لقاء بوتين ـ بينت

لقاء بوتين ـ بينت

في الوقت الذي أكد فيه رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينت، قبيل صعوده الطائرة متوجهاً إلى سوتشي، أن العلاقات مع روسيا هي مدماك مهم في السياسة الخارجية الإسرائيلية، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جانبه، في القسم العلني من اللقاء مع بينت، أنه يأمل بأن يواصل الأخير نفس السياسة والتعاون بين إسرائيل وروسيا، كما كان في العقد الأخير في ظل سلفه بنيامين نتنياهو.
وسواء أُعلنت مضامين اللقاء بين الطرفين وما تم الاتفاق عليه رسمياً، أم لم تُعلن، فمن الواضح أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تتجه إلى مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري، ولكن الأهم من ذلك، هو تثبيت التفاهمات الروسية-الإسرائيلية من سبتمبر/أيلول 2015 بشأن آلية التنسيق بين الطرفين في كل ما يتعلق بالملف السوري، في سياق منح إسرائيل حرية العمل في الأجواء السورية ما لم تقترب من مواقع القوات الروسية، والقبول الإسرائيلي الضمني ببقاء نظام بشار الأسد والدور الروسي المستقبلي وليس فقط الحالي في سورية والمنطقة، فيما تضمن روسيا بدورها عدم اقتراب إيران عبر المليشيات الموالية لها من الحدود الإسرائيلية.

وبعيداً عن الغزل الدبلوماسي الذي تبادلته روسيا وإسرائيل هذا الأسبوع احتفاء بمرور ثلاثين عاماً على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، من الواضح أن إسرائيل باتت اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة لتثبيت التفاهمات العسكرية والأمنية مع روسيا، خصوصاً في ظل الانسحاب الأميركي من المنطقة، من جهة، ومن جهة أخرى عدم يأس إسرائيل من دق الإسفين بين روسيا وإيران في سياق الوجود الإيراني في سورية وعلى أراضيها، سواء عبر “المستشارين العسكريين الإيرانيين”، أم عبر المليشيات الموالية لإيران.

لن يغيّر لقاء بينت-بوتين، الأهداف والاستراتيجية الإسرائيلية في سورية، بل من المتوقع أن يتم توظيف التعاون مع روسيا لمواصلة التنسيق العسكري بينهما وزيادة الدور الروسي لصالح إسرائيل، كما تجلّى في الأعوام الأخيرة عندما قام جنود روس بعمليات بحث عن رفاة الجنود الإسرائيليين في سورية وتحديداً في مخيم اليرموك، وإعادة رفات الجندي الإسرائيلي زكريا باومل لإسرائيل، مقابل شراء إسرائيل لقاحات سبوتنيك الروسية وتحويلها إلى سورية. وقد أقرت إسرائيل قبيل الزيارة السماح للمواطنين الروس الذي حصلوا على لقاح سبوتنيك بدخول إسرائيل، في اعتراف إسرائيلي باللقاح الروسي المذكور كبادرة تجاه روسيا، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية لا تعترف بهذا اللقاح.

العربي الجديد