كانت الحرب في أوكرانيا، منذ البداية، أكثر من صراع محلي أو إقليمي،على الرغم من عدم وجود مشاركة عسكرية مباشرة من الدول الأخرى، وفقا لصحيفة “ذا هيل” التي استنتجت بأن الصراع هو حرب عالمية بالوكالة.
وسخر الكثيرون من خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ” بشأن “المنافسة” بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات، إذ يوضح الصراع الروسي الأوكراني أن تناقضات الحكم أكثر بكثير من مجرد “منافسة” ولذلك استجابت الديمقراطيات الغربية لدعوة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في الاستمرار بدعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة.
وهناك الكثير مما يمكن قوله عن الطلب التكميلي الأخير الذي قدمته إدارة بايدن بقيمة 38 مليار دولار إلى الكونغرس للمساعدة في تمويل أوكرانيا (القوات والاقتصاد) ، وأوضحت الصحيفة القريبة من الكونغرس أن الطلب التكميلي، وهو الرابع منذ الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير، سيجعل إجمالي الدعم الأمريكي لأوكرانيا 104 مليار دولار.
وبالإضافة إلى هذا المبلغ الهائل، يسعى البيت الأبيض للحصول على 7 مليارات دولار في سلطة السحب التي من شأنها أن تمكن الرئيس بايدن من نقل العتاد العسكري إلى أوكرانيا من المخزونات الأمريكية المتضائلة .
ويعكس طلب إدارة بايدن إلى الكونغرس الحسابات الرصينة التي تفيد بأن أي طلبات إضافية لتمويل المجهود الحربي الأوكراني قد لا تحظى بموافقة الكونغرس المنقسم الذي سيعقد في يناير، حيث صوّت ما لا يقل عن 57 عضواً في مجلس النواب و 11 عضواً في مجلس الشيوخ، وهم جمهوريون جميعاً، ضد المساعدة التكميلية الخاصة بأوكرانيا البالغة 40 مليار دولار، والتي وافق عليها الكونغرس في مايو. وصوّت عدد أكبر من الجمهوريين في مجلس النواب – 201 – ضد القرار المستمر في 30 سبتمبر والذي تضمن 12.3 مليار دولار إضافي لكييف.
وفي غضون ذلك، تواصل الدول الأخرى دعمها لأوكرانيا، وإن كان بدرجة أقل بكثير، حيث بقيت الحكومة البريطانية الجديدة ملتزمة بمساعدة كييف، على الرغم من حقيقة أن مخزونها العسكري قد انخفض إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
وتقدم دول أخرى في الناتو الدعم، وكذلك السويد وفنلندا المرشحتان لحلف الناتو، ونقلت اليابان طائرات استطلاع بدون طيار وعتاد عسكري من مختلف الأنواع وتقدم كوريا الجنوبية مدافع الهاوتزر وقذائف المدفعية والدبابات بشكل غير مباشر عبر بولندا والولايات المتحدة.
وتتلقى روسيا دعماً من تحالف خاص بها، وإن كان أصغر بكثير، حيث مكنت بيلاروسيا القوات الروسية من العمل انطلاقا من أراضيها، ونجحت موسكو في تجنيد العديد من المقاتلين السوريين والعديد من مقاتلي الوحدة الأفغانية الخاصة، وكانت كوريا الشمالية ترسل القذائف الروسية من المخزون الهائل الذي يدعم المدفعية الموجهة إلى الجنوب، وبالتالي موازاة الدعم المدفعي الذي تقدمه سول لأوكرانيا.
القدس العربي