يجري الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، زيارة غير مسبوقة لأحد مراكز التصنيع العسكري في ولاية ألاباما، والتي يتردد أنها لعبت دوراً هاماً في تدمير الدبابات والعربات الروسية المصفحة.
وحسب البيت الأبيض، يزور بايدن مركز التصنيع التابع لشركة لوكهيد مارتن المنتجة لبعض الأسلحة التي يجري تزويد أوكرانيا بها، وأهمها قذيفة جافلين المحمولة المضادة للمدرعات، ويلقي كلمة حول ضرورة إسراع الكونغرس في الموافقة على التمويل للتعجيل في إنتاج قاتل المدرعات الذي تستهلك القوات الأوكرانية منه حوالي “500 قذيفة يومياً”.
ولا يحتاج الكونغرس إلى حثّ لإقرار مشروع هو بحزبيه، متحمس له مثل الرئيس، ومن المتوقع أن يوافق عليه قريباً. البيت الأبيض أراد أن تكون الزيارة بمثابة إعلان أن حرب أوكرانيا تحوّلت إلى منازلة مكشوفة بين السلاحين الأميركي والروسي، تعتقد الإدارة بأنها ستؤدي إلى “إضعاف روسيا”، حسب تعبير وزير الدفاع لويد أوستن، وهي حصيلة لا تستبعدها معظم التقديرات والتوقعات في ضوء العمليات العسكرية الروسية “المتعثرة وعشوائيتها” حتى الآن.
وهناك اعتقاد بتعذر “التصحيح الذي يستدعي بدائل غير متوفرة مقوماتها اللوجستية والتخطيطية والتي فاقمها “التصدي الأوكراني والتسليح الأميركي”، وهذا ما يفسر التصعيد في لهجة التحذيرات الروسية التي كان آخرها ما صدر عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، والذي جاء أقرب إلى الإنذار بضرب خطوط الإمدادات العسكرية لأوكرانيا ومصادرها.
التلويح بالسلاح النووي
التلويحات الروسية المتكررة باللجوء إلى الخيار النووي “لو وقف أحد في طريقنا”، كما قال الرئيس بوتين، فرضت دخول الموضوع كاحتمال لا بدّ من أخذه في الحسبان وإن كان ثمة من لا يرى فيه سوى خدعة للترهيب والتخويف من التصدي لموسكو.
النائب الجمهوري المقرب من الديمقراطيين، آدم كينزينجر، تقدم بمشروع قانون في مجلس النواب يدعو الإدارة إلى التدخل العسكري لو استخدمت القوات الروسية سلاحاً كيميائياً أو غيره من أسلحة الدمار في أوكرانيا. وكانت تلميحات من هذا النوع قد صدرت عن السناتور الديمقراطي كريس كونز وربما غيره من دون إعلانها، وكأن الحرب التي بدأت بالاجتياح ودخلت الآن في طور المنازلة بين السلاحين، تزحف نحو “الحرب العالمية الثالثة” وخطر المواجهة بين القوتين العظميين.
العربي الجديد