كشف موقع “ميدل إيست آي” عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية اليوم الثلاثاء، منهيا بذلك الخلاف مع المملكة بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي عام 2018.
وفي تقرير أعده راغب صويلو نقل فيه عن مصدر لم يكشف هويته، أن الزيارة ستتم اليوم الثلاثاء، لكنها قد تؤجل للشهر المقبل بسبب قضايا تتعلق بالانشغالات والبرامج. وشهدت العلاقات بين البلدين توترا حادا بعدمقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول عام 2018، إلا أن انقرة حاولت منذ ذلك الوقت إصلاح العلاقات مع السعودية كجزء من إعادة ترتيب السياسة الخارجية بالمنطقة وتقوية الاقتصاد.
ووافقت إدارة جو بايدن على نشر تقييم استخباراتي توصل إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بعملية قتل خاشقجي، وهو ما ينفيه الأمير.
ولو تمت زيارة الرئيس التركي التي تأتي بعد ثلاثة أعوام ونصف من مقاطعة السعودية للبضائع التركية بسبب مقتل خاشقجي، فإن ولي العهد سيستخدم الزيارة ويضع نهاية حاسمة لملف الصحافي القتيل.
وقال مصدر: “بالنسبة لمحمد بن سلمان، فهو معني به وهذا أمر شخصي”، وأضاف أنه “يلوم أردوغان بإدخال الأمريكيين على الخط وعدم إغلاق الأمر في الأيام الأولى”. وبالإضافة للملف التركي، ستظل هناك دعاوى قضائية ضد ولي العهد في الولايات المتحدة، واحدة قدمتها خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز ومجموعة الديمقراطية من أجل العالم العربي (دون) والتي كانت فكرة خاشقجي قبل وفاته. وقال مسؤول تركي للموقع في وقت سابق من هذا العام، إن السعوديين باتوا جادين بإصلاح العلاقات مع تركيا بعد زيارة أردوغان إلى الإمارات ولقائه مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
وأضاف: “لقد حاولنا الاتصال بهم في الماضي ولكنهم لم يظهروا جدية. لكنهم الآن اتصلوا بنا، وشعر السعوديون أنهم مستثنون من عمليات المصالحة في المنطقة. ويريدون أن يكونوا جزءا منها”.
وأعادت تركيا والإمارات العلاقات العام الماضي بعد عشرة أعوام من القطيعة، كما تصالحت أبو ظبي أيضا مع قطر حليفة تركيا. ووسط محاولات المصالحة، قفزت الصادرات التركية بنسبة 25% في الربع الأول من عام 2022، بحسب الأرقام من مجمع المصدرين الأتراك. ووصلت الصادرات التركية إلى السعودية إلى 70 مليون دولار في الأشهر الثلاثة من العام الحالي، أعلى من 55 مليونا العام الماضي. وزادت النسبة في شهر آذار/ مارس إلى 58 مليون دولار من 18.5 مليون .
وتظل الأرقام أقل من عام 2020 حيث بلغت صادرات تركيا إلى السعودية 221 مليون دولار، وربما كانت زيادة الصادرات مرتبطة بتخفيف السعودية المقاطعة الخفية والمحادثات من وراء الأبواب وخطوات المصالحة مع تركيا.
القدس العربي