العراق.. كيف ستدير الحكومة الجديدة علاقة بغداد مع واشنطن؟

العراق.. كيف ستدير الحكومة الجديدة علاقة بغداد مع واشنطن؟

بعد نيل الحكومة العراقية الجديدة، برئاسة، محمد شياع السوداني، ثقة البرلمان، تتجه الأنظار إلى رؤية بغداد للتعاون مع واشنطن في المرحلة المقبلة، حيث تبدي إدارة الرئيس، جو بايدن، اهتماما بأن “يكون العراق مركزا لاستقرار الشرق الأوسط”.

وكانت، جينيفر غافيتو، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي، قد أكدت في مقابلة أجرتها مع قناة “الحرة” أن الولايات المتحدة “لن تتخلى عن العراق”، وأن واشنطن تعتبر بغداد “شريكا استراتيجيا”.

وقالت إن “لدينا أجندة طموحة في العراق، ونعتبره شريكا استراتيجيا لأميركا، ونرى شريكا في الحكومة العراقية الجديدة”.

مع هذا، قد لا تعتبر الحكومة العراقية الجديدة الشراكة مع واشنطن “ملحة إلى هذه الدرجة”، وفقا للمحلل السياسي، أحمد حسين.

ويقول حسين لموقع “الحرة” إن “الأطراف التي شكلت الحكومة العراقية معروفة بعدائها المستمر للولايات المتحدة، ويمكن أن يعتبر بعضها أيضا ذراعا إيرانيا صريحا داخل البلاد”.

وشكلت قوى الإطار التنسيقي للقوى الشيعية، المعروف اختصارا بـ”الإطار” الحكومة العراقية الجديدة، وينتمي رئيسها، محمد شياع السوداني، سابقا لائتلاف دولة القانون الذي يرأسه نوري المالكي، الذي رشح عدة وزراء في الحكومة، كما أن في الحكومة وزيرا، هو نعيم العبودي – وزير التعليم العالي والبحث العلمي – كان حتى تاريخ استيزاره نائبا في البرلمان العراقي عن كتلة صادقون (عصائب أهل الحق) وناطقا باسم الميليشيا.

ويضيف حسين “من الصعب أن تتوقع تغيرا كبيرا في تفكير الأحزاب المشكلة للحكومة لمجرد أنها وصلت إلى السلطة”، ويؤكد “كانت تلك الأحزاب موجودة في الأغلبيات البرلمانية بينما تمتلك أذرعا مسلحة مسؤولة عن هجمات ضد القوات الأميركية في العراق، وهي تعمل كذلك في سوريا، ومواقفها واضحة وهي عكس مواقف الولايات المتحدة على طول الخط”.

ولم تحدد الحكومة العراقية بعد متحدثا باسمها، لكن موقع “الحرة” حاول سؤال وزير التعليم العالي، نعيم العبودي، عن موقفه من التعاون مع الولايات المتحدة، ولم يحصل على رد.

والتقى رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بالسفيرة الأميركية، آلينا رومانوسكي، قبل وبعد حصول حكومته على ثقة البرلمان.

وقال بيان لمكتب السوداني، السبت، إن الجانبين ناقشا تطوير العلاقات بين البلدين.

ويقول المحلل السياسي العراقي، محمد المعموري، إن “التزامات الحكومة تختلف عن التزامات الأحزاب المشكلة لها”.

ويضيف لموقع “الحرة” أن “من المتوقع ألا يكون هناك فصل استثنائي من التعاون أو تعزيز كبير للعلاقات، لكن على الأرجح إن العلاقات لن تتدهور كذلك”.

ويؤكد المعموري “بغداد تحتاج لواشنطن عسكريا وأمنيا، وواشنطن لا تريد لبغداد أن تبتعد كثيرا، لهذا سيمضي الطرفان بعلاقة مستقرة على الأغلب”.

ويقول المحلل السياسي والأكاديمي العراقي، د. محمد نعناع، إن الولايات المتحدة “تريد أن يكون هناك عراق مستقر، كما تشير المعطيات الأخيرة”.

وأضاع نعناع لموقع “الحرة” أن “واشنطن لديها أولويات دولية خاصة بما يتعلق بأوكرانيا وروسيا والصين”.

وقال إن تشكيل الحكومة بشكلها الحالي قد لا يعجب واشنطن أو ليس في مصلحتها، لكنها “تحملت أن يكون تشكيل الحكومة بهذا الشكل من أجل الاستقرار”، مبينا “ما حدث في العراق من انعدام للاستقرار وتأخر في تشكيل الحكومة أخر قدرة بغداد على اتخاذ قرارات استراتيجية منها زيادة إنتاج النفط”.

وكانت السفيرة الأميركية في العراق، آلينا رومانوسكي، قد أكدت في وقت سابق هذا الشهر أن اتفاقية الإطار الاستراتيجي هي التي توجه علاقات واشنطن مع الحكومة العراقية الجديدة.

وأضافت رومانوسكي في تغريدة على تويتر أن “التقدم في تحقيق مصالحنا المشتركة مهم للعراقيين”.

وتابعت: “عراق يحارب الفساد ويخلق فرص العمل، وعراق مستقر من خلال مؤسسات أمنية حكومية قوية وخالٍ من داعش، وعراق مرن للتعامل مع التغير المناخي”.

ووقع العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الاستراتيجي في عام 2008، تضمنت عدة محاور، من بينها تنظيم وجود القوات الأميركية في البلاد، بالإضافة لبنود تتعلق بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
الحره