محمد بن زايد … نموذج عالمي للقيادة

محمد بن زايد … نموذج عالمي للقيادة

بشكلٍ سلس، انتخب المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإجماع، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للدولة، حيث أجمع أعضاء المجلس الذي يعتبر سلطة عليا مكونة من حكام جميع إمارات الاتحاد السبع، على أن هذا الرجل الذي يجر وراءه سيرةً زاخرةً بالعطاء والإنجازات، ورصيداً وافراً من حب وولاء أبناء شعبه، سيكون أفضل خلفٍ لخير سلف.
وبحسب المادة (51) من الدستور الإماراتي، فإن المجلس الأعلى للاتحاد ينتخب، من بين أعضائه، رئيسا للاتحاد ونائبا لرئيس الاتحاد، ويمارس نائب رئيس الاتحاد جميع اختصاصات الرئيس عند غيابه لأي سبب من الأسباب.
ووصف نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “الشيخ محمد بن زايد” بأنه “ظل زايد وامتداده فينا ومؤسس مئوية دولتنا وحامي حمى اتحادنا”.
كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هذه جاءت في تغريدة أعلن فيها انتخاب المجلس الأعلى للاتحاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات.
وفي بيانٍ صادر عن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال: “في هذا اليوم المشهود من تاريخ دولتنا، وبعد أن ودعت دولة الإمارات الأب الحاني والقائد الثاني الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في العاصمة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأضاف: “تبدأ دولة الإمارات مرحلةً جديدةً في تاريخها اليوم مع هذا القائد الذي عرفه شعبه منذ سنين طويلة.. عرفه قائدا في ميادين البطولة والرجولة.. وعرفه حاميا لحمى الاتحاد.. وبانياً لحصنه الحصين قواتنا المسلحة.. وعرفه مؤسسا لمئويةٍ تنمويةٍ رسَّخت مكانة دولته بين الأمم والشعوب، وعرفه قائدا عالميا رسَّخ علاقات استراتيجية متينة وقوية لدولته مع شرق العالم وغربه”.
وتابع: “إن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو ظل زايد.. وهو امتداده.. وهو حامي القيم والمبادئ والركائز التي غرسها الشيخ زايد عندما أسس هذه الدولة مع إخوانه حكام الإمارات، وتوليه اليوم مسئولية رئاسة البلاد يمثل حقبة تاريخية جديدة.. وولادة جديدة للدولة الاتحادية نستبشر فيها بمسيرةٍ عظيمةٍ نحو المجد.. وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة وريادة دولة الإمارات عالمياً”.
وقال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، “إن انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة يمثل امتداداً للمسيرة الحضارية والمتطورة بشكلٍ متسارعٍ لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن الشيخ محمد بن زايد عاصر نهضتها منذ صغره برفقة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والقادة المؤسسين، وأسهم في بناء الدولة والحفاظ على مكتسباتها”.
وقال حاكم الشارقة: “إن الرؤية السديدة والحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان أسهمت بشكل واضح وكبير جداً في المنجزات التي حققتها الدولة، ولدعمه الدائم وتوجيهاته المباشرة سببٌ فيما وصلت إليه الدولة من مكانة مرموقة”.
ويعد انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات، نقلة نوعية للإمارات داخليا وخارجيا، في وجود الرجل القوي، وهو ما عكسته مواقفه في القضايا الإقليمية والدولية.
ولقد نجح الشيخ محمد بن زايد في السنوات الماضية في التأسيس لعلاقاتٍ خارجيةٍ إماراتيةٍ تقوم على الندِّية بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما أسس لمفهوم تنويع الشركاء، وعدم رهن الإمارات لتحالفٍ مع جهة واحدة، وهو ما ظهرت نتائجه بشكلٍ واضحٍ من خلال الاتفاقيات التي عقدتها أبوظبي مع الصين والهند وروسيا وفرنسا، وانفتاحها الإقليمي من خلال بناء علاقات تقوم على تبادل المصالح مع دول افريقية، خاصة في القرن الافريقي، حيث قادت الإمارات مهمة الوساطة بين اثيوبيا وإريتريا ونجحت دبلوماسيتها الهادئة في وقف حرب عجز الآخرون عن إيقافها.
ويحسب للشيخ محمد بن زايد نجاحه في تمتين العلاقات مع المملكة العربية السعودية في وجود وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي علاقة أخذت بعدا استراتيجيا متينا خاصة في الدفاع عن الأمن القومي الخليجي، وذلك من خلال توحيد المواقف فيما يخص حرب اليمن، وقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والذي يهدف إلى منع الحوثيين من السيطرة على اليمن، والتمهيد لنفوذٍ إيرانيٍ يطوّق أمن الخليج من الجنوب، ويهدد أمن الملاحة الدولية وأمن نقل سفن النفط.
ويحسب للشيخ محمد بن زايد أيضا، المساهمة بشكلٍ فعالٍ في إفشال الخطط الرامية لفرض مجموعاتٍ إسلاميةٍ متشددةٍ لحكم المنطقة خلال موجة الربيع العربي وخاصة في مصر، وما أفرزته هذه المرحلة من صعودٍ للتيارات المتطرفة تحت عناوين مختلفة، وهو المناخ الذي قاد إلى ظهور الإرهاب وتوسع أنشطته في سوريا وليبيا على وجه الخصوص.
كما يحسب لرئيس الإمارات الجديد الشيخ محمد بن زايد، التأسيس لاستراتيجية تصفير المشاكل مع تركيا، وزيارتها ولقائه مع الرئيس رجب طيب أردوغان وتجاوز الخلافات التي حدثت بين البلدين خلال السنوات الماضية حول ملفات إقليمية مختلفة.
وكذلك فتح القنوات مع إسرائيل على قاعدة تبادل المصالح ضمن رؤية أشمل تقوم على النأي بالمنطقة عن دواعي التوتر والتخفيف ما أمكن من ثقل الماضي الذي يؤسس للعداوة، ويحرّض على الحرب، فهناك تحديات أهم أمام المنطقة بمختلف أطرافها وقواها تستدعي البحث عن الحد الأدنى من الأمور المشتركة.
وستعطي رئاسة الشيخ محمد بن زايد للإمارات دفعة قوية لهذا المسار في ظل قناعة مختلف الدول ذات الثقل بأن عقودا من الحرب والعداء فوّتت على المنطقة فرصا ثمينة للتعاون، وأن المستقبل يحتاج إلى شخصياتٍ أكثر عقلانية ورويّة في مقاربة السلام والتعاون المتكافئ، والرسالة ليست موجهة فقط إلى إسرائيل والعرب، بل وإلى جميع القوى الكبرى التي تحتاج إلى مراجعة أدائها في الشرق الأوسط وتغيير استراتيجياتها.
«لا تشيلون هم»… جملةٌ أطلقها الشيخ محمد بن زايد وتلقَّفها شعب الإمارات بالاطمئنان، ففي آذار/ مارس عام 2020م، حين واجه العالم جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) ومع الكثير من الضبابية التي صاحبت الوضع الصحي العالمي، خرج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بجملته الشهيرة «لا تشيلون هم» (لا تحملوا همَّاً)، التي ساعدت على بث روح الأمل والتفاؤل والطمأنينة في المجتمع الإماراتي، في إشارةٍ منه لعدم الخوف من أي نقصٍ في المواد الغذائية والطبية والتأكيد على قدرة الوضع الصحي في البلاد على مواجهة الجائحة.
كانت هذه الجملة تحمل في طياتها الروح القيادية التي يتمتع بها الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، والتي ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في استقرار المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين، والتي ساعدت أيضاً بشكلٍ كبيرٍ في تجاوز الإمارات جائحة «كوفيد – 19»، واعتبرت فيه الإمارات نموذج نجاحٍ بين دول العالم في التعامل مع الجائحة التي ضربت العالم أجمع.
وحول جهود الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، السياسية والتنويرية، قدمت أبوظبي حزمة مشاريع ومبادرات فكرية ضخمة تخدم العالم الإسلامي بشكلٍ عام، والعالم العربي على وجه الخصوص. وفيما كان العالمان الإسلامي والعربي يواجهان أخطاراً محدقة على أمنهما وسلمهما المجتمعي بسبب خطابات التكفير وعقلية العنف وجماعات التطرف والإرهاب، كانت دولة الإمارات تؤسس لمشاريع فكرية جادة لمواجهة تلك الأخطار، خاصةً في ظل سعي منظمات (الإسلام السياسي)، لتشتيت الصف وتأجيج نيران الحروب الأهلية والانقسامات الطائفية.
ويحسب للشيخ محمد بن زايد أنه كان يقف وراء تلك المشاريع النوعية متابعاً لبرامجها وفعاليتها حرصاً من سموه على أن تؤدي دورها كما يجب، خاصةً وأن رئيس الإمارات عبّر في أكثر من مناسبة عن أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأن مستغلي عاطفة الناس الدينية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، أو كطريقٍ للقفز على السلطة، لا بد من كشفهم وفضح أجنداتهم المدمرة.
على الصعيد الدولي، يسجل تاريخ الإنسانية بأحرفٍ من نور للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف كحائط صدٍ أمام أفكار التطرف والتشدد.
من أبرز تلك المبادرات، رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات في الرابع من فبراير/ 2019 تلك المبادرة التي تحولت ليومٍ عالمي يحتفي بها العالم في كل عام، ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، كما ينبغي أن يكون.
يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رجلا استثنائيًا يحمل رؤية بلده للتقدم والتنمية والرفاه والسلام، ويشع على المنطقة بروح التسامح وعلى العالم بنفحات الاستقرار، ويتسلم المشعل ليستكمل مسار الإنجازات والمبادرات، وهو الرجل الذي قال عنه ذات يوم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن “النموذج الحقيقي الذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد”.

وحدة الدراسات العربية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية