تتواصل في العراق الحوارات بين القوى السياسية من أجل عقد تحالفات أو التوصل إلى تفاهمات، مع بدء العد التنازلي لمصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات التي جرت قبل أكثر من شهرين.
وتتيح المصادقة للبرلمان الجديد حق عقد أول جلساته، والبدء بإجراءات تشكيل الحكومة المقبلة.
وعقد تحالفا “تقدم”، برئاسة محمد الحلبوسي، و”العزم” بزعامة خميس الخنجر، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً في بغداد نتج عنه اتفاق على إعداد ورقة مشتركة تعرض على بقية القوى السياسية.
وأصدر التحالفان بيانا مشتركا جاء فيه: “تحت سقف العراق الواحد وخيمة الرغبة الصادقة في بناء عراق مزدهر، ودفاعاً عن حقوق أهلنا وجمهورنا، عقد في بغداد اجتماع موسع بين وفدي تحالف “تقدم”، برئاسة محمد الحلبوسي، وتحالف “العزم”، برئاسة خميس الخنجر، لتدارس سبل إخراج البلاد من الأزمة الراهنة وفق رؤية مشتركة”.
وأشار البيان إلى أن “أبرز مقررات الاجتماع، إعداد ورقة مشتركة تعرض على الشركاء السياسيين، وتتضمن رؤية موحدة وأفكاراً حول الشراكة بإدارة القرار في الدولة، ومعالجة عدة ملفات استراتيجية، منها قضايا المختفين قسراً وإعادة النازحين، ومراعاة حقوق المحافظات المحررة في الموازنة العامة، وتخصيص المبالغ اللازمة لإعادة إعمارها، وغيرها من الملفات المصيرية، والتأكيد على تقديم شخصيات كفؤ للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق مبدأ الشراكة لا المشاركة”.
يتطلع التحالفان إلى تشكيل الحكومة المقبلة بأسرع وقت وفقاً للاستحقاقات الدستورية، تلبية لحاجة المواطن ووحفاظاً على سيادة العراق وهيبة الدولة
وأضاف البيان: “كما تقرر تشكيل وفد تفاوضي موحد يضم تحالفي “تقدم” و”العزم”، للتفاوض مع بقية الشركاء، بالإضافة إلى تحديد توقيتات زمنية لاجتماعات دورية أسبوعية بين التحالفين، بغيةَ مناقشة تطورات الأوضاع السياسية”.
الانتخابات العراقية -أحمد الرباعي/فرانس برس
أخبار
بغداد: حراك سياسي متعدد الاتجاهات يسبق المصادقة على نتائج الانتخابات
وختم البيان: “يتطلع التحالفان إلى تشكيل الحكومة المقبلة بأسرع وقت ممكن، وفقا للاستحقاقات الدستورية، لتلبي حاجة المواطن وتحفظ سيادة العراق وهيبة الدولة”.
يذكر أن التحالفين تصدرا نتائج الانتخابات في المحافظات الشمالية والغربية وجزء من بغداد، إذ حصل “تقدم” على 37 مقعداً، بينما تمكن الخنجر من جمع عدة قوى ضمن تحالفه “العزم” الذي أصبح لديه 34 مقعداً.
وفي سياق التفاهمات السياسية، قالت حركة “امتداد” المنبثقة عن الحراك الشعبي المدني، والتي حصلت على 9 مقاعد، أنها توصلت إلى تفاهم مع حركة “الجيل الجديد” الكردية المعارضة التي حصلت على عدد مماثل من المقاعد.
وأكدت الحركة، في بيان، أن يوم غد الأربعاء سيشهد الإعلان عن تحالفها مع “الجيل الجديد”، وعدد من المرشحين الآخرين الفائزين في الانتخابات.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر سياسية مطلعة إن وفد “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، برئاسة الوزير السابق هوشيار زيباري، الذي يزور بغداد منذ يومين، أجرى لقاءات مع عدة قوى فائزة في الانتخابات، موضحة لـ”العربي الجديد” أن “الوفد عبر عن رغبته بالتفاهم مع جميع الأطراف، ويقف على مسافة واحدة من الجميع”.
ولفتت المصادر إلى أن الوفد شدد على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة، لاعتقاده بأن ذلك يمكن أن يخفف من حدة الأزمة السياسية الخانقة، التي تفجّرت بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات.
العربي الجديد