هل بلغت موجة أوميكرون ذروتها وستبدأ بالانحسار على الأقل في بعض الدول؟ وماذا قال مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية الدكتور أنتوني فاوتشي عن التعايش مع فيروس كورونا؟ وهل حان الوقت لعلاج “كوفيد-19” كالإنفلونزا؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير الشامل.
“أوميكرون”.. انتشار سريع وأعراض مشابهة لـ”دلتا” والإنفلونزا انفلونزا إنفلونزا دلتا أوميكرون كورونا أعراض
والسبب هو أن سلالة أوميكرون معدية لدرجة أنه قد لا يتبقى بالفعل أشخاص جدد للتعرض للإصابة، بعد شهر ونصف فقط من اكتشاف المتحور أول مرة.
وقال علي مقداد، أستاذ علوم المقاييس الصحية في جامعة واشنطن في سياتل، “ستنخفض (الإصابات) بسرعة كما صعدت”.
وحسب نموذج تنبؤي من جامعة واشنطن، فإن عدد الحالات المبلغ عنها يوميا في الولايات المتحدة سيصل إلى 1.2 مليون بحلول 19 يناير/كانون الثاني، ثم سينخفض بشكل حاد “ببساطة لأن كل شخص يمكن أن يصاب بالعدوى سوف يصاب”، وفقا لمقداد.
وقال مقداد “في الواقع من خلال حسابات الجامعة فإن العدد الحقيقي للإصابات اليومية الجديدة في الولايات المتحدة -وهو تقدير يشمل الأشخاص غير المفحوصين- بلغ ذروته بالفعل، فقد بلغ 6 ملايين يوم السادس من يناير/كانون الثاني الحالي”.
في غضون ذلك، انخفضت حالات الإصابة الجديدة بـ”كوفيد-19″ في بريطانيا إلى نحو 140 ألفا يوميا في الأسبوع الماضي، بعد أن قفزت إلى أكثر من 200 ألف في اليوم السابق من هذا الشهر، وفقا لبيانات حكومية.
وقال كيفين ماكونواي، أستاذ الإحصاء التطبيقي في الجامعة المفتوحة في بريطانيا، إنه في حين أن الحالات لا تزال ترتفع في أماكن مثل جنوب غرب إنجلترا وويست ميدلاندز، فربما يكون تفشي المرض قد بلغ ذروته في لندن.
وأنعشت الأرقام الآمال في أن البلدين على وشك الخضوع لشيء مشابه لما حدث في جنوب أفريقيا، حيث بلغت الموجة في غضون شهر تقريبا مستويات قياسية ثم انخفضت انخفاضا كبيرا.
وقال الدكتور بول هانتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية، “نشهد انخفاضا واضحا في عدد الحالات في المملكة المتحدة، لكني أود أن أراها تتراجع أكثر بكثير قبل أن نعرف إذا كان ما حدث في جنوب أفريقيا سيحدث هنا”.
ومع ذلك، يتوقع هانتر وآخرون أن العالم قد تجاوز اندفاع أوميكرون.
الأعداد الهائلة من مرضى أوميكرون تهدد الأنظمة الصحية
ومع ذلك، أكد الدكتور برابهات جها، من مركز أبحاث الصحة العالمية في مستشفى سانت مايكل في تورنتو، أن الأعداد الهائلة من المصابين قد تكون مربكة للأنظمة الصحية الهشة.
وقال جها “ستكون الأسابيع القليلة المقبلة قاسية لأنه بالأرقام المطلقة، هناك كثير من الأشخاص المصابين بحيث ينتقل المرض إلى وحدات العناية المركزة”.
وبالمثل حذر المقداد في الولايات المتحدة من “أسبوعين أو 3 أسابيع صعبة. يتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة للسماح لبعض العمال الأساسيين بمواصلة العمل، مع العلم أنهم يمكن أن ينقلوا العدوى”.
احتمالات غير متفائلة
بالمقابل، يحذر الخبراء من أن الكثير لا يزال غير مؤكد بشأن الكيفية التي قد تتطور بها المرحلة التالية من الوباء.
وقالت لورين أنسيل مايرز، من جامعة تكساس، إن أوميكرون يمكن أن ينظر إليه يوما ما على أنه نقطة تحول في الوباء. يمكن للمناعة المكتسبة من جميع الإصابات الجديدة، جنبا إلى جنب مع الأدوية الجديدة والتطعيم المستمر، أن تجعل فيروس كورونا شيئا يمكننا التعايش معه بسهولة أكبر.
وأضافت مايرز “في نهاية هذه الموجة، سيصاب عدد أكبر بكثير من الناس ببعض أنواع كوفيد-19، وفي مرحلة ما سنكون قادرين على رسم خط، وقد يكون أوميكرون هو تلك النقطة، حيث ننتقل من التهديد العالمي الكارثي إلى شيء يمكن التحكم فيه بشكل أكبر”.
وأضافت أن هذا مستقبل معقول، لكن هناك أيضا احتمال ظهور متغير جديد، وأن يكون أسوأ بكثير من أوميكرون.
فاوتشي: بعد أوميكرون ستكون الولايات المتحدة “على عتبة” التمكن من التعايش مع فيروس كورونا
رأى مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية أنتوني فاوتشي أنه رغم العدد القياسي للحالات الاستشفائية جراء الإصابة بكوفيد-19، قد تكون الولايات المتحدة “على عتبة” فترة انتقالية سيكون ممكنا بعدها “التعايش مع” فيروس كورونا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال فاوتشي “في وقت يتقدم (تفشي) أوميكرون ويتراجع، آمل أن نشهد وضعا فيه (…) مزيج من المناعة الجيدة وإمكانية معالجة شخص معرض لخطر الإصابة”.
وأضاف في لقاء نظمه مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية “عندما سنتوصل إلى ذلك، ستكون هذه الفترة الانتقالية، وقد نكون على عتبتها اليوم”.
وتجاوزت الولايات المتحدة العدد القياسي لحالات “كوفيد-19” التي استدعت النقل إلى المستشفى، مع قرابة 146 ألف مصاب في مستشفيات في جميع أنحاء البلاد. ويقبع نحو 24 ألفا من بينهم في وحدات العناية المركزة، حسب بيانات وزارة الصحة الأميركية الثلاثاء.
وكان العدد القياسي السابق يبلغ أكثر من 142 ألفا بقليل في 14 يناير/كانون الثاني 2021، منذ عام بالتمام والكمال تقريبا.
وقال فاوتشي الثلاثاء “لسنا في مرحلة يمكننا فيها القول بشكل مقبول: فلنتعايش مع الفيروس، بسبب الضغط الحالي خصوصا على نظام الرعاية”، وأضاف “لكنني أعتقد أننا سنصل إليها”.
ورجح أن يصاب “الجميع تقريبا” بالمتحور أوميكرون” لأنه شديد العدوى، مشيرا إلى أن من غير المرجح القضاء على “كوفيد-19” بشكل كامل.
وتابع “لا يمكننا أن نترك هذا الفيروس يهيمن على حياتنا مدة أطول”، داعيا إلى وضع “إستراتيجية جديدة” قريبا.
وتواجه الولايات المتحدة حاليا ارتفاعا حادا في عدد الإصابات خصوصا بأوميكرون، أصبحت مهيمنة خلال أسابيع. وتسجل البلاد أعداد إصابات قياسية منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
هل حان الوقت لعلاج كوفيد كالإنفلونزا؟
الجواب لا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي قالت أمس الثلاثاء إن سلالة أوميكرون في طريقها لإصابة أكثر من نصف الأوروبيين، لكن ما زال من السابق لوقته اعتبار “كوفيد-19″ مرضا متوطنا كالإنفلونزا.
وقال هانز كلوغ المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، في إفادة صحفية، إن القارة شهدت تسجيل أكثر من 7 ملايين إصابة جديدة بـ”كوفيد-19” في الأسبوع الأول من عام 2022 بما يزيد على الضعف خلال أسبوعين.
وتابع كلوغ “بهذا المعدل، يتوقع معهد القياسات الصحية والتقييم إصابة أكثر من 50% من سكان المنطقة بأوميكرون خلال 6 أو 8 أسابيع المقبلة”، في إشارة إلى مركز أبحاث في جامعة واشنطن.
ومع ذلك هناك أدلة على أن السلالة أوميكرون تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي أكثر مما تصيب الرئتين، وذلك يجعلها تسبب أعراضا أخف من أعراض السلالات السابقة.
لكن منظمة الصحة العالمية شددت على أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
ويوم الاثنين قال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانتشيث إن الوقت ربما حان لتغيير الكيفية التي يتم بها تعقب تطور “كوفيد-19” إلى استخدام طريقة مماثلة لتتبع الإنفلونزا، لأن كوفيد صار أقل تسببا في الوفاة.
وسيكون معنى ذلك علاج الفيروس باعتباره مرضا متوطنا وليس جائحة تستلزم تسجيل كل إصابة وفحص جميع السكان الذين تظهر عليهم الأعراض.
وفي الإيجاز الصحفي نفسه، قالت كاثرين سمولوود كبيرة مسؤولي الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية في أوروبا إن ذلك ما زال “من الأمور البعيدة”، مضيفة أن المرض المعدي المتوطن يتطلب استقرار العدوى والقدرة على توقعها.
تعرض ماكرون لانتقادات، ولكن “يبدو أنه يعرف ما يقوله، والأهم من ذلك أن الرئيس كان على حق تماما. لا يوجد عذر مبرر لرفض التطعيم، وهي الطريقة الوحيدة التي سيقترب فيها الوباء من نهايته. لقد رسم ماكرون مثالا رائعا يحتذي به قادة العالم الآخرون في رفض الانصياع أمام الجهل أو تكريم الأنانية”.
ويضيف الكاتب “إليكم الأمر الآخر: على الرغم من الضغط على اختيار كلمات تظهر أنه غير رئيس، يبدو أن التعليق قد نجح بالفعل. بحلول يوم الخميس الماضي، وهو أول يوم كامل بعد تعليق ماكرون، أعلنت وزارة الصحة الفرنسية أن عدد التطعيمات الأولى ضد فيروس كورونا تضاعف 3 مرات إلى 66 ألفا، وهو أعلى رقم في البلاد منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
ويقول الكاتب “إذا أظهر نهج ماكرون أي شيء، فإن الحقيقة المحزنة والواضحة أن الطريقة الوحيدة لإجبار المواطنين على العمل من أجل الصالح العام لا تتمثل في مناشدة شعور أعلى بالواجب المدني، بل في إخبارهم بأنه لن يكون هناك وجبات في المطعم إذا لم يحصلوا على التطعيم”.
المصدر : الجزيرة + أسوشيتد برس + الفرنسية + واشنطن بوست + وكالات