قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن لدى بلاده مصالح مشتركة مع حركة طالبان، نافيا وجود معلومات من الميدان عن تواطؤ الحركة مع تنظيم الدولة الإسلامية بولاية خراسان، وذلك في أعقاب تبني التنظيم أحد التفجيرين اللذين هزا محيط مطار كابل أمس الخميس وراح ضحيتهما عشرات القتلى والجرحى.
وكشف الرئيس بايدن أن بلاده ستخطط لتوجيه ضربة تستهدف تنظيم الدولة بأفغانستان في الوقت المناسب، وأن تنظيم الدولة -الذي وصفه بالعدو- لن يردع واشنطن عن تنفيذ الضربة، مضيفا أن من مصلحة طالبان مغادرة القوات الأميركية في الوقت المحدد.
ونبه بايدن إلى أن الوضع على الأرض في أفغانستان لا يزال يتطور، مؤكدا على استمرار بلاده في تنفيذ ما وصفه بالالتزام المقدس تجاه عائلات الجنود الأميركيين.
وأضاف أنه كانت هناك معلومات بأن تنظيم الدولة -وهو العدو اللدود لحركة طالبان كما يقول بايدن- كان يخطط لشن هجمات، وأشار إلى إجلاء أكثر من 100 ألف مواطن أميركي وأفغاني، فيما وصفها بأكبر عملية إجلاء جوية من نوعها.
وتتسارع تداعيات الأمر، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 60 شخصا على الأقل، فيما أصيب أكثر من 140 آخرين في التفجيرين اللذين وقعا عند البوابة الشرقية لمطار كابل واللذين هزا محيط المطار أمس.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن 13 جنديا أميركيا قتلوا وأصيب 18 آخرون، كما أصيب في التفجير عدد من مقاتلي طالبان الذين كانوا يتولون تأمين المطار.
ونقلت وكالة أنباء أعماق التابعة لتنظيم الدولة في حسابها على قناة تليغرام عما وصفتها بمصادر عسكرية قولها إن “مقاتلا من الدولة الإسلامية تمكن من اختراق كافة التحصينات الأمنية واستطاع الوصول إلى تجمع كبير للمترجمين والمتعاونين مع الجيش الأميركي عند مخيم باران قرب مطار كابل وفجّر حزامه الناسف وسطهم، مما أسفر عن سقوط نحو 60 قتيلا وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، بينهم عناصر من طالبان”.
وقال مراسل الجزيرة حميد الله محمد شاه -نقلا عن مصدر من حركة طالبان- إن التفجير الأول “تفجير انتحاري” وقع قرب مخيم للقوات البريطانية يتم فيه تجميع الأفغان الراغبين في المغادرة.
بدوره، أكد مصدر في البنتاغون أن أحد الانفجارين وقع قرب بوابة “أبّي” في مطار كابل، وأسفر عن عدد غير معروف من الضحايا.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع البريطانية أن الوزارة تعمل بشكل عاجل لمعرفة ما حدث في كابل ومدى تأثيره على جهود الإجلاء الجارية في المطار منذ أيام.
وأضاف المكتب أن الأولوية القصوى الآن هي تأمين سلامة الجنود والمواطنين البريطانيين في كابل.
ونقلت قناة “فوكس نيوز” (Fox News) عن مصادر أن الهجمات قد تكون منسقة ولا تزال مستمرة مع وجود مئات من عناصر تنظيم الدولة في مناطق قرب المطار.
من ناحيته، أكد قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي أن الهجوم نفذه انتحاريان ويشير التقييم إلى انتمائهما لتنظيم الدولة.
وقال ماكينزي -في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون)- إن التفجير أعقبه إطلاق نار، وأكد أن عمليات الإجلاء من أفغانستان ستتواصل على الرغم من الهجوم.
وشدد على أن خطر تنظيم الدولة حقيقي في أفغانستان، وتوقع استمرار هجمات التنظيم، لكنه أكد أن لدى بلاده ما تحتاجه من قوات في أفغانستان لحماية نفسها، وأنها عازمة على الرد على تنظيم الدولة بعد هجوم مطار كابل، مضيفا أنه لا يرى أن طالبان قد تكون سمحت بالهجوم.
وأدانت حركة طالبان التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابل، وقال المتحدث باسم الحركة محمد سهیل شاهین في تغريدة على تويتر إن طالبان تدين بشدة التفجير الذي استهدف مدنيين في المطار، والذي وقع في منطقة تتولى القوات الأميركية المسؤولية الأمنية فيها.
وأضاف شاهين أن طالبان تولي اهتماما وثيقا لأمن وحماية شعبها، وأن دوائر الشر سيتم إيقافها بصرامة.
وتسابق الولايات المتحدة وحلفاؤها الزمن لإتمام عمليات الإجلاء الجوية للأميركيين والرعايا الغربيين وبعض الأفغان المتعاونين معهم من كابل قبل الموعد النهائي لانسحابها العسكري الكامل بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
المصدر : الجزيرة + وكالات