الكاظمي في مؤتمر بغداد.. بين إصلاح داخلي وتكامل اقتصادي في المنطقة

الكاظمي في مؤتمر بغداد.. بين إصلاح داخلي وتكامل اقتصادي في المنطقة

يعد مصطفى الكاظمي شخصية نادرة في المنطقة، فهو صحفي ورئيس مخابرات سابق يتمتع بالمثالية، يسعى الى الإصلاح والتنمية على جميع المستويات ، اعتبر “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، “حدثا مهما للعراق والمنطقة بأكملها”، الذي ستبدأ أعماله الأسبوع المقبل، الكاظمي يؤكد مسعي العراق إلى “إقامة أفضل العلاقات مع محيطه”، داعيا إلى “تكاتف دول المنطقة لحل تحديات كثيرة تعاني منها المنطقة، وعلينا جميعا التعاون والتكاتف في حلها، والعبور نحو خلق تكامل اقتصادي واجتماعي بين شعوب المنطقة”.
يشدد الكاظمي على السلام في المؤتمر “كفى حروبا وصراعات وخلافات، فالعراق يدعو جميع دول المنطقة إلى بناء السلام على أساس التكامل بين شعوب المنطقة”، وهذا المؤتمر يجسد رؤية العراق بضرورة إقامة أفضل العلاقات مع محيطه، ومع دول العالم. بدأ العراق يأخذ دوره التاريخي، ليكون أحد ركائز السلام في المنطقة. ويمكنه أن يخلق جسرا للتواصل والتعاون والتكامل الشامل، مع جميع دول المنطقة”.
كما يؤكد على إيجاد عوامل مشتركة تخدم الجميع لخلق “فرصا كبيرة في العراق يمكن لدول المنطقة التعاون والمساهمة فيها، وخلق مساحة جديدة لكل شعوب المنطقة، كي تبني السلام والاستقرار لها”.
على الصعيد الداخلي، الكاظمي يركز على الجانب الاقتصادي داخل العراق وما له أهمية كبيرة في استقرار البلد ونهضته؛ حيث ان الضرر في الاقتصاد العراقي كبير جداً؛ حيث تعرض على مدى 18 عاماً الماضية، إلى ضرر أصاب جميع مفاصله، وتسبب بتراجع قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة، وبات البلد معتمداً بشكل رئيس على إيرادات النفط، وكيف يعاني الاقتصاد من أزمة مالية خانقة بسبب تراجع إيرادات النفط أثر تفشي جائحة “كورونا.

منذ توليه منصب رئيس مجلس الوزراء العراقي منصبه في مايو 2020 كممثل لحركة الشباب الغاضب الذي كان له شعار بسيط: نريد وطن. “نريد دولة” خالية من الأحزاب السياسية الطائفية الفاسدة والعصابات والجماعات المسلحة المدعومة من إيران ومن أي دولة خارجية، ويسعى دائما منذ توليه المنصب رغم التحديات الكثيرة والمتنوعة التي تواجهه الى دعم لدور العراق التاريخي في إرساء السلام الداخلي والخارجي.
حيث يحتاج الإصلاح الى خطة طويلة الأمد للنهوض من جديد، وما يعنيه الخطط طويلة الأمد لما يعانيه الوضع في العراق من أزمات متداخلة فيحتاج الى:

• مدة هذه الأهداف هي 5 سنوات أو أكثر، وما يميز هذه الخطط، بأنها تقوم بتحديد الأهداف الأساسية دون الدخول إلى الأهداف الثانوية، ويُعد التخطيط طويل المدى ليس سهلا لكنه ناجح على المدى الطويل، فهو بحاجة الى وضع الخطط ودراستها بشكل عميق ووضع الاحتمالات والخطط البديلة، ودراسة جدوى، ترتيب الأولويات وتوقع الطوارئ من أجل نجاح هذا المشروع.
• بدء العمل يجب تخصيص الوقت والجهد الكافي للمدة المُخصصة للقيام بهذا العمل، وكيفية استغلال اليد العاملة وتوظيفها لخدمة البلد، وفي الوقت نفسه القضاء على البطالة، فكلما كانت الخطة محكمة كانت نسبة نجاح العمل كبيرة للغاية، أي خلق بيئة ناجحة لتحقيق الإصلاح والتنمية.
• المرونة من أهم أسباب النجاح في تحقيق الهدف طويل المدى هو المرونة والصبر، والكاظمي يراهن على صبر الشباب العراقي وطموحه وانه يستطيع أن يقف أمام الصعوبات من أجل تحقيق الأهداف، وان خطته للإصلاح الاقتصادي بتنويع الإيرادات، في مواجهة تحديات ناجمة عن ارتفاع النفقات وتذبذب المداخيل، وانها ستقدم حلا لأزمة إدارة الاقتصاد المزمنة، التي تتمثل بالاعتماد الكامل على النفط، وعدم تنويع مصادر الدخل.. نريد أن نثبت للعراقيين أننا جادون بالإصلاح”.
وهدفه في إعادة اقتصاد البلد لقوته بعد خمس سنوات، بعد أن وصل به الحال إلى مستويات متدنية جداً نتيجة الفساد المستشري، فمن شأن هذه الخطة إعادة بناء الاقتصاد العراقي بنحو سليم”.
العراق يحتاج الى إدارة وطنية مخلصة فقط فهو ثاني أكبر منتج للخام في منظمة “أوبك” بعد السعودية، بمتوسط يومي 4.6 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، ويعتمد على الخام لتوفير أكثر من 92 بالمئة من إيراداته.
ختاما الكاظمي يؤكد أهمية الانتخابات المقبلة ودورها في البناء والإصلاح “نحن مقبلون على انتخابات مصيرية وحاسمة بعد شهر ونصف، ستعزز المسار الديمقراطي في البلد، وإصلاح المسارات الاقتصادية والأمنية والسياسية في البلاد هي التي تعيد العراق الى مكانته الداخلية والخارجية، المهم في إدارة شؤونه الداخلية، وخارجيا بين توازن القوى والتعاون الإقليمي، يؤكد الكاظمي على سعيه في بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد”. العراقيون مستعدون الآن للوقوف على أقدامهم وحماية أنفسهم.

وجدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية