بحلول مساء 25 فبراير شباط من هذا العام وبعد يوم من دخول الدبابات الروسية أوكرانيا في أكبر هجوم عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وصلت القوات الروسية إلى ضواحي كييف.
ومع دوي أصوات المدفعية في شتى أنحاء العاصمة، حثت وزارة الدفاع الأوكرانية السكان على صنع قنابل حارقة لصد الغزاة. وصور الرئيس فولوديمير زيلينسكي نفسه مع مساعديه في شوارع المدينة متعهدا بالدفاع عن استقلال بلاده.
وقال زيلينسكي “الليلة سيشنون هجوما.
“يجب علينا جميعا أن نفهم ما ينتظرنا. يجب أن نتحمل هذه الليلة”.
ولم يقع الهجوم قط، وبعد عشرة أشهر تعثرت “العملية العسكرية الخاصة” لموسكو. وتراجعت القوات الروسية في بعض المناطق. وكان كثيرون في موسكو قد توقعوا أن يحقق الجيش الروسي النصر باكتساح ويطرد حكومة زيلينسكي وُينَصِب نظاما مواليا لروسيا.
ومن المؤكد أن القوات الروسية لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها، وقد لقي ما لا يقل عن 40 ألف مدني حتفهم كما نزح 14 مليونا في الصراع الطاحن. ولكن القوات الأوكرانية المدعومة بأسلحة غربية بمليارات الدولارات أثبتت بانتظام أنها أكثر دهاء وفعالية من الروس الذين استنزفت معنوياتهم.
وكانت هناك قصة مماثلة في الولايات المتحدة، حيث توقع الجمهوريون وبعض المراقبين موجة حمراء في انتخابات التجديد النصفي.
وفاز الحزب الجمهوري بالسيطرة على مجلس النواب ولكن النصر هناك كان ضئيلا بأغلبية تقل عن عشرة مقاعد. لم يخفق الحزب في استعادة مجلس الشيوخ فحسب، بل خسر العديد من سباقات حُكام الولايات.
وفي مجال الاقتصاد، انتظرت معظم البنوك المركزية الكبرى في العالم حتى مارس آذار لبدء رفع أسعار الفائدة. ولم يتحرك البنك المركزي الأوروبي حتى يوليو تموز. وشكا البعض من أن هذا التأخير سمح للتضخم بالارتفاع. فهل سيكون ذلك مكلفا على المدى الطويل؟ وهل يستطيع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي من الركود؟.
وستصبح الإجابات أكثر وضوحا في عام 2023. فهناك إشارات مبكرة على أن التضخم ربما بلغ ذروته في بعض الاقتصادات ولكن النمو يتراجع أيضا. ولا تزال التوقعات متشائمة في عدد قليل من البلدان مثل بريطانيا.
وفي محادثات المناخ التي أجرتها الأمم المتحدة في مصر، اتفقت الدول على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المهددة بكوارث مناخية ولكنها فشلت في الاتفاق على خطط لخفض الانبعاثات بشكل أسرع.
في الوقت نفسه، كانت موجات الحر القياسية في الصين والفيضانات في باكستان وأوروبا والانهيارات الجليدية في الهند وإيطاليا وتشيلي، تذكيرا بمدى سرعة تغير مناخ كوكبنا.
وكان هذا أيضا العام الذي اندلعت فيه احتجاجات في إيران بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما والتي تم اعتقالها لحجابها “غير اللائق”. وقال شهود عيان إنها تعرضت للضرب رغم أن السلطات الإيرانية تنفي ذلك. وامتدت الاحتجاجات التي قادتها النساء في الغالب إلى جميع أنحاء إيران وعبر الطبقات الاجتماعية. وكلما طال أمد هذه الاحتجاجات كلما زاد التهديد الذي تشكله على الثورة الإسلامية التي قامت في إيران عام 1979.
ماذا حدث أيضا في عام 2022؟. ارتفع الدولار الأمريكي وانهارت العملة المشفرة واشترى إيلون ماسك موقع تويتر. كان هذا هو العام الذي اتجهت فيه أمريكا اللاتينية إلى اليسار وجاء وقف إطلاق النار أخيرا في الحرب الأهلية في إثيوبيا وأطلقت كوريا الشمالية صاروخا تلو الآخر. وكان هذا هو العام الذي فقدت فيه بريطانيا ملكة وكسبت ملكا وشهدت ثلاثة رؤساء وزراء في داونينج ستريت.
وأخيرا، خرج معظم العالم من كوفيد-19، على الأقل اجتماعيا إن لم يكن من الناحية الوبائية. وكان الاستثناء الأكبر هو الصين التي أثارت سياستها الخاصة بصفر-كوفيد احتجاجات واضطرابات في الأسابيع القليلة الماضية. وفي أكتوبر تشرين الأول، شهد مؤتمر الحزب الشيوعي في البلاد، الذي ينعقد مرتين كل عقد، الرئيس شي جين بينغ يشدد قبضته على السلطة ويفوز بولاية ثالثة في خروج على تقاليد الحزب الأخيرة التي شهدت رؤساء يخدمون لفترتين فقط. فهل يمكن أن تهز سياسة صفر- كوفيد الوضع الراهن؟.
سنكون هناك إذا حدث ذلك. في عام 2022، نشرت رويترز كل هذه القصص الحيوية وعشرات الآلاف من القصص الأخرى. وسنواصل في عام 2023 نقل العالم إليكم أينما كنتم.
(رويترز)