واشنطن ما بين الأرصدة المالية والاحتجاجات الايرانية

واشنطن ما بين الأرصدة المالية والاحتجاجات الايرانية

في الوقت الذي ينتفض فيه الشعب الايراني ضد نظام حكم حرم من أبسط حقوقه في الاختيار شكل الحياة الي يريدها وفي الوقت الذي يدعم فيه المرشد الايراني علي خامئني قمع الشرطة الايرانية لحركة الاحتجاجات الممتدة في الجغرافيا الايرانية ، وفي الوقت الذي تطرد فيه نساء ايران المسؤولين الايرانيين من مدارس ويعبرن عن سخطهم تجاه هدا النظام ، الذي لا يمت لقيم الحياة المعاصرة بأي صلة، وقابع في قرون العصور الوسطى.

وفي الوقت الذي فيه تتخطى الاحتجاجات الايرانية، الاحتجاج على الحجاب الإلزامي وشرطة الأخلاق، حيث تحول الخطاب بسرعة الى المطالبة بتغيير النظام. وللمرة الأولى في إيران، يمكن رؤية الناس من مختلف أنحاء البلاد يحرقون علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية. والأهم من ذلك هو أن مدنًا مثل قم ومشهد – اللتين كانتا تعتبران يومًا الركيزة الأساسية لعقيدة النظام الإيراني وقاعدة دعمه – تشهدان هما أيضًا احتجاجات لأبنائهما ضد النظام، على غرار أشقائهم في الوطن، حيث تصدح هتافات “يسقط النظام الإسلامي” و”المرأة، الحرية، الحياة” وتُحرَق صور المرشد الأعلى علي خامنئي واللواء الراحل في “الحرس الثوري” قاسم سليماني.

وللمرة الأولى، يبدو وكأن الإيرانيين من مختلف المناطق والأيديولوجيات يتّحدون ضد النظام. كما امتد الدعم الدولي لتلك التظاهرات أيضا وذلك على الرغم من محاولة المدافعين عن النظام في الغرب حصر مطالبالإيرانيين بمسألة الحجاب الإلزامي، تخطّت الاحتجاجات هذه المسألة بأشواط.

كشفت وكالة “نور نيوز” الإيرانية والمقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، السبت، عن صفقة لتبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وتتضمن الصفقة الإفراج عن مليارات الدولارات من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.

وأضافت الوكالة أن الصفقة تمت بواسطة دول إقليمية بعيداً عن المفاوضات النووية، التي قالت الوكالة إنها “ما زالت من دون نتيجة بسبب عدم اتخاذ أميركا قرارها السياسي”، مؤكدة أن مليارات الدولارات العائدة لإيران على وشك الإفراج عنها.

ولم تكشف الوكالة عن حجم هذه المليارات، لكنها قالت إنه سيفرج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، علماً أن قيمة هذه الأرصدة تبلغ سبعة مليارات دولارات. وأشارت الوكالة إلى أن إيران ما زالت ترفض بسبب تحفظات على الحسابات البنكية المقترحة لإيداع الأموال فيها، وأنها اقترحت حسابات جديدة.

والذي يثير الدهشة لماذا في هذا الوقت الذي تشهد فيه ايران بمختلف قومياتها حركة احتجاجية ضد نظام الحكم سيتم الافراج عن أموال الحكومة الايرانية المجمدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؟!ولماذا لا يصار إلى تأجيل ذلك حتى تصبح صورة الاحتجاجات ومآلاتها أكثر وضوحا؟

هذا الافراج عن الأموال الإيرانية فأن حدث ، فإن هدا يعني أن الولايات المتحدة مستمرة في خذل الشعوب الخاضعة للاستبداد، فقد خذلت من قبل الشعب السوري وكلنا نتذكر خطوط أوباما الحمر عندما حذر الرئيس السوري بشار الأسد من عدم استخدام الاسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري ، وعلى الرغم من تحذيره للأسد الا ان الاسد لم يهتم بالتحذير وقصف شعبه بالكيماوي ؟ فما كان الرد الأمريكي ؟ لاشيء ، فالأسد لا يزال مستمرا في الحكم وأوباما غادر البيت الأبيض، ولا نظن أن بايدن يختلف كثيرا عن أوباما، بايدن هدفه التوصل الى اتفاق نووي مع ايران، وليس رفع الظلم عن الشعب الايراني الذي يعاني منذ عقود سياسة قمعية شوفينية.

هذا الخذلان الامريكي المستمر للشعوب المقموعة يجعلنا ندرك أن شعارات حقوق الانسان في السياسة الخارجية الامريكة ما هي الا بيانات سياسية لا قيمة لها نهائيا وليس قرارات سياسية يجب تطبيقها.

وحدة الدراسات الايرانية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية