شغل توقف التطبيقات التابعة لشركة فيسبوك مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم. وتحولت السخرية والتهكم إلى تساؤل موضوعه “ماذا لو تعطلت شبكة الإنترنت”؟
وبعد أن سرّبت موظفة سابقة في شركة فيسبوك وثائق تكشف أن فيسبوك أعطت الأولوية “للنمو على السلامة”، أصبح الأسبوع السيء أسبوعاً فظيعاً للشبكة الاجتماعية العملاقة.
وبدأ فيسبوك وتطبيقات إنستغرام وواتساب ومسنجر التابعة له بالعودة إلى العمل ليل الإثنين بعدما تعطّلت خدماتها لما يقرب من سبع ساعات بسبب “تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم” التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصّات بمستخدميها.
وليل الثلاثاء قال عملاق التواصل الاجتماعي في بيان إنّ “الأشخاص والشركات في جميع أنحاء العالم يعتمدون علينا للبقاء على اتّصال ببعضهم البعض”، مضيفاً “نتقدّم بالاعتذار لأولئك الذين تأثروا” بانقطاع خدمات فيسبوك والمنصّات التابعة له والذين يحتمل أن يكون عددهم قد بلغ، وفقاً لخبراء في مجال الأمن السيبراني، مليارات الأشخاص.
ووفقاً لموقع “داون ديتيكتور” المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية فإنّ العطل الذي أصاب فيسبوك وتطبيقاته هو “أكبر انقطاع شهدناه حتى الآن”. وفي تغريدة على تويتر أوضح “داون ديتيكتور” أنّه تلقّى “أكثر من 10.6 مليون بلاغ عن عطل من حول الكوكب”.
ومن بين الأخبار الكاذبة التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أن العطل تسبب فيه هجوم إلكتروني مصدره الصين ثم تحولت الرواية لتأكيد أن قرصانا صينيا يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما كان السبب في تعطل التطبيقات حتى أن صورة مضللة قيل إنها للقرصان الصغير انتشرت على تويتر. ومن بين المعلومات المضللة الأخرى القول بأن “كائنات فضائية هي السبب في توقف التطبيقات”.
وطرح مغردون ما قالوا إنه “سؤال جوهري” مفاده “ماذا لو تعطلت شبكة الإنترنت في العالم”؟ لم تبتعد المخاوف عن مشهدي القلق والسخرية، حيث قال الإعلامي السعودي بدر الشريف:
من جهته، عاد الأكاديمي عبدالله الشايجي المتخصص في الشأن الأميركي، مرجحاً أن “أميركا ربما تتعرض لهجوم سيبراني”. كما أشار إلى أن تلك التطبيقات “فيسبوك، وواتساب، وإنستغرام، ويوتيوب، وتويتر”، هي قوة أميركا الناعمة التي غزت العالم دون أن تطلق رصاصة”..
وكتب مغردّ:
dahemutaibi@
تعطل الواتساب والفيسبوك والإنستغرام .. وهي فقط ثلاثة برامج يمكن العيش بدونها، السؤال: ماذا لو تعطلت شبكة الإنترنت؟ هل نحتمل التعايش؟
وقال المهتم بالبيانات الضخمة علي الأكلبي:
aalaklubi11@
ماهي آثار تعطل خدمات هذه المواقع؟ اقتصاديا اجتماعيا إعلاميا سياسيا إلخ، وهل فعلا العطل بهذا الحجم لعدة شركات في آن واحد أمر طبيعي؟ وكيف يمكن أخذ درس مفيد للمخططين في القطاعات الحكومية والخاصة في العالم؟
وأضاف:
واقترح:
aalaklubi11@
هل فكرة بناء #إنترنت وطنية لكل دولة متصلة ومنفصلة مع الإنترنت العالمية تجعلها في مأمن من مشاكل التعطل لكل أو بعض المواقع والتطبيقات الهامة أمر مقبول ويستحق التأمل؟ #عطل عدة مواقع.
وفي ظل اعتماد البشر الدائم على شبكة الإنترنت في كل جوانب الحياة، أصبح هذا السؤال أكثر إلحاحا الآن: ماذا سيحدث لو توقف الإنترنت ليوم واحد؟ وفي عام 1995، كان عدد مستخدمي الإنترنت أقل من واحد في المئة فقط من سكان العالم، وكان أغلبهم من الغرب، ويستخدمونه بدافع الفضول.
وبعد 20 سنة، وحتى يومنا هذا، يستخدم الإنترنت ما يزيد على ثلاثة ونصف مليار شخص، أي ما يقرب من نصف سكان العالم، ويزداد عدد مستخدميه بمعدل عشرة أشخاص تقريبا كل ثانية.
ويقول ويليام داتون مؤلف كتاب “المجتمع والإنترنت”، “المشكلة أن الناس الآن لا يمكنهم تصور انقطاع الإنترنت، إلا أنهم لا يدركون مدى تغلغل الإنترنت في كل جوانب الحياة تقريبا”.
تغريدة
ولكن نظريا، قد ينقطع الإنترنت لفترة من الوقت، سواء في دولة بعينها أو على مستوى العالم. فليس من المستبعد أن يطلق قراصنة الإنترنت برمجيات خبيثة تستهدف مواطن الضعف في أجهزة توجيه المعلومات على الشبكة، ليصيبوا شبكة الإنترنت بالشلل التام.
وقد يتسبب أيضا إغلاق الخوادم التي تحفظ أسماء النطاقات في مشاكل بالغة، مثل منع تحميل المواقع.
وربما يؤدي قطع الكابلات الموجودة في أعماق البحار التي تنقل كميات هائلة من الرسائل والبيانات بين القارات إلى حدوث مشاكل جسيمة، لأن ذلك سيفصل جزءا من العالم تماما عن الجزء الآخر.
ورغم أن هذه الكابلات ليست أهدافا سهلة للقراصنة، إلا أنها قد تُقطع في بعض الأحيان بسبب حوادث عرضية.
وقد تُخلف عاصفة شمسية، إذا وقعت، دمارا واسعا لأنظمة الاتصالات، فمن شأن تلك التوهجات التي ترسلها صوب الأرض أن تدمر الأقمار الصناعية، وشبكات توزيع الكهرباء، وأنظمة الكمبيوتر.
ويقول ديفيد إيغلمان، عالم أعصاب بجامعة ستانفورد، ومؤلف كتاب “لماذا نهتم بالإنترنت”، “إن التوهج الشمسي يحقق ما تعجز عن تحقيقه القنابل والهجمات الإرهابية في غضون لحظات”.
لكن في أغلب الحالات، لا يدوم انقطاع الإنترنت طويلا. يقول سكوت بورغ، من وحدة دراسة تبعات الهجمات الإلكترونية بالولايات المتحدة، وهي مؤسسة غير ربحية “إن موفري خدمات الإنترنت والشركات التي تصنع معدات توجيه المعلومات على شبكة الإنترنت لديهم من الخطط والعاملين ما يكفي لإعادة تشغيل الإنترنت على الفور، إذا ما تعرض لهجمات غير متوقعة”.
ولكن ربما لن يُحدث انقطاع الإنترنت أثرا كبيرا كما تظن. ولو انقطع الإنترنت ليوم أو نحو ذلك، لن يتأثر السفر والتنقل كثيرا على المدى القصير. فيمكن للطائرات أن تحلق من دون إنترنت، ولن تتوقف القطارات، ولا الحافلات. لكن لو انقطع الإنترنت لمدة طويلة، قد تتأثر التجهيزات اللوجستية، وسيصبح من الصعب أن تزاول الشركات أنشطتها.
ويقول إيغلمان “اقترحت على الناس والشركات أن يضعوا خطة بديلة في حالة فقدان الاتصال بالإنترنت، ولكن لم أسمع عن أحد نفذ ذلك بعد”.
أما عن الأثار النفسية، فعندما ينقطع الاتصال يشعر الناس بالعزلة والقلق. وترى ستاين لومبورغ من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك أن تجربة فقدان الاتصال من المرجح أن تسبب الإحباط لكثيرين، وتقول “لن ينتهي العالم إن فقدنا الاتصال بالإنترنت ليوم واحد. ولكن أعتقد أن أغلب الناس تخيفهم فكرة انقطاع الإنترنت ولو لساعات”.
في المقابل نشر مغردون ما قالوا إنه “خارطة طريق” لكيفية استخدام تويتر للمبتدئين القادمين من التطبيقات المعطلة في الوقت الذي “انتقل فيه نصف كوكب الأرض لتويتر”. وكتب الممثل المصري محمد هنيدي:
ودخل الفنان جورج وسوف على الخط للسخرية وكتب في تغريدة مقتبسا أغنية “غرامك راح” للمطرب شادي جميل.
wassouf@
انستغرامك راح..
وسخر معلق:
وغرد الممثل صلاح عبدالله:
SalahAbdallah@
يا أهالي تويتر الكرام استقبلوا المهاجرين باحترام وإنصوبلهم الخيام وقدمولهم الشراب والطعام.
أما الفنان السوري عابد فهد فقد كتب:
وتمنى البعض لو العطل كان دائماً وأصبحت منصة تويتر هي ملجأ الجميع. واستطاع تويتر أن يسجّل رقما قياسيا لأعلى عدد مستخدمين متواجدين في وقت واحد لأول مرة منذ إنشائه. وأطلق مغردون هاشتاغ #تويتر_يجمعنا.
ورحب تويتر من جانبه بالمستخدمين الجدد. وعلق حساب مطاعم مكدونالدز على تويتر “مرحبا ماذا بإمكاني أن أقدم لك”؟ ليرد حساب تويتر “59.6 مليون قطعة دجاج ناغتس لأصدقائي”، في إشارة لعدد المتابعين لحساب تويتر.
وعلق المدير التنفيذي لتويتر جاك دورسي على تغريدة لشخص يدعي أن نطاق موقع فيسبوك معروض للبيع، قائلا “كم السعر”؟
صحيفة العرب