحرب، وهم يدركون الخطر. لكن، في أحسن الأحوال، ستغرق البلاد في الفوضى مرة أخرى، وبالتالي سنكون أمام مشاهد إلقاء الآلاف من النساء والأطفال والرجال على الطرق والبحار، هربا من الجحيم ليجدوا أبوابا مغلقة في أوروبا.

القدس العربي