تواصل حركة طالبان توسعها بولاية سمنغان وتشنّ هجمات بولاية بلخ، بعد سيطرتها على مراكز 5 ولايات خلال 24 ساعة، ملقية باللوم في بدء الحرب على الحكومة الأفغانية التي تحاول استعادة مدينة قندوز.
وأعلن المتحدث باسم طالبان -ذبيح الله مجاهد- على تويتر أن قوات الحركة تهاجم مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ من 4 جهات وأن القتال مستمر، موضحا أن آخر المعلومات تفيد بدخول مسلحي الحركة إلى المدينة من ناحية كوتا برق.
وأضاف “سيطرنا على مدخل أيباك عاصمة ولاية سمنغان، ونحرز تقدما في المعارك”، وذلك بعد ساعات من إعلانه السيطرة على منطقة حضرة السلطان ومقار حكومية في الولاية الواقعة شمال البلاد.
كما قال المتحدث باسم طالبان في تغريدة على تويتر إن مسلحي الحركة سيطروا على قاعدة عسكرية للقوات الأفغانية في منطقة رباط في ولاية باكتيكا.
وكانت حركة طالبان قد أعلنت أمس الأحد سيطرتها على مراكز 3 ولايات ليرتفع العدد إلى 5 في غضون 24 ساعة، والمراكز الثلاثة هي مدينة قندوز عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، ومدينة ساري بول (شمال) عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، ومدينة طالقان عاصمة ولاية تخار (شمال) المحاذية لطاجيكستان.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان -محمد نعيم- للجزيرة إن الحكومة الأفغانية هي من اختارت الحرب، إذ باشرت العمليات العسكرية ضد طالبان في اليوم الثاني من عيد الأضحى، معتبرا أن ما تقوم به طالبان هو رد فعل.
وأضاف أنه ليس هناك اتفاق على وقف لإطلاق النار، محذرا من أن أي تدخل خارجي سيُوتر الأوضاع ويزيد المشكلات، وفق قوله.
وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات طالبان منذ أيام عدة، على غرار ما يحدث في لشكركاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب).
في المقابل، قال مصدر حكومي أفغاني للجزيرة إن تفجيرا بعبوة ناسفة استهدف سيارة تابعة للقوات الحكومية في ولاية قندهار.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية إن القوات الحكومية شنّت عملية عسكرية لاستعادة مدينة قندوز، وإنها استعادت السيطرة على مناطق كثيرة فيها.
وأضافت أن العمليات العسكرية ستتسع ضد مسلحي طالبان في ولايتي جوزجان وساري بول.
وسبق أن سيطرت طالبان على مدينة قندوز في عامي 2015 و2016، وهي مفترق طرق إستراتيجي بين كابل وطاجيكستان، وتشكل السيطرة عليها أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء المعارك الأخيرة التي اندلعت في مايو/أيار مع بدء انسحاب القوات الدولية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل وإصابة 30 من عناصر حركة طالبان في قصف مدفعي على شيرزاد في ولاية ننغرهار، وذلك بالتزامن مع إعلان الوزارة استعادة السيطرة على مقر مديرية ورسج بولاية تخار شمالي البلاد.
واتهم مسؤول بالداخلية مسلحي طالبان بخطف صحفي قبل 3 أيام يعمل في إذاعة محلية في ولاية هلمند جنوبي البلاد، مضيفا أن المسلحين صادروا معداته الصحفية واقتادوه إلى جهة غير معلومة، في حين لم تعلق حركة طالبان حتى الآن على الحادث.
من ناحية أخرى، أعلن ممثل اليونيسف في أفغانستان مقتل 20 طفلا وإصابة 103 آخرين خلال الأيام الأخيرة في 3 ولايات مختلفة.
وأضاف “نشعر بقلق عميق إزاء تقارير بشأن تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة”.
موقف إيران
وفي سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أطرافا خارجية لم يسمّها بأنها مسؤولة عن تعميق الأزمة في أفغانستان واصفا الأوضاع فيها بأنها خطيرة جدا.
وخلال لقائه في طهران مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان، جان آرنو، أبدى ظريف استعداد بلاده لتسهيل الحوار بين الأطراف الأفغانية بوصفه الطريق الوحيد لحل الأزمة.
من جانبه أكد المبعوث الأممي أنه لن تنجح أي دولة أو مجموعة محدودة من الدول في حل الأزمة الأفغانية، وأن السبيل إلى ذلك هو التعاون الجماعي، وفق تعبيره.
وبدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن طالبان جزء من الكيان الأفغاني ويجب سماع أصوات كل الأطراف، مضيفا “نسعى لإجراء مفاوضات بنّاءة تجمع الأطراف الأفغانية لأنها الطريق الوحيد للسلام”.
اجتماع الدوحة
ومن ناحية أخرى، قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، في تصريحات صحفية، إن توقعات بلاده جيدة بخصوص لقاء الترويكا بشأن أفغانستان المنعقد الدوحة غدا، وهو اجتماع يضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان.
وفي الوقت نفسه، أكد المسؤول الروسي أنه لا ينبغي توقع “أي تقدم ملموس في المفاوضات بين الأفغان” حتى الخريف.
ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر حكومي أن رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله سيشارك في الاجتماع غدا.
كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي أن ما حققته طالبان ميدانيا على الأرض لم يدفع بايدن إلى إعادة تقييم قراره بإنهاء المهمات القتالية بنهاية الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة إن الرد الأميركي الصامت على سيطرة طالبان على مدن أفغانية يظهر بشكل لا لبس فيه أن الحرب الأميركية في أفغانستان انتهت، وأن على القوات الأفغانية أن تدافع عن نفسها وتتولى مهمة استعادة المدن من طالبان أو تركها تحت سيطرة الحركة.
كما قال مسؤول أمريكي إنه مع بقاء 650 جنديا أميركيا فقط في أفغانستان، فمن غير المرجّح أن تؤدي الحملة الجوية المنسقة إلى إبطال التقدم الذي حققته طالبان.
وذكرت الصحيفة أن آراء مسؤولي الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع تضاربت حول ما إذا كان ينبغي على واشنطن مواصلة غاراتها الجوية بعد اكتمال انسحاب قواتها بنهاية الشهر الجاري لتجنب سقوط المدن الأفغانية وحكومة أشرف غني.
المصدر : الجزيرة + وكالات