تسعى الولايات المتحدة للتصدي إلى محاولات تقودها روسيا وتركيا لمحاصرة نفوذها شمال سوريا وتضييق الخناق على حلفائها الأكراد الذين تلوح أنقرة باجتياح مناطقهم بعملية برية. وعززت القوات الأميركية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، بإرسال المزيد من الإمدادات العسكرية وبحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن أكثر من 100 مركبة اتجهت للقواعد العسكرية الأميركية في محافظة الحسكة السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. وذكرت المصادر أنّ المركبات جاءت من العراق في عدة قوافل، وهي مؤلفة من مركبات عسكرية وأخرى محملة بإمدادات عسكرية. أكثر من 100 مركبة اتجهت للقواعد العسكرية الأميركية في الحسكة خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط وأوضحت أنّ الإمدادات العسكرية الأميركية دخلت من العراق من معبر الوليد في السادس والثامن من يناير الجاري.
وفي أكتوبر 2019 إبان عملية “نبع السلام” انسحبت القوات الأميركية من المنطقة لتعزز وجودها حول منابع النفط شمال شرقي سوريا.وتنتشر القوات الأميركية شمال شرقي سوريا وتحديدا بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وتأتي التحركات الأميركية بعد أيام من لقاء عقد بين وزيري دفاع سوريا وتركيا في العاصمة الروسية موسكو والذي يهدف بحسب تقارير إعلامية لمحاصرة الأكراد وخنق التواجد الأميركي شمال سوريا، وسط حديث متزايد عن مصالحة تركية – سورية بوساطة روسية. وكانت الولايات المتّحدة دعت الثلاثاء دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصفته بـ”الدكتاتور الوحشي”، وذلك في معرض تعليقها على اللقاء الذي عقد أخيرا في موسكو.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في ديسمبر الماضي أنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تشكيل آلية ثلاثية مع روسيا وسوريا لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق. كما عبر عن رغبته في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وصرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّه ينوي لقاء نظيره السوري فيصل المقداد في موسكو في النصف الثاني من الشهر الحالي، في حين تحدثت مصادر عن لقاء سيعقد الأربعاء في موسكو. لكن مصادر سورية نفت ما تم تداوله بشأن عقد اللقاء. ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من الحكومة الاثنين نفي مصادر سمتها بالمتابعة “عقد لقاء يضم وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا الأربعاء في موسكو”. وأكدت المصادر أنه “لا توجد حتى الآن مواعيد محددة لعقد لقاء بين وزيري خارجية سوريا وتركيا وكل ما ينشر حتى الآن لا أساس له من الصحة”.
التحركات الأميركية تأتي بعد أيام من لقاء عقد بين وزيري دفاع سوريا وتركيا والذي يهدف إلى محاصرة الأكراد وخنق التواجد الأميركي شمال سوريا وأضافت أن “عقد اللقاء مرتبط بسير عمل اللجان المختصة التي تم تشكيلها عقب اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا في موسكو نهاية الشهر الماضي، والتي تهدف لمتابعة ضمان حسن تنفيذ ومتابعة ما جرى الاتفاق عليه خلال اللقاء”. ويمثل التقارب التركي – السوري هاجسا للولايات المتحدة التي ترى في دخول طرفين مناوئين، وهما الروسي والتركي، مهددا لمصالحها في الشمال السوري، فأبرز إحدى هذه المصالح هي النفط في الحسكة والرقة ودير الزور. وتسعى روسيا من خلال هذا التقارب إلى تصفية الأكراد حليف الولايات المتحدة في سوريا، بما يقضي على سبب الوجود العسكري الأميركي من ناحية، ويعزز من هيمنة النظام السوري على مجمل أراضيه من ناحية ثانية.
وجاء الاجتماع الثلاثي بعد تحركات أميركية – كردية كان أبرزها زيارة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي بافل طالباني ولقائه بالقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، والقائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال ماثيو ماكفرلين. وقال مراقبون إن اللقاء ساعد في حث الأتراك والسوريين على تجاوز خلافاتهم والسعي إلى التضييق على الكرد بشكل كبير؛ لخنق التواجد الأميركي.
العرب