قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار إن بلاده تعمل على زيادة الطاقات الإنتاجية للنفط الخام إلى 8 ملايين برميل يوميا بالتعاون مع الشركاء الأجانب بحلول نهاية عام 2027.
وقال الوزير العراقي -في تصريح لتلفزيون العراقية الرسمي- إن “الطاقات الإنتاجية الحالية للنفط الخام في العراق تبلغ 4 ملايين و800 ألف برميل يوميا، ونعمل على زيادتها إلى 6 ملايين برميل قبل عام 2027 وإلى إنتاج 8 ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2027 بالتعاون مع الشركات الأجنبية العاملة في البلاد”.
وأكد أن العراق يعمل على زيادة الطاقات الإنتاجية للنفط الخام كونه واحدا من أهم بلدان العالم في مجال الطاقة وثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” (Opec) بعد السعودية.
وأوضح أن العراق بحاجة إلى شركاء دوليين لتنفيذ خطط زيادة معدلات إنتاج النفط الخام لتحقيق التوازن في السوق النفطية.
وأشار إلى أن من أهم الشركاء الذين سيكون لهم دور في زيادة معدلات إنتاج النفط الخام هي شركة “بريتش بتروليوم، بي بي” (British Petroleum, BP) البريطانية التي تدير حاليا حقل الرميلة بطاقة إنتاجية تبلغ 1.4 مليون برميل يوميا وتخطط لزيادتها إلى 1.7 مليون برميل يوميا.
وعن أسعار الخام، بيّن عبد الجبار أن “سعر 100 دولار للبرميل في السوق العالمية جيد جدا بالنسبة للموازنة العراقية، وهناك حاليا تحسن كبير في دخل الفرد ومشروعات البنية التحتية”.
خطط جديدة
وأعلن وزير النفط العراقي أن بلاده عرضت على شركتي بريتش بتروليوم البريطانية و”توتال” (Total) الفرنسية خططا جديدة للاستثمار في قطاعات النفط والغاز والطاقة النظيفة.
وذكرت وزارة النفط أن الوزير أجرى في لندن وباريس مؤخرا اجتماعات مع الإدارة العليا لشركة بريتش بتروليوم وشركة توتال ووزارتي الطاقة والاقتصاد الفرنسيتين، وطرح خططا جديدة للاستثمار في قطاعات النفط والغاز والطاقة النظيفة.
وقال الوزير العراقي، خلال اجتماعه بالإدارة العليا لبريتش بتروليوم، “لدينا مشاريع كبيرة، وخططنا مستمرة في مجال الطاقة النظيفة وشركة بريتش بتروليوم من أهم شركاء العراق، وهم مستعدون لضخ مزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، وبلادنا مفتوحة بهذا الاتجاه ولدينا خطط كبيرة موضوعة على الورق”.
وأضاف أن العراق أبرم عقودا مع شركات “سكاتك” النرويجية، وتوتال الفرنسية، و”باور تشاينا” الصينية، ومصدر الإماراتية، و”أكوا باور” السعودية، لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، حيث يعتزم العراق الوصول إلى مستوى 20% من إنتاج الطاقة في البلاد من الطاقة المتجددة والنظيفة، مشيرا إلى أن بغداد تعمل على تهيئة بيئة جيدة للاستثمار لتنفيذ الخطط الإستراتيجية في مجال الطاقة.
وذكر الوزير العراقي أنه أجرى في باريس مباحثات مع الرئيس التنفيذي لشركة توتال، باتريك بويانييه، بشأن “برامج وفرص العمل والتعاون المشترك في تنفيذ مشاريع قطاع النفط والطاقة، والاتفاق على توقيتات تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة، التي تتضمن مشروع استثمار الغاز المصاحب في عدد من الحقول النفطية جنوبي العراق، ومشروع الطاقة الشمسية، ومشروع تطوير حقل أرطاوي (جنوب) وزيادة الإنتاج، ومشروع نقل ماء البحر لدعم عمليات إدامة وزيادة الإنتاج في الحقول النفطية”.
وأشار إلى أنه بحث مع وزارتي الطاقة والاقتصاد الفرنسيتين قدرات العراق المحتملة في إنتاج الغاز، بعد إنجاز واكتمال خطط تطوير حقول الغاز الحر في محافظتي الأنبار (غرب) وديالى (شرق)، إلى جانب استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية، وإمكانية تعزيز هذه الكميات المنتجة لأمن الطاقة الدولي.
تعاون فرنسي
وأمس الجمعة، أكدت باريس وبغداد نيتهما تعزيز التعاون في مجال الطاقة، في وقت يريد فيه الأوروبيون الحد من شرائهم النفط والغاز الروسيين على خلفية الحرب في أوكرانيا. وشددت فرنسا على “تمسكها بعراق مستقر”.
وخلال اجتماع في باريس، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا ووزير النفط العراقي إحسان إسماعيل أهمية تعزيز التعاون بين فرنسا والعراق في مختلف مجالات الطاقة.
وكان وزير النفط العراقي قد وصل إلى باريس الأربعاء الماضي في زيارة تستمر 4 أيام، يسعى خلالها إلى استثمارات جديدة في أنشطة بلاده في مجال الطاقة.
وخلال زيارته باريس، تطرق الوزير العراقي إلى الخلاف بين إقليم كردستان وبغداد التي تطالب بأن تمر عبرها كامل صادرات النفط العراقية، وتريد أيضا إعادة النظر في العقود التي وقعتها سلطات الإقليم.
لكن حكومة الإقليم ترفض هذا الأمر وترى أن من حقها استثمار النفط في أراضيها من دون الرجوع إلى بغداد.
المصدر : وكالات