لا يزال “الإفلات من العقاب” مستمرا في العراق في ما يتعلّق بهجمات تستهدف متظاهرين وناشطين ومنتقدين لـ”عناصر مسلحة وجهات سياسية” تنسب إليها الهجمات، كما أفاد تقرير صادر عن الأمم المتحدّة نشر الخميس، ما يشيع “بيئة من الخوف والترهيب” تقيّد حرية التعبير.
وفي المقابل، أشار التقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى “دفع تعويضات لعوائل معظم الضحايا الذين قتلوا خلال التظاهرات” التي عمّت البلاد في 2019.
لكن التقرير وثّق في الوقت نفسه في الفترة ما بين الأول من مايو 2021 والثلاثين من أبريل 2022، 26 حادثة قامت بها “عناصر مسلحة مجهولة الهوية” بهدف “قمع المعارضة والانتقاد”، استندت إلى 27 مقابلة فردية ولقاءات مع السلطة القضائية في محافظة بغداد ومحافظات جنوبية.
ومن بين الحوادث “حادثة قتل مستهدف واحدة، وثلاث محاولات قتل مستهدف، وخمسة اعتداءات عنيفة، ومداهمة منزل، و14 هجوما بعبوات ناسفة، وهجوم اختطاف واحد، وحادثة تدمير ممتلكات، والعديد من التهديدات غير العنيفة”.
وأشار التقرير خصوصا إلى أن “مسلحين مجهولين قتلوا بالرصاص” في مايو 2021، ناشطا بارزا في كربلاء ومنسقا للتظاهرات.
وشهد العراق في أكتوبر 2019 موجة تظاهرات كبيرة غير مسبوقة، عمّت العاصمة ومعظم مناطق جنوب البلاد، طالب خلالها المحتجون بتغيير النظام. لكن الحركة تعرضت لقمع دام أسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص وأصيب ما لا يقل عن 30 ألفا بجروح.
وتراجع زخم التظاهرات كثيرا مذاك، لكن العديد من الناشطين واصلوا المطالبة بالمساءلة ومحاسبة المسؤولين عن قمع التظاهرات وقتل ناشطين. وتعهدت الحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي، التي تولت المسؤولية في مايو 2020، بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين.
لكن “السلطات العراقية قد اتخذت خطوات محدودة في التحقيق بمقتل وجرح المتظاهرين والمنتقدين والناشطين بصورة غير قانونية”، وفق التقرير.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من “تعرض قضاة وضباط تحقيق والناشطين الذين يطالبون بالمساءلة، للتهديد والترهيب أو الهجوم العنيف، من قبل أشخاص يعتقد أنهم مرتبطون أو يدعمون عناصر مسلحة”.
ولاحظ التقرير أنه في حين “يتم تنفيذ معظم الجرائم من دون الكشف عن هوية الجناة”، فإن “المعلومات تشير إلى أن المحتجزين والمدانين قد ينتمون إلى جماعات مسلحة معروفة تعمل خارج سيطرة الدولة”.
وأشار التقرير خصوصا إلى قتل المحلل السياسي هشام الهاشمي الذي اغتيل في يوليو الفائت في بغداد أمام منزله. وأورد التقرير أنه “في فبراير 2022 تم تأجيل المحاكمة للمرة الرابعة حتى السادس عشر من مايو 2022، وتم تأجيلها بالنتيجة من دون ذكر موعد محدد بسبب عدم إمكان إحضار المتهم إلى المحكمة”.
وفي المقابل، تسلّمت 509 عائلات من ذوي ضحايا التظاهرات منحة بقيمة 10 ملايين دينار عراقي (نحو 7 آلاف دولار).
صحيفة العرب