قالت الولايات المتحدة، الخميس 21 أبريل (نيسان)، إنه إذا أرادت إيران تخفيف العقوبات بما يتجاوز المنصوص عليها في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، في إشارة واضحة إلى استبعاد الحرس الثوري من القائمة الأميركية للإرهاب، فعليها التصدي لمخاوف أميركية تتجاوز التي تناولها الاتفاق.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، “لن نتفاوض علانية، لكن إذا أرادت إيران رفع العقوبات على نحو أكبر من الوارد في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، فعليها التصدي لمخاوفنا الأبعد من (التي تناولها) الاتفاق”.
وأضاف، “على العكس من ذلك، إذا لم يرغبوا باستغلال هذه المحادثات لحل القضايا الثنائية الأخرى خارج خطة العمل الشاملة المشتركة، فنحن على ثقة من أنه يمكننا التوصل سريعاً إلى تفاهم بشأن الخطة والبدء بإعادة تنفيذ الاتفاق… ينبغي على إيران أن تتخذ قراراً”.
وكان المتحدث الأميركي يردّ على مسؤول إيراني كبير قال في وقت سابق إن طهران لن تتخلى عن خططها للانتقام من اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني عام 2020، على الرغم من “العروض المنتظمة” من واشنطن لرفع العقوبات وتقديم تنازلات أخرى في المقابل.
وفيلق القدس هو ذراع التجسس الخارجية وشبه العسكرية للحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر على الميليشيات المتحالفة معه في الخارج. وأدرجت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الحرس الثوري الإيراني على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية عام 2019، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً جيش دولة أخرى على أنه جماعة إرهابية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، “في ظل أي عودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، ستحتفظ الولايات المتحدة بأدواتها القوية وستستخدمها بقوة لمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار ودعمها للإرهاب ووكلاء إرهابيين، خصوصاً لمواجهة الحرس الثوري الإيراني”.
تمسك بالانتقام لمقتل سليماني
في غضون ذلك، أكد قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني العميد علي رضا تنكسيري، الخميس، أن الحرس يرفض التخلي عن توعده بالثأر لاغتيال سليماني، حتى إن كان ذلك لقاء رفع عقوبات أميركية عن طهران.
وقال تنكسيري، “طلب منا الأعداء بشكل متكرر التخلي عن الانتقام لدماء قاسم سليماني لنيل امتيازات أو رفع عقوبات”، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للحرس “سباه نيوز”. وشدد على أن هذا الاقتراح هو “خيال زائف” وأن الانتقام سيكون “حتمياً”.
واغتيل سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد في يناير (كانون الثاني) 2020، بأمر من ترمب. وردّت إيران بعد أيام بقصف صاروخي طاول قواعد عسكرية في العراق يوجد فيها جنود أميركيون. وتعهد مسؤولون إيرانيون بمحاسبة الضالعين في اغتيال أبرز قادة بلادهم العسكريين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، أن اغتيال سليماني “لن يمرّ من دون رد”. وشدد على ضرورة “تقديم المتورطين والضالعين في هذه الجريمة إلى العدالة”، وأن ذلك “مبدأ أساسي في سياسة” إيران.
ويبدو الرئيس الأميركي جو بايدن الراغب بإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي بشرط امتثال إيران مجدداً لتعهداتها التي تراجعت عنها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، ميالاً لإبقاء اسم الحرس على قائمة المنظمات “الإرهابية”، بينما لم تعلن واشنطن موقفاً رسمياً من المسألة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس، أن طهران لن تتخلى عن “خطوطها الحمر”. وقال خلال اتصال مع نظيره السوري فيصل المقداد إن “تبادل الرسائل بيننا وبين الأميركيين يتم عبر الوسيط الأوروبي، وكررنا أن إيران لا تعير أهمية للمطالب المبالغ بها وليست مستعدة للتخلي عن خطوطها الحمر”، وفق الخارجية الإيرانية، من دون أن يحدد ما هي هذه الخطوط.
اندبنت عربي