قمة الناتو.. فرصة لتركيا

قمة الناتو.. فرصة لتركيا

فيما يستعد قادة وزعماء دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” للمشاركة في قمتهم بالعاصمة الإسبانية مدريد بين 28 و30 يونيو/ حزيران الجاري، يبدو أن أربع قضايا ذات أولوية ستشكل الملفات الأبرز على جدول أعمالهم.

وهذه القضايا هي: الإجراءات الجديدة الوارد اتخاذها مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وطلبا السويد وفنلندا الحصول على عضوية الناتو، واقتراحات لتعزيز البنية الأوروبية للحلف، وإظهار الصين “عدوا” للناتو تماما مثل روسيا.

وبالإضافة إلى هذه القضايا الأربع، تعتزم كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة طرح قضايا جديدة في القمة، التي تنعقد بينما تواصل روسيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، شن هجوم عسكري على جارتها أوكرانيا (المدعومة من الغرب).

ومما لا شك فيه أن القمة وبجانب الموضوعات الرئيسية، ستتناول قضايا أخرى أبرزها التوتر اليوناني التركي، ومكافحة الإرهاب على مستوى العالم، ومقترحات لزيادة الإنفاق الدفاعي للدول الأعضاء بالحلف.

وخلال قمة الحلف، ستتاح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الفرصة لشرح المواقف التي تتعارض مع ميثاق التحالف الخاص بالناتو والتي تثير مخاوف أنقرة.

 نقاط بارزة

وفي ظل أن العديد من رؤساء الدول والحكومات، وبينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيحضرون قمة مدريد، فقد بدأت السلطات الإسبانية اتخاذ إجراءات أمنية ورفع مستوى التأهب في العاصمة مدريد.

وتم تخصيص ثلاثة فنادق للوفد الأمريكي الذي يضم ألف شخص، فيما بلغ عدد رجال الشرطة والأمن المشاركين في تأمين القمة نحو 10 آلاف عنصر.

ويشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أعمال قمة الناتو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

ومن المرجح أن يحاول عبر كلمته إظهار “بطولات أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي”، وتأكيد طلب عضويتها في الاتحاد الأوروبي والناتو، والسعي للحصول على مساعدات اقتصادية ودعم بالأسلحة وتشديد العقوبات “الرادعة” على موسكو.

كما أنه من المحتمل أن يدافع زيلينسكي عن ضرورة حصول السويد وفنلندا على عضوية الناتو.

وللمرة الأولى، يشارك رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في أعمال القمة، وتعتبر مشاركته في غاية الأهمية لأن بلاده إحدى أبرز الدول التي تتخوف من التهديدات الصينية والكورية الشمالية.

ومما لا شك فيه، أن كيشيدا سيحاول من خلال كلمته والمحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة على هامش القمة حماية التوازنات في الشرق الأقصى.

وخلال الأسابيع الأخيرة، مارست بكين أنشطة عسكرية في بحر الصين الجنوبي وتشكل هذه الأنشطة ونتائجها مبعث قلق بالنسبة لتايوان أيضا.

ولذلك، من المنتظر أن تشكل آراء وكلمة كيشيدا، الذي تتناغم مصالح بلاده مع المصالح الأمريكية فيما يتعلق بالأمن القومي ضد التهديد الصيني، مصدر إعجاب للقادة الأوروبيين.

ومن المنتظر أيضا أن تحظى آراء وكلمة كيشيدا بدعم قادة كل من أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، الذين تمت دعوتهم إلى قمة الناتو باعتبارهم “دولا شريكة” للحلف من منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

فرصة لتركيا

في قمة الناتو، يتحتم على تركيا أولا أن تشرح موقفها “المحايد” كدولة واقعة على حوض البحر الأسود، حيث تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى الجهود التي تبذلها أنقرة لوقف الحرب.

ثانيا، يجب على تركيا أن تشرح مرة أخرى وبعبارات مقنعة أسباب معارضتها طلب كل من السويد وفنلندا الحصول على عضوية الحلف.

ويجب عليها أن تستعرض أمثلة لدول سبق أن استخدمت حق النقض ضد طلبات قدمتها دول أخرى للانضمام إلى الناتو، ومنها اليونان التي عارضت طلب عضوية مقدونيا ليس لسبب سوى اسم هذا البلد، وذلك قبل أن تغيره سكوبيه إلى جمهورية شمال مقدونيا أوائل 2019.

وأخيرا، يجب على أنقرة أن تؤكد، بصفتها عضوا في الحلف، خطورة الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها، بجانب خطورة دعم منظمات مثل “بي واي دي” في شمال سوريا بالأسلحة والتدريب وتوفير الدعم السياسي، خاصة في الوقت الذي تنتظر فيه أنقرة من الناتو تفعيل المادة الخامسة من معاهدة الحلف.

كما يجب على تركيا تأكيد رغبتها في أن يتصرف الحلفاء بشكل كامل وفقا لروح الحلف ومواثيقه الملزمة، وأنها ستوافق على عضوية السويد وفنلندا بعد أن يلبي البلدان طلبات أنقرة (بوقف دعم تنظيمات إرهابية مناهضة لها) ويتعهدان بالالتزام بها.

ومن المرجح أن يحظى طلبا عضوية السويد وفنلندا في الناتو بدعم قوي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا ورومانيا ودول البلطيق، بالإضافة إلى النرويج وهي الدولة الوحيدة العضو في الحلف بين دول الشمال.

(الأناضول)