كشف تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية، الطريقة التي تتبعها طالبان لتمييز الأفغان المتعاونين مع القوات الأميركية أو الحكومة السابقة، ضد مصالح الحركة.
وقال التقرير إن طالبان “سيطرت على أنظمة تحديد الهوية التي خلفتها الحكومة السابقة”، مما يعني أن مسلحي الحركة “لديهم القدرة على تمييز من ستتم مطاردتهم”.
وأشارت “فوكس نيوز” إلى أن هذه الأنظمة صممتها الولايات المتحدة خصيصا لصالح الحكومة السابقة في أفغانستان، لضمان أمنها وأمن المتعاونين معها.
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، سيطرت طالبان على معظم مناطق أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، فيما ثارت مخاوف من أعمال انتقامية قد تنفذها الحركة ضد العاملين مع الحكومة والمتعاونين مع القوات الأميركية.
ومع تقدم طالبان في أعقاب الانسحاب الأميركي، لا يزال عدد كبير من الأفغان العاملين مع الحكومة أو الأميركيين محاصرين، يخشون أن تتعرف عليهم الحركة المتشددة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الإدارة الأميركية تريد إخراج ما لا يقل عن 50 ألفا من الحلفاء الأفغان وأفراد أسرهم من البلاد، في مهمة ليست سهلة على الإطلاق.
ووصفت سارة كارتر الصحفية المتعاونة مع “فوكس نيوز” الموقف قائلة: “إنهم يطاردونهم مثل الحيوانات”، في إشارة إلى بحث طالبان عن الأفغان الذين عملوا مع الحكومة أو الأميركيين.
وأضافت الصحفية: “تحدثت إلى أكثر من 30 شخصا في مجموعات مختلفة. بعض مصادري موجودة حول منطقة السفارات وحول مطار كابل أيضا. إنهم مختبئون. تعرضوا للضرب. لديّ مصدر واحد تلقى ضربا مبرحا وكادت ساقه تكسر” على يد عناصر طالبان.
وعلى مدار الأيام الماضية، نقلت وسائل الإعلام مشاهد قاسية لآلاف الأفغان المحتشدين قرب مطار كابل وداخله، أملا في الفرار من البلاد بأي طريقة كانت بعد سيطرة حركة طالبان عليها.
أفغانستان.. نافورة الدم التي لا تتوقف
كما تسعى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى إجلاء رعاياها، إضافة إلى الأفغان الذين تعاونوا معها، عبر مطار كابل، إلا أن المهمة تبدو صعبة باعتراف الرئيس الأميركي.
وقال بايدن في كلمة أمام الصحفيين من البيت الأبيض، الأحد: “أجلينا 12 ألف شخص من مطار كابل منذ 14 أغسطس”، لكنه أكد أن “عمليات الإجلاء من المطار قاسية ومؤلمة”.
وتحدث الرئيس الأميركي عن المشاهد المؤلمة للأفغان الذين يحتشدون في مطار كابل من أجل الفرار من البلاد، معتبرا أنه “لا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس من دون ألم وخسارة”.
وأشار بايدن إلى أن حرص المسؤولين الأميركيين على إكمال مهمة الإجلاء في أقرب وقت ممكن، مرده إلى الخطر الدائم الذي يشكله تنظيم “داعش” في أفغانستان بهذا التوقيت.
وبعد أسبوع على سيطرة طالبان على الحكم، لا تزال فوضى عارمة تسود خارج مطار كابل، بينما تحدثت معلومات عن تعرض أشخاص يسعون إلى المغادرة، للضرب بأيدي مسلحين منتمين للحركة.
وكان هناك آلاف الأشخاص يواصلون محاولات الفرار من البلاد، الأحد، فيما قال بايدن: “أجرينا عددا من التغييرات، بما في ذلك توسيع منطقة الوصول حول المطار والمنطقة الأمنية”.
الشرق الاوسط / سكاي نيوز