تستمر الخسائر العراقية جراء عدم إدارة محاولات الاستفادة من السياحة الدينية والزيارة الأربعينية على وجه الخصوص، فمن إلغاء تأشيرة الدخول التي أفقدت العراق قرابة 200 مليون دولار، إلى قيام الجانب الإيراني بتوفير الدنانير العراقية لزائريها لمنعهم من جلب العملة الصعبة إلى العراق، بالإضافة إلى ضعف الرحلات الجوية العراقية وترك المجال للخطوط الجوية الإيرانية للاستفادة من نقل الزوار.
علم “ألترا عراق” أنّ الخطوط الجوية الإيرانية استحوذت على نقل الزوار الإيرانيين وبلغ عدد الرحلات أكثر من 50 رحلة يوميًا إلى العراق
ولم يحدد العراق رقمًا واضحًا عن عدد الزائرين المخطط إدخالهم، إلا أنّ التصريحات الصادرة من الجانب الإيراني قبل الزيارة كانت تشير إلى 60 ألف زائر فقط، لكنّ الجانب الإيراني طالب بـ4 ملايين زائر، فيما يتوقع أن يصل عدد الزائرين الإيرانيين إلى 8 ملايين زائر بحسب تصريحات الجانب الإيراني، وهو عدد يبلغ أكثر من 130 ضعف العدد المصرح به.
ووسط التوافد الكبير لأعداد الزائرين الإيرانيين، يظهر جدول الخطوط الجوية العراقية أنّ عدد الرحلات إلى إيران لم تتجاوز الرحلتين يوميًا فقط، من أصل 31 رحلة، ما يعني أنّ نسبة الرحلات إلى إيران بالخطوط الجوية العراقية تبلغ 6% فقط من أصل الرحلات الكلية.
مليون دولار يوميًا.. مكاسب الخطوط الإيرانية من نقل الزوار ولا مجال للطائرات العراقية
بالمقابل، تشير المعلومات إلى أنّ الخطوط الجوية الإيرانية استحوذت على نقل الزوار الإيرانيين وبلغ عدد الرحلات أكثر من 50 رحلة يوميًا إلى العراق وبأسعار تبلغ 200$ لكل شخص، بحسب مصدر من الخطوط الجوية العراقية تحدث لـ”ألترا عراق”، ما يعني أنّ الإيرادات ستبلغ أكثر من مليون دولار يوميًا لصالح الخطوط الجوية الإيرانية.
وفي مثال أوضح على كثافة الطائرات الإيرانية القادمة إلى العراق، استقبل مطار النجف الأربعاء الماضي، 32 طائرة إيرانية خلال ساعة واحدة فقط، وهو أعلى معدل منذ تأسيسه، بحسب تصريح مصدر مسؤول لوسائل إعلام محلية.
ومع كثافة الطائرات الإيرانية وكثرة العروض، لم تجد الطائرات العراقية سبيلًا للحصول على مسافرين، حتى انخفض سعر تذكرة الطيران من النجف لايران إلى 20 دولارًا فقط، بعد أن كان معدل سعر التذكرة يتراوح بين 100 إلى 150 دولارًا.
توفير دنانير عراقية.. حرمان العراق من 60 مليون دولار كعملة صعبة
وفي إعلان مستغرب، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني علي صالح آبادي، أول أمس الأربعاء، طرح عملة الدينار العراقي في المصارف المحلية الإيرانية، وتوزيعها على 25 بنكًا محليًا، مطالبًا الزائرين الإيرانيين بالتوجه للمصارف لأخذ عملة الدينار العراقية.
هذه الخطوة الإيرانية على غير عادة عمليات السفر ومن بينها السفر من العراق إلى ايران، منعت أخذ العملة الصعبة من الدولار بواسطة الزائرين الإيرانيين إلى العراق، وحافظت على العملة الصعبة ووفرت الدنانير العراقية ليتم إنفاقها داخل العراق من قبل الزائرين.
وبحسب إحصائيات سابقة، فإنّ إنفاق الزائر الإيراني في العراق يبلغ ما معدله 21 ألف دينار عراقي، وبينما تتوقع إيران وصول عدد زائريها إلى العراق 8 ملايين زائر، فمن المفترض أن ينفقوا 168 مليار دينار، وبحد أدنى؛ إذا تم افتراض أنّ عدد الزائرين سيصل لأقل من هذا العدد، وأن معدل الإنفاق سيكون متذبذبًا، فعلى الأقل ربما سيصل معدل الإنفاق للزائرين الإيرانيين داخل العراق في الأسواق والنقل وغيرها قرابة 90 مليار دينار عراقي، ما يعني 60 مليون دولار من العملة الصعبة كان من المتوقع أن ينفقها الزائرون الإيرانيون في العراق، لكنّ الجانب الإيراني منع وصول العملة الصعبة هذه إلى العراق واستبدلها بعملة عراقية.
ربع مليار دولار خسارة العراق من “التأشيرة المجانية”
فضلًا عن ذلك، فإنّ تأشيرة الدخول التي ألغاها العراق على الزائرين الإيرانيين والتي تبلغ 40 دولارًا للفرد الواحد، ستكبد العراق خسائر تبلغ أكثر من 160 مليون دولار في حال دخول 4 ملايين زائر إيراني، أو 320 مليون دولار إذا بلغ عدد الزائرين 8 ملايين زائر، كما يتوقع الجانب الإيراني.
الترا العراق