الليرة التركية تهبط لقاع جديد بعد إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة

الليرة التركية تهبط لقاع جديد بعد إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة

هوت الليرة التركية اليوم الاثنين لقاع جديد، بعد تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان أكد فيها أنه لا تراجع عن خفض أسعار الفائدة.

ووفقا لوكالة “بلومبيرغ” (bloomberg) للأنباء، فقد تراجع سعر صرف الليرة لمستوى قياسي منخفض جديد، عند 17.6 ليرة للدولار الواحد، ومن المقرر أن يترأس أردوغان اجتماعا لمجلس الوزراء عصر اليوم، وليس من الواضح ما إذا كانت ستصدر عنه قرارات اقتصادية.

وقرر البنك المركزي التركي الخميس تخفيض معدل الفائدة الرئيسي إلى 14%، في رابع تخفيض منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وبهذا أصبح معدل الفائدة أقل بكثير من معدل التضخم، الذي ارتفع إلى 21.3% في نوفمبر/تشرين الثاني، مسجلا أسرع وتيرة في 3 سنوات.

ويعتبر عام 2021 الأسوأ على الإطلاق، بالنسبة لليرة التركية التي خسرت أكثر من 52% من قيمتها.

ويواصل المركزي خفض الفائدة تماشيا مع توجه أردوغان الذي يتبنى نظرية غير تقليدية مفادها أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤدي إلى ارتفاع التضخم.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية أمس عن أردوغان القول لمنتقدي سياسته لخفض الفائدة “لا تنتظروا مني شيئا آخر”، لافتا إلى أنه سيواصل القيام بتخفيض نسب الفائدة، وجدد تأكيده على أن الفائدة المرتفعة تجعل الثري أكثر ثراء والفقير أكثر فقرا.

رحلة أسعار الفائدة
يرفض أردوغان علنا أسعار الفائدة المرتفعة لاعتقاده أنها تزيد التضخم، وسبق له أن وصفها بأنها “أم وأب كل الشرور”، متطلعا إلى خفض معدل التضخم السنوي إلى 5% بحلول الانتخابات المقبلة المقرّر إجراؤها عام 2023.

في السبعينيات من القرن الماضي، كانت أرقام الفائدة الرسمية الصادرة عن البنك المركزي بمتوسط 10%.
وفي الثمانينيات ارتفعت تدريجيا لتصل إلى 50%.
وفي التسعينيات وصلت إلى أعلى نسبها رسميا عند 60%.
وعند استلام حزب العدالة والتنمية الحكم بحلول عام 2003 كانت نسب الفائدة 50%.
وفور تسلمه السلطة، بدأ أردوغان محاولات لخفض نسب الفائدة، وقد حافظ على معدلها بمتوسط 25% حتى عام 2008، ولاحقا إلى متوسط 15% حتى عام 2012، في حين نجح لأول مرة في إنزال سعر الفائدة لخانة الآحاد عام 2014 بفائدة 9%، وإلى 7.8% عام 2017، وهي أفضل سنوات الأداء والاستقرار الاقتصادي لحكومات العدالة والتنمية.
لكن محافظ المركزي السابق ناجي أغبال استمر برفع سعر الفائدة حتى 17% في الأشهر الأخيرة من 2020 ومن ثم إلى 19% في مارس/آذار العام الجاري، مما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى عزله وتعيين شهاب قافجي أوغلو الذي قاد مشوار تخفيض الفائدة المستمر حتى اليوم.
المصدر : الألمانية + الجزيرة