تواصل القوى السياسية العراقية حواراتها الرامية إلى التوصل لاتفاق على اسم المرشح لرئاسة العراق خلال السنوات الأربع المقبلة، والذي يجب أن يحسم قبل الرابع والعشرين من الشهر الحالي وفقاً للسياقات الدستورية التي تحتم التصويت على رئيس الجمهورية بعد خمسة عشر يوماً من جلسة اختيار رئيس البرلمان، التي حُسمت أول من أمس الأحد، باختيار محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب، وحاكم الزاملي وشاخوان عبدالله نائبين له.
وبدأ “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الذي تصدّر نتائج الانتخابات على مستوى إقليم كردستان العراق بـ 31 مقعداً، منذ أمس الإثنين، بإجراء اتصالات مع الأحزاب الكردية الأخرى بهدف التوصل إلى اتفاق قريب بشأن المنصب.
وأكدت مصادر مقربة من الحزب أن الحوارات مع القوى الكردية الأخرى ستزداد خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحة لـ”العربي الجديد” أن “الديمقراطي الكردستاني” يؤمن بضرورة اشتراك مختلف الأحزاب الممثلة لإقليم كردستان في الحكومة وبقية المناصب السيادية في بغداد.
وتابعت: “على هذا الأساس، سيتم الحوار مع القوى الكردية قبل أن يتم التوجه إلى بغداد للاتفاق مع القوى الأخرى بشأن الاستحقاقات، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية.
وقال القيادي في “الديمقراطي الكردستاني” هوشيار زيباري، إن منصب رئيس الجمهورية لن يكون من نصيب حزبه، مضيفاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية: “سنتحدث مع الأطراف الأخرى بشأن هذه القضية”. وتابع: “يجب أن نكون على تواصل مع بعضنا، ونتشاور مع الأطراف الكردية الأخرى، يجب أن نبتعد عن الغرور”.
ووفقاً للعرف الدستوري السائد في العراق منذ أول انتخابات جرت عام 2005، فإن القوى الكردية هي المعنية بترشيح رئيس الجمهورية الجديد.
ولم يسبق لـ”الحزب الديمقراطي الكردستاني” أن حصل على منصب رئيس الجمهورية، إذ كان رؤساء العراق الثلاثة بين 2005 و2018 من “الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي يُعد ثاني أكبر الأحزاب الكردية.
وقالت مستشارة المكتب السياسي لـ “الاتحاد الوطني الكردستاني”، ريزان شيخ دلير، في بيان ليل الإثنين-الثلاثاء، إن “برهم صالح المرشح الوحيد للكرد لمنصب رئاسة جمهورية العراق”.
كما أكد القيادي في “الاتحاد الوطني الكردستاني” محمود خوشناو أن الرئيس الحالي برهم صالح مرشح لتولي الرئاسة مجدداً، موضحاً خلال حديث لصحيفة “الصباح” الرسمية، أن الوفد الكردي الذي سبق أن ذهب إلى بغداد، كان مخولاً بإعلان اسم المرشح لمنصب الرئيس.
ولفت إلى أن البتّ باسم المرشح لرئاسة الجمهورية من صلاحيات القيادات العليا في الحزب، مشدداً على أهمية حسم منصب رئيس الجمهورية خلال المدة المحددة، وهي 15 يوماً بعد الجلسة الأولى التي عُقدت الأحد، وجرى خلالها انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه.
وتوالى على حكم العراق منذ أول انتخابات جرت عام 2005 حتى اليوم، ثلاثة رؤساء جمهورية أكراد هم جلال طالباني (2005-2014)، ثم فؤاد معصوم (2014-2018)، وآخرهم برهم صالح (2018-2022).
صحيفة العربي