قطر وإيران.. مصالح مشتركة وعلاقات تاريخية وطيدة

قطر وإيران.. مصالح مشتركة وعلاقات تاريخية وطيدة

بدأ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، زيارة رسمية إلى إيران غير محددة المدة، يلتقي خلالها الرئيس إبراهيم رئيسي، وكبار المسؤولين الإيرانيين.

من المنتظر أن تتطرق مباحثات أمير قطر في طهران، إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها خاصة بالمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، التي من شأنها تطوير التعاون الثنائي، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”.

وترتبط الدوحة وطهران بعلاقات تاريخية متميزة، حيث كانت إيران من أولى الدول التي اعترفت باستقلال قطر (في عام 1971)، وقدم أول سفير إيراني أوراق اعتماده لأمير دولة قطر في 1972، بينما وصل إيران أول سفير قطري في 1973.

وتقوم العلاقات الثنائية بين قطر وإيران، “على الصداقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتحرص قيادتا البلدين على إبقاء الحوار والتشاور متواصلا ومستمرا بينهما على أعلى المستويات وعبر الزيارات رفيعة المستوى”، بحسب “قنا”.

في هذا السياق، زار أمير قطر طهران في يناير/ كانون الثاني 2020، وعقد مع الرئيس الإيراني حينها حسن روحاني، جلسة مباحثات رسمية، والتقى أيضا مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.

وتركزت المباحثات خلال الاجتماعين على العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها إلى مستويات أرحب، كما تناولت عددا من القضايا الإقليمية والدولية خاصة آخر التطورات بالمنطقة والسبل الكفيلة بالتهدئة وتجنيبها “المزيد من التصعيد”.

وتحافظ الدوحة على علاقات جيدة مع طهران، وقد طرحت في السابق تقريب وجهات النظر بين الإيرانيين والولايات المتحدة، أو بينهم وبين دول الخليج التي تعيش توترا في العلاقات مع إيران، بخلاف قطر وسلطنة عمان.‎

تعاون ثنائي

زار الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي، قطر في فبراير/ شباط الماضي، للمشاركة بالقمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز التي عقدت في الدوحة.

وعقد رئيسي مع أمير قطر آنذاك جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري، كما عقد الطرفان لقاء ثنائياً ناقشا خلاله أبرز المستجدات ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي.

وتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، شملت العديد من المجالات السياسية والدبلوماسية والتعاون الإذاعي والتلفزيوني وفي مجال الشباب والرياضة والموانئ والملاحة البحرية والنقل البحري والبري والمناطق الحرة، وفي مجال الكهرباء والماء والتعليم العالي والبحث العلمي والتعاون الثقافي والفني والسياحي.

ووصف أمير قطر في مؤتمر صحافي مع رئيسي تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بـ”الأمر الهام”، متطلعا لمتابعتها لضمان الحصول على الفائدة القصوى منها.

استقرار المنطقة

آل ثاني أكد خلال لقائه مع رئيسي في فبراير الماضي، على أن “الحوار هو السبيل الأمثل لحل جميع الخلافات ومواجهة مختلف التحديات التي تمر بها المنطقة”.

كما بحث الجانبان ما وصلت إليه مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وما لذلك من أهمية وتأثير على أمن واستقرار المنطقة.

وأفاد أمير قطر، بأن بلاده “تتابع وبكل اهتمام سير المفاوضات وتأمل أن يتم التوصل في القريب العاجل إلى حل واتفاق يرضي جميع الأطراف، ويضمن حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وفقا للاتفاقيات والقرارات الدولية”.

كما جدد آل ثاني، استعداد قطر “لتقديم أي مساعدة ممكنة في سبيل التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف ويضمن أمن واستقرار المنطقة”، وفق الوكالة القطرية.

وبموجب الاتفاق الموقع في 2015، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الغربية عنها، قبل أن تنسحب واشنطن من الاتفاق في 2018، وتعيد فرض العقوبات، لترد طهران بانتهاك تدريجي للقيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.

وعلى مدى عام كامل، أجرت إيران مفاوضات مباشرة في فيينا مع كل من الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لإحياء الاتفاق النووي، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة من خلال الاتحاد الأوروبي الذي لعب دور المنسق بين الجانبين الإيراني والأمريكي.‎

ولم تسفر المفاوضات عن عودة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق بعد، في ظل اتهامات من دول إقليمية لطهران بـ”دعم وتمويل الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة”، ومطالبها بأن يشمل الاتفاق “ضمانات أمنية”.

التبادل التجاري

التقى أعضاء “رابطة رجال الأعمال القطريين” مع رئيسي خلال زيارته الأخيرة للدوحة، وتناول اللقاء سبل رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار.

وحسب جهاز التخطيط والإحصاء القطري (رسمي)، بلغ حجم التبادل التجاري بين الدوحة وطهران في عام 2021، نحو 780 مليون ريال (214 مليون دولار).

وفي أبريل/ نيسان الماضي، اجتمع وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي، مع وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني رستم قاسمي، في جزيرة كيش الإيرانية، حيث جرى استعراض أوجه التعاون بين البلدين بمجالات النقل والمواصلات، والملاحة البحرية والموانئ التجارية، والنقل الجوي والطيران المدني، وغيرها.

وفي سياق العلاقات بين الدوحة وطهران وخاصة في المجال الصحي، أرسلت قطر، خمس شحنات من المساعدات الطبية إلى إيران خلال العامين الماضيين، لمكافحة وباء كورونا.

(الأناضول)