رفض سني لدخول أرتال عسكرية لـ«حزب الله» إلى الأنبار

رفض سني لدخول أرتال عسكرية لـ«حزب الله» إلى الأنبار

عبّر سياسيون سنّة، في العراق، على رأسهم رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، عن رفضهم دخول قوات تابعة لـ«كتائب حزب الله» المنضوية في «الحشد الشعبي» إلى المحافظة ذات الغالبية السنّية، وتحديداً إلى منطقة الكرمة، محلّ إقامة الحلبوسي، فيما بررت «الكتائب» انتشارها أنه يأتي تحسّباً لنيّة تنظيم «الدولة الإسلامية» دخول المحافظة.
قال المتحدث العسكري باسم كتائب «حزب الله» في العراق، جعفر الحسيني، إنّ القوة العسكرية التي دخلت الأنبار، انتشرت في منطقة الكرمة.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة «تعمل على تسهيل حركة الإرهابيين على الحدود، فيما معلومات كتائب حزب الله تفيد أنّ داعش ينوي الدخول إلى قضاء الكرمة».
وبين أن الهدف من الوجود العسكري في الأنبار هو «منع حدوث أي ثغرات أمنية والتصدّي لتحرّكات داعش».
لكن خلية الإعلام الأمني (حكومية) عدّت دخول تلك القوات إلى المحافظة الغربية أنه إجراء عسكري، لتبديل القوات.
وقال في بيان، «نود أن نوضح أن هذا رتل تابع للأبطال في الحشد الشعبي من الملتحقين لأداء الواجب في مقراتهم بعد انتهاء إجازاتهم الدورية وفي طريقهم إلى قضاء القائم».
وأضافت، أن «الحشد الشعبي هو جزء من المؤسسة الأمنية والعسكرية وأن تواجدهم بشكل رسمي وفق أوامر عسكرية».
ودعت، الذين تداولوا هذه الأنباء إلى «توخي الدقة في نقل المعلومات وعدم بث الشائعات ومعرفة الحقائق من مصادرها الرسمية حصراً».
إلى ذلك، اعتبر المستشار الأمني، لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بيان خلية الإعلام الأمني الأخير «ينافي الحقيقة وهروباً من الواقع».
وقال المستشار الأمني (لم يرد أسمه في البيان) في بيان صحافي إنه «من المؤسف صدور بيان لخلية الإعلام الأمني ينافي الحقيقة ويمثل هروباً من الواقع، وكان الأجدر بهم محاسبة الجهات التي تتحرك خارج سلطة الدولة ومن دون موافقة العمليات المشتركة وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة».
ووجه رئيس «مؤتمر صحوة العراق» أحمد أبو ريشة، رسالة إلى رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض، على خلفية التحركات عند المدخل الشرقي لمحافظة الأنبار.
وذكر، في بيان، «تابعنا اليوم ما تقوم به بعض الجهات المنفلتة من تحشيدات عند مدخل الأنبار الشرقي، تلك التحشيدات غير المبررة، وغير المقبولة، ويبدو أنها تبيت لأمر خفي».
وأضاف: «قد تواجدت دون التنسيق مع الأجهزة الأمنية في الأنبار، ولا قيادة العمليات، لذا، ما نراه من أن الأمر يبيت النية لتكرار حوادث مماثلة، كاختطاف الأبرياء من الصقلاوية، والرزازة، والتي كانت حالة غدر، وخيانة للأبرياء».
وأشار إلى أن «عشائر الأنبار بالوقت الذي تلتزم فيه بعدم السماح بأي تصرف يمس أمن المحافظة، وأرضها، فإنها لن تقف مكتوفة اليد إزاء أي تحرك مشبوه، وبهذا الوقت فإننا نحمل السيد فالح الفياض بصفته رئيسا لهيئة الحشد الشعبي ومن معه، كل المسؤولية لأي عبث، أو زعزعة بأمن واستقرار الانبار ومواطنيها».
وأكد على ضرورة أن «تتخذ الأجهزة الامنية دورها الكلي، وأن يكون القانون فوق الجميع، ولا نتمنى أن يسعى العابثون بالأمن خرق القانون وتغييبه، والذي سيضطرنا للدفاع عن أنفسنا وأهلنا بكل الأساليب التي يكفلها القانون، والعرف الاجتماعي، ولا سيما أن الأنبار ورجالها قد خاضوا الكثير من الحروب الدولية والمحلية، وكانوا أهل تجارب دفاعا عن أرضهم وأمنهم وممتلكاتهم، وكانوا فرسان في هذا الميدان».
في المقابل، اعتبر النائب عن ائتلاف «دولة القانون» محمد الصيهود، دخول قطعات عسكرية إلى منطقة الكرمة في محافظة الأنبار أمر طبيعي لتدوير القطعات الماسكة للأرض وتعزيز القطعات، بعد ورود معلومات عن نية تنظيم «الدولة» بتهديد المنطقة، مشيرا إلى أن التهويل الذي مارسته بعض القوى السياسية ودفع العشائر للاعتراض مقصود، لغرض إعادة ساحات الاعتصامات التي جلبت التنظيم للعراق.
وقال النائب الذي ينتمي لائتلاف المالكي، المنضوي في «الإطار التنسيقي» الشيعي، لمواقع إخبارية مقرّبة من «الإطار» إن «القوات التي دخلت منطقة الكرمة في محافظة الأنبار، هي أصلا موجودة، وما جرى هو تدوير للقطعات، وهذا أمر طبيعي ومتعارف عليه عسكريا، فضلا عن ورود معلومات عن نية داعش بتهديد أمن الكرمة».
وأضاف أن «التهويل الذي مارسته بعض القوى السياسية ودفع العشائر للاعتراض مقصود لغرض إعادة ساحات الاعتصامات التي جلبت داعش للعراق» مشددا على ضرورة «عدم السماح لأي نشاط إرهابي في الكرمة وغيرها، خاصة وأن المرحلة التي نمر بها، مرحلة مشاريع تآمرية ولا نريد عودة داعش من جديد وتحت أي مسمى آخر».
أمنياً، أعلنت خلية الإعلام الأمني، القبض على ثلاثة «إرهابيين» بحوزتهم عبوتان في محافظة نينوى.
وذكرت في بيان صحافي أمس، أن «قوة من جهاز الأمن الوطني في محافظة نينوى تمكنت من إلقاء القبض على خلية إرهابية مؤلفة من ثلاثة عناصر تعمل في ما يسمى مفارز الدعم اللوجستي قرب أحد مخارج نينوى الرابطة مع محافظة صلاح الدين عقب نصب كمين لهم؛ وذلك بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة واستحصال الموافقات القضائية».
وتابع البيان: «إذ ضُبطت بحوزتهم داخل العجلة التي كانوا يستقلونها عبوتان تحوي على (10) كيلوغرامات من مادة ال (C4) شديدة الانفجار وكذلك على أسلاك وهواتف تستخدم لتصنيع وتفجير العبوات الناسفة».
وأشار الى أنه «جرى تدوين أقوال المتهمين أصولياً واعترفوا بنقلهم للمواد الغذائية ومواد التفجير للمجاميع الإرهابية بين المحافظتين، وثمَّ تمت إحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم».
كذلك، أعلن «الحشد» انطلاق عملية أمنية في قاطع عمليات صلاح الدين.
بيان لإعلام «الحشد» أفاد أن «قوة مشتركة من قيادتي عمليات صلاح الدين للحشد والجيش، نفذت عملية أمنية في قاطع عمليات صلاح الدين».
وأضاف أن «العملية انطلقت بمشاركة قوة من اللواء التاسع واللواء 35 بالحشد التي نفذت في جزيرة البو مرموص ضمن قاطع المسؤولية في محافظة صلاح الدين».

القدس العربي