استقالات جماعية تضرب حزب أردوغان بسبب غياب الديمقراطية داخله

استقالات جماعية تضرب حزب أردوغان بسبب غياب الديمقراطية داخله

أنقرة – يعيش حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم على وقع استقالات كثيرة بسبب غموض الوضع السياسي العام في البلاد، وفي ظل الأزمات التي تحاصر رئيسه رجب طيب أردوغان، وسيطرة الموالين له، وغياب الديمقراطية داخله، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه الحزب للانتخابات العامة المقررة في العام القادم.

وتقول تقارير إعلامية تركية إن الحزب تحول إلى حلبة صراع بين دوائر مختلفة، وإن معارضة رئيس الحزب آخذة في التوسع مقابل هيمنة الموالين لأردوغان الذين باتوا يسيطرون على كل شيء ويعدون التقارير التي تستهدف المعارضين، وهو ما قاد إلى استقالات كثيرة في صفوف الغاضبين، وفي بعض الأحيان تتم الاستقالات بشكل جماعي كما حصل في ولاية آيدن.

وأفادت صحيفة “زمان” التركية باستقالة 872 عضوا من حزب العدالة والتنمية في ولاية آيدن بشكل جماعي.

ياوز بيدر: من المتوقع أن تتسع الانشقاقات تزامنًا مع تعمق الأزمة الاقتصادية

وأشارت الصحيفة إلى أن الأعضاء أعلنوا استقالتهم الأسبوع الماضي، بمن فيهم رئيسة فرع النساء في الولاية إميل أوز أكمازلار، على خلفية “رفضهم طريقة إدارة الحزب وتعرضهم للمضايقات”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن “هناك اضطرابات خطيرة داخل الحزب في مدينة آيدن بأكملها”، مشيرة إلى أن “الاستقالات ستزداد في الأيام المقبلة”.

وولاية آدين (غرب تركيا) هي معقل لحزب العدالة والتنمية. وتزامنت هذه الاستقالة الجماعية من الفرع المحلي للحزب بقيادة السيدة إميل أوز أكمازلار مع الزيارة الأخيرة التي قام بها أردوغان إلى المدينة، حيث تولى السبت افتتاح متحف رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس.

وقال الصحافي التركي ياوز بيدر إن “خروج 872 شخصًا في خطوة واحدة أمر غير معتاد إلى حد ما في سياق حزب العدالة والتنمية، ولكنه ليس مفاجأة كبيرة أيضًا نظرًا للاضطراب المنتشر عبر القطاعات السياسية المتدينة في السياسة التركية”، متوقعا أن “تتسع الانشقاقات داخل الحزب تزامنًا مع تعمق الأزمة الاقتصادية في تركيا”.

وأضاف بيدر أنه لم يعرف بعد سبب الانسحاب الجماعي، رغم أن أكمازلار استشهدت بسوء الإدارة و”الانتهاكات” على المستوى المحلي، ويشير الاتهام الأخير إلى إساءة معاملة النساء؛ وهي الإساءة التي تنتشر بشكل عام عبر حزب العدالة والتنمية وشريكه القومي، حزب الحركة القومية.

وتابع “قد يكون السبب الرئيسي الآخر متمثلا في أن المنافس الرئيسي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية على الجانب الأيمن، حزب الصالح بقيادة السيدة ميرال أكسينر، زاد جهوده لجذب الناس من كلا الحزبين”.

وكشف بيدر أن هناك تقارير تفيد بأن حوالي 40 نائبًا من حزب العدالة والتنمية يجرون محادثات خلف أبواب مغلقة مع حزب المستقبل الذي يقوده رئيس الوزراء السابق لحزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو والذي يسعى لاستقطاب جمهور حزب العدالة والتنمية ومن بقي من قيادات غير موالية لأردوغان.

ويقوم داود أوغلو في الفترة الأخيرة مع معارضي أردوغان بتحركات مختلفة من أجل تشكيل تحالف سياسي يكون قادرا على هَزْم أردوغان في الانتخابات القادمة.

وخلال الأيام الماضية حمّل رئيس حزب المستقبل الرئيس التركي مسؤولية أزمة العملة من خلال اعتماد “سياسة العناد التي يطبقها الجهلة في شؤون الاقتصاد”، معتبرا أن حكومته “تحاول التستر على الكارثة الاقتصادية باستغلال قيمنا الدينية”.

وخاطب قادة الحزب الحاكم قائلا إن “ما تقومون به من إجراءات اقتصادية ليس هبة بل استغلال للدين”.

وعادة ما ينتقد أردوغان أسعار الفائدة العالية، في محاولة لاسترضاء شريحة كبيرة من الأتراك الذين ينظرون إلى أسعار الفائدة على أنّها ربا محرم شرعا.

العرب