العراق يمنح الناجيات الإيزيديات معاشات شهرية وتعويضات

العراق يمنح الناجيات الإيزيديات معاشات شهرية وتعويضات

بغداد – تستعد وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية للبدء في تسجيل الناجيات الإيزيديات لغرض منحهن معاشات شهرية وتعويضات، وذلك اعتبارا من أغسطس المقبل.

وذكرت المديرة العامة لشؤون الناجيات سراب إلياس أنه “ستتم مقابلة الناجيات، بالإضافة إلى فتح موقع إلكتروني لمن تقيم منهن خارج العراق، لكن التعويضات لا تشمل أطفال داعش”.

وأضافت أن “تسجيل أسماء الناجيات من تنظيم داعش سيبدأ في شهر أغسطس المقبل، لمنحهن رواتب للمرة الأولى، تنفيذا لقانون الناجيات الإيزيديات”، لافتة إلى أن “عملية التسجيل ستجري عن طريق الوزارة”.

وتابعت “عدد المختطفات الإيزيديات يصل إلى نحو 3000، لكن عدد المختطفات من المسيحيات، الشبكيات والتركمانيات ليس واضحا، كما أن القانون لا يشمل الأطفال الذين ولدوا نتيجة اعتداء عناصر داعش على المختطفات”.

القانون ينص على منح الناجيات الإيزيديات قطعة أرض سكنية أو وحدة سكنية مجانا، وصرف راتب شهري

وقالت “بالنسبة للناجيات اللواتي يقمن خارج العراق، سيتم تسجيل أسمائهن من خلال موقع إلكتروني، سيفعل قريبا، أما بالنسبة لإقليم كردستان العراق، فتبحث الوزارة فتح مكتب لها في محافظة دهوك، لتسهيل تسجيل الناجيات اللواتي يقيم قسم منهن في المحافظة”.

وأعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي في بيان تسجيل محاكم نينوى 1259 كردية إيزيدية خطفن من قبل داعش، منهن 564 دون 18 عاما، مبينا أن “مصير 145 إيزيدية مازال مجهولا”.

وأقر قانون “الناجيات الإيزيديات” في مارس عام 2021 من قبل مجلس النواب العراقي، وشكلت الحكومة العراقية في يوليو من العام ذاته المديرية العامة لشؤون الناجيات من تنظيم “داعش”. وعينت سراب إلياس، وهي إيزيدية، مديرة عامة لها.

وينص القانون على منح المشمولة بأحكام القانون، قطعة أرض سكنية أو وحدة سكنية مجانا، وصرف راتب شهري لها لا يقل عن ضعف الحد الأدنى للراتب التقاعدي الذي يبلغ 400 ألف دينار عراقي.

ويأتي منح الرواتب والامتيازات الأخرى للمرة الأولى للناجيات من تنظيم داعش، بعدما أقر مجلس النواب العراقي قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية في يونيو الماضي، بتمويل يبلغ 25 مليار دينار عراقي.

وعلى الرغم من المزايا الكثيرة التي يقرّها القانون لصالح الناجيات، فإنّه لم يحل مشكلة أطفالهن الذين ولدوا لآباء من عناصر داعش أثناء الأسر.

ويمثّل هذا أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الإيزيدي الذي كان فرحه منقوصا بعودة بناته، إذ إنّ آباء هؤلاء الأطفال هم أعداء هذا المجتمع.

وتركت هذه القصص آثارا مجتمعية قاسية على الناجيات أنفسهن وأسرهن بحسب خبراء، إذ لا يتقبل المجتمع الإيزيدي أطفالا ارتكب آباؤهم عنفا تجاه النساء الإيزيديات بالذات.

تسجيل أسماء الناجيات من تنظيم داعش سيبدأ في شهر أغسطس المقبل، لمنحهن رواتب للمرة الأولى، تنفيذا لقانون الناجيات الإيزيديات

وقد حذف البرلمان العراقي، بناء على طلب من المجلس الروحاني الإيزيدي، فقرة من قانون الناجيات الإيزيديات تخص حسم ملف الأطفال الذين ولدوا نتيجة اغتصاب الإيزيديات عبر عناصر تنظيم داعش.

وتعيش الناجيات الإيزيديات في مخيمات النزوح بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق منذ عام 2014، بعد نزوحهن من سنجار، التي تشهد ترديا في بنيتها التحتية، بالإضافة إلى السيطرة الأمنية المباشرة عليها من جانب حزب العمال الكردستاني، وفصائل من الحشد الشعبي.

وقتل مسلحو تنظيم داعش نحو ألفي رجل إيزيدي، فيما أخذوا الكثير من النساء الإيزيديات باعتبارهن “سبايا”، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان الإيزيديين، وفقا لتقرير الأمم المتحدة.

وقُتل نحو خمسة آلاف مدني إيزيدي، ما بين رجال ونساء وأطفال ومسنّين، خلال هجوم داعش في أغسطس 2014.

وأدانت الأمم المتحدة الجرائم المرتكبة، واعتبرت الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة داعش في العراق تصل إلى درجة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وتتضمن “الإبادة الجماعية”.

واستعادت قوات البيشمركة، بدعم من التحالف الدولي، مدينة سنجار نهاية عام 2015، لكنّ غالبية سكانها ما زالوا نازحين، ولم تنجح محاولات من الحكومة الفيدرالية، وحكومة إقليم كردستان، في تطبيع الأوضاع داخل المدينة لإعادة النازحين.

العرب