قالت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، إن روسيا “قد تكسب الحرب في أوكرانيا في حال استخدامها السلاح النووي بذريعة الدفاع عن أراضيها، بما فيها المناطق الأوكرانية التي ضمتها مؤخرا”.
وأوضحت المجلة في مقال للكاتب دان غوره، أن “فشل جهود بوتين الأولية في تحقيق انقلاب ضد أوكرانيا، وفشل حملته لاحتلال أراضٍ شرق وجنوب البلاد، دفعه للتوصل إلى طريقة لتحقيق الانتصار من خلال التظاهر وكأنه يخسر”.
وذكر الكاتب أن تحركات بوتين الأخيرة، المتمثلة في إعلان التعبئة الجزئية وإجراء استفتاءات في الأراضي الأوكرانية “تعد بوادر لاستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا”.
وقال غوره إنه “إذا واصلت القوات الأوكرانية المدعومة بالأسلحة الغربية هجومها المضاد، فإنها ستشكل تهديدا على الأراضي التي ضمتها روسيا حديثا”.
وحذر الكاتب من أن بوتين “سيرد بما حذر من فعله مرارا باستخدام الأسلحة النووية”.
وأضاف الكاتب أنه “سواء كان استخدام النووي ضد هدف في أوكرانيا أو مجرد استعراض، فإن التأثيرات هي نفسها”.
وتابع: “مثل هذه الخطوة ستقوض بلا شك الدعم الغربي لكييف، خصوصا وأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لن يردوا بالمثل، ما سيؤدي إلى انهيار الحلف”.
وأردف: “من حيث المبدأ، قد يفوز بوتين عن طريق (التظاهر بـ) الخسارة”.
وأوضح أن “التوسع الغربي من شأنه أن يقلب التوازن الاستراتيجي بالنسبة لروسيا”، مشيرة أن التعبئة الجزئية “لن توفر للجيش الروسي وسائل الحفاظ على الوضع في ساحة المعركة، ما سيؤدي إلى تفاقم المعارضة الداخلية ضد بوتين”.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي سيستخدم هذا التفاقم ضده لتحقيق النصر في الخارج والداخل.
وذكر أن بوتين تحدث في خطاب إعلان التعبئة الجزئية، عن تهديد وجودي لبلاده، وأشار أن هدف الغرب في دعم أوكرانيا هو “تدمير روسيا وتهديد شعبها”.
وأوضح بوتين في خطابه أنه “يجوز لموسكو استخدام الأسلحة النووية من أجل حماية وحدة أراضي الدولة”، والتي ستشمل حاليا الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها من أوكرانيا، حسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى تصريح بوتين القائل: “عندما تتعرض وحدة أراضي بلدنا للتهديد، فسنستخدم بالتأكيد كافة الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبها. هذه ليست مزحة”.
وأوضح أنه بالنظر إلى الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة أو حلف الناتو على مدى العقود الماضية، فإنه “من الصعب للغاية على واشنطن، ناهيك عن حلف الناتو، الرد بالمثل، حتى لو كانت القوات الأمريكية أو قوات الناتو هدفا لمثل هذا الهجوم”.
وأضاف: “ما لم يكن الهجوم (النووي) هائلا، فإن ممثلي حكومات الولايات المتحدة ودول الناتو دائما ما تختار (الرد) بحملة تقليدية مكثفة أو التراجع”.
وأشار أنه في حال استخدام بوتين سلاحا نوويا ضد أوكرانيا، فستكون الخيارات الغربية “محدودة أكثر”، خاصة وأن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو ولا تحميها المظلة النووية للحلف.
وقال إن القادة الغربيين سيجدون الرد باستخدام سلاح نووي “لا يمكن تسويغه”.
ونقل عن مسؤول حكومي ومفاوض أمريكي سابق بشأن الحد من الأسلحة النووية، قوله “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوة تصعيدية. بالتأكيد، لن ترد بأسلحة نووية”.
وأضاف الكاتب: “أراهن على أن بوتين يعرف ذلك”.
وبين أن توفير معدات عسكرية غربية إضافية لأوكرانيا، بما في ذلك المزيد من قاذفات هيمارس والصواريخ بعيدة المدى والمسيرات المتطورة والدروع الثقيلة، وحتى مقاتلات F-16، “سيضمن قدرة أوكرانيا على صد الجيش الروسي، لكنه لن ينهي الحرب”.
وقال الكاتب إن الرد الغربي المحتمل سيصب في مصلحة بوتين، في حال جاء الرد “بوتيرة أقل مما هو مناسب، ما سيعكس الضعف الغربي”.
وأضاف: “من المؤكد أن حظوظ بوتين في الداخل ستتحسن أيضا، حيث سيدعي أنه الزعيم الروسي الذي وقف بوجه الغرب واستخدم السلاح النووي للدفاع عن الوطن الأم”.
(الأناضول)