على رغم أن قرار الولايات المتحدة إرسال 31 دبابة “إم 1 أبرامز” إلى أوكرانيا جاء متأخراً وبعد تردد كبير فإن القرار ما زال يثير كثيراً من الأسئلة حول أهميته ومغزاه، فالعدد المرسل ضئيل وربما يكون إجراء رمزياً ويستغرق وقتاً طويلاً. كما أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان حريصاً على تأكيد أن واشنطن لا تهاجم موسكو بهذا القرار، فما أهمية إرسال هذه الدبابات وما قدراتها الحقيقية التي تفاخر بايدن بأنها الأفضل في العالم؟ وهل يمكن أن تغير من مجريات المعركة البرية المنتظرة في الربيع أم أن واشنطن لا تزال تخشى إثارة غضب موسكو؟
بعد أشهر من المساومة والتأجيل جاء قرار كل من الولايات المتحدة وألمانيا إرسال 45 دبابة قتال متطورة منها 31 دبابة “إم 1 أبرامز” الأميركية و14 “ليوبارد 2” الألمانية تلبية لطلب أوكرانيا ليثير موجة واسعة من التساؤلات حول أهمية هاتين الدبابتين وما الفرق الذي يمكن أن تحدثه هذه الآليات في ساحة المعركة؟ ولماذا تأخرت واشنطن وبرلين في الاستجابة لإرسال هذه الدبابات؟ وهل تعد مشاركة ألمانيا في تسليح أوكرانيا نقطة تحول؟
هل الدبابات حاسمة؟
على مدى أشهر ناشدت كييف دول “الناتو” إرسال دبابات قتالية غربية ثقيلة يمكن أن تساعدها على الخطوط الأمامية بعدما ظل الصراع في حال ركود خلال الأشهر الأخيرة، ومع اقتراب الربيع من المتوقع أن تبدأ القوات الروسية هجوماً جديداً، بينما يريد الأوكرانيون إفشال هذا الهجوم وشن هجومهم المضاد لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في الشرق، ويقولون إنها ستكون حاسمة لمنح أوكرانيا اليد العليا لأن دبابات القتال الرئيسة أثقل وأقوى من مركبات المشاة القتالية التي تستخدمها أوكرانيا حالياً، ومن المفترض أن تشتبك مع الدبابات الروسية وتخترق خطوط العدو كونها صممت للتنقل عبر التضاريس المفتوحة على غرار الغابات الطبيعية في شرق البلاد.
وعلى رغم أن مراقبين كثراً اعتبروا على مر السنين أن “الدبابة تقنية قديمة ولم تعد مفيدة، بخاصة في المناطق الحضرية التي لا تناسبها، فضلاً عن انتشار الأنظمة المتطورة التي يحملها الإنسان مثل صواريخ جافلين والجيل المقبل من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات، فقد أصبحت الدبابات أكثر عرضة للخطر مما كانت عليه في الماضي، وهو ما شاهده العالم من تدمير للدبابات الروسية في بداية الحرب.
ولكن في حين أن الأسلحة الخفيفة فاعلة وتخلق تفاوتات شديدة بين كلفتها مقارنة بكلفة الدبابة المدمرة، إلا أنها لا تزال باهظة الثمن ويصعب إنتاجها، كما يمكن كذلك التخفيف من ميزتها خلال معارك الأسلحة المشتركة والتوظيف التكتيكي الجيد، على رغم أن القوات الروسية لم تفعل سوى قليل من ذلك.
لكن في المقابل، وكما يشير الخبير الاستراتيجي والمستشار السابق لوزير الدفاع الأميركي جون واتس، لا يوجد سوى عدد قليل من الأنظمة التي يمكن أن توفر مزيجاً من القوة النارية والحماية والمناورة التي توفرها الدبابات، ولا يمكن الهجوم على موقع محصن باستخدام صواريخ جافلين المضادة للدبابات والمدرعات وحدها، وعلى عكس ما اعتقده بعضهم أواخر التسعينيات وأوائل القرن الـ21 بأن الدبابات والمدفعية أصبحتا غير ذات صلة بالحرب الحديثة، إلا أن المزايا الفاعلة والحرجة للمدفعية واضحة الآن لأي شخص يولي أدنى اهتمام بما يجري في أوكرانيا، ولا شك في أن توفير دبابات القتال الغربية الحديثة لأوكرانيا، سيظهر إذا تم توظيفها بكفاءة، مدى فاعلية وقوة وخطورة دبابة القتال الحديثة وتصميم دروعها المتطور والبصريات المتقدمة، وأن دبابات القتال الغربية أصبحت وحشاً مختلفاً تماماً عن المعدات التي تعود للحقبة السوفياتية ويستخدمها الروس.
ما قدرات “إم 1 أبرامز”؟
تشتهر دبابة القتال الأميركية الرئيسة “إم 1 أبرامز” التي وصفها الرئيس بايدن بأنها الأفضل في العالم، بمدفع رئيس 120 ملم وقدرات خارقة للدروع، فضلاً عن مجموعة أخرى من قدرات حماية الطاقم المصممة للدفاع ضد الهجمات الكيماوية والبيولوجية والنووية، وفي الإصدارات الحديثة منها توفر طبقات من دروع اليورانيوم المستنفد حماية كبيرة لمن في داخلها، وتحمل دبابة الجيل الثالث التي تم تصديرها لعدد من الجيوش بما في ذلك السعودية ومصر والكويت والعراق وأستراليا، طاقماً مكوناً من أربعة أفراد، وهي بأنظمة استهداف متقدمة وعجلات مجنزرة سميكة ومحرك توربيني بقوة 1500 حصان مع سرعة قصوى تبلغ 68 كيلومتراً في الساعة، بينما تواصل الدبابة مواجهة التهديدات الجديدة والناشئة المرتبطة بالجيل المقبل من الحروب، وفقاً لشركة “جنرال دايناميكس لاند سيستمز” المصنعة لها.
ومنذ تصنيعها عام 1980، اعتمد عليها الجيش الأميركي لعقود واستخدمها في القتال للمرة الأولى في حرب الخليج الأولى (تحرير الكويت) عام 1991، بحيث أشادت أطقمها بقدراتها العالية على الصمود والمرور في أي تضاريس عبر محركها النفاث القوي ودقتها في استهداف دبابات تي 72 الروسية التي كانت تستخدمها القوات العراقية آنذاك، ومع ذلك قلل الكرملين في تعليقه على احتمال توريد دبابات أبرامز إلى كييف من أهميتها، وقال إنها ستحترق مثل بقية الدبابات وإن قدرتها على مساعدة أوكرانيا مبالغ فيها.
لماذا ترددت واشنطن؟
يمكن أن يكون إرسال 31 دبابة “إم 1 أبرامز” أكثر رمزية من القيمة الاستراتيجية الحقيقية حسبما تقول صحيفة “واشنطن بوست”، إذ إن موافقة بايدن وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على إرسال هذه الدبابات، جاء فقط بعد ضغوط أوكرانية من أجل دفع ألمانيا إلى إرسال دباباتها الخاصة من نوع “ليوبارد 2” وكسر المأزق في شأن إرسال هذه الأسلحة من جميع أنحاء أوروبا بموافقة ألمانية، نظراً إلى انتشار “ليوبارد 2” في عدد من دول “الناتو” وإبداء دول عدة بالحلف رغبتها في إرسال بعض دباباتها إلى أوكرانيا، مما كان يتطلب موافقة برلين التي صنعت الدبابة القتالية الأكثر انتشاراً في العالم والأسهل في الاستخدام.
يعود تردد الولايات المتحدة في إرسال “إم 1 أبرامز” لمخاوف الأميركيين في شأن قدرة الجيش الأوكراني على تشغيل الدبابات وصيانتها وهو ما عبر عنه وكيل وزارة الدفاع الأميركية كولين كال في حديثه عن تعقيد الدبابة وحاجة طاقمها لأشهر من التدريب، ومع ذلك فإن هناك أسباباً لوجستية وسياسية أيضاً، إذ يحتاج محرك “أبرامز” النفاث إلى وقود طائرات للعمل وليس الديزل مثل “ليوبارد 2″، ويحتاج إلى مئات الليترات من هذا الوقود، إذ إن المحرك يحرق ما لا يقل عن 4.7 ليتر من وقود الطائرات لكل كيلومتر، سواء كانت الدبابة تتحرك بسرعة أو تتباطأ، مما يعني أن قافلة الإمداد لشاحنات الوقود الخاصة بها يجب أن تظل قريبة منها حتى تتمكن من التحرك إلى الأمام.
وكانت الولايات المتحدة قلقة من أن الطلب على الوقود سيخلق كابوساً لوجستياً للقوات الأوكرانية، فإذا كان بإمكان “أبرامز” الاقتحام عبر الثلج والطين، إلا أن شاحنات الوقود لا تستطيع ذلك، كما أن توربين “أبرامز” يحتاج مثل أي محرك نفاث إلى الهواء للتنفس الذي يسحبه من خلال فتحات التهوئة الخلفية، لكن عندما يتم انسداد فلاتر التهوئة سواء بسبب الرمال، مثلما حدث في بعض الحالات عام 1992، أو بسبب الحطام أو الطين الذي ربما تواجهه الدبابات في أوكرانيا، فقد لا يمكنها الاستمرار في العمل.
هل كانت روسيا في الحسبان؟
طوال الحرب درس المسؤولون الأميركيون بعناية ما إذا كان إرسال نظام أسلحة معين إلى كييف يستفز روسيا لتصعيد الصراع، وحتى عندما قرر بايدن إرسال دبابات “أبرامز” المتقدمة، كان حريصاً على توضيح أن القرار لا يمثل تهديداً هجومياً لموسكو ولكنه يهدف إلى مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي.
يرى مدير مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي وسفير الولايات المتحدة السابق في أوكرانيا جون هيربست أن التأخير في إرسال الدبابات إلى أوكرانيا هو جزء من نمط الحذر الأميركي والألماني في تسليح أوكرانيا الذي يعود لعملية التأثير التي أجرتها موسكو بشكل جيد من خلال الإشارة إلى أن أي توفير غربي للأسلحة المتطورة، يمكن أن يدفع بوتين إلى التصعيد باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية، مما منع الغرب من التحرك بسرعة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة اللازمة لردع بوتين بشكل أسرع في ساحة المعركة.
متى تصل “أبرامز” إلى أوكرانيا؟
وعلى رغم قرار واشنطن وبرلين في شأن الدبابات، فإن هذا الحذر تجاه رد فعل موسكو لا يزال قائماً في الأقل بالنسبة إلى واشنطن لأن إرسال الولايات المتحدة دبابات “أبرامز” سيستغرق أشهراً وربما أعواماً حسبما تؤكد صحيفة “واشنطن بوست”، إذ إن الحكومة الأميركية ستشتري الدبابات من الشركة المصنعة بدلاً من نقلها من المخزونات الحالية وسيتم دفع ثمنها من خلال مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، أي الصندوق المخصص لشراء معدات عسكرية لكييف لا تملكها الولايات المتحدة بالفعل، الأمر الذي يعني أن تسليم دبابات “أبرامز” لن يكون في الوقت المناسب الذي تحتاج إليه أوكرانيا لشن هجوم مضاد هذا العام.
وعلى رغم أن الدبابات مهمة لزيادة قدرة الجيش الأوكراني، لكنها ليست العامل الأكثر أهمية من وجهة نظر بعض الاستراتيجيين، إذ إن أكثر ما تحتاج إليه كييف لوقف هجوم روسيا، اقتناؤها مدفعية وصواريخ بعيدة المدى يصل مداها إلى 300 كيلومتر.
لكن في الوقت الحالي لم ترسل الولايات المتحدة سوى مدفعية يصل مداها إلى 85 كيلومتراً، الأمر الذي دفع موسكو إلى إنشاء مراكز لوجستية على بعد 100 كيلومتر من الخطوط الأمامية، وإذا منحت واشنطن أوكرانيا قذائف بعيدة المدى، فسيتعين على روسيا نقل مستودعات الإمدادات إلى مسافة أبعد بكثير وستمكن هذه الأسلحة كييف من شن هجوم مضاد سريع وناجح.
ومع ذلك كررت إدارة بايدن أوائل الأسبوع الماضي عدم وجود خطط لديها لتلبية هذه الطلبات الأوكرانية، إلا أن بعض الخبراء الدفاعيين يعتقدون بأنه، في مرحلة ما، من المرجح أن يلين موقف واشنطن وترسل هذه الأنظمة لأن التأخير سيؤدي إلى زيادة كلفة الخسائر في الأرواح بالنسبة إلى أوكرانيا ويطيل أمد الحرب.
لماذا الرهان على ألمانيا؟
كانت ألمانيا مترددة في إرسال دباباتها “ليوبارد 2 أي 6″، أو السماح للحلفاء في “الناتو” بإرسالها، ما لم تضع الولايات المتحدة دباباتها “إم 1 أبرامز” على الطاولة وبسبب مخاوفها من أن إمداد أوكرانيا بالدبابات سيثير غضب روسيا، لكنها بعد ضغوط أميركية وبولندية غيرت موقفها وأعلنت إرسال 14 دبابة والسماح للحلفاء بإرسال دباباتها “ليوبارد 2” التي تعد مناسبة بشكل أفضل لأن القوات الأوكرانية يمكن أن تحصل عليها وتتدرب عليها بسرعة وسهولة أكبر، مما يجعل الرهان على القرار الألماني ناجحاً إذا وصلت الدبابات إلى أوكرانيا في الأشهر القليلة المقبلة وتمكنت من شن هجوم مضاد جديد على الأرض المنبسطة شرق البلاد وجنوبها.
يعتقد مدير مركز سكوكروفت لمبادرة الأمن عبر الأطلسي والمدير السابق لسياسة أوروبا وحلف “الناتو” في البنتاغون كريستوفر سكالوبا بأن “برلين غيرت سياساتها بعدما انهارت تصوراتها السابقة بأن الحوار مع روسيا هو الحل وأن التعاون ممكن، وتحركت أخيراً في اتجاه آخر بعدما رأى الألمان تصميم موسكو على استمرار الهجوم”.
بينما تعتبر كبيرة الباحثين في مركز أوروبا رايتشل ريزو أن “قرار ألمانيا يعد نقطة تحول تاريخية تستحق الثناء عليها على رغم ترددها وتأخرها، لأن برلين تدرك الآن أن علاقتها مع روسيا لن تعود كما كانت عليه ولن ترجع إلى الوراء، ومع ذلك فإن التحول الكامل في هذه العلاقة تحيطه بعض الشكوك لأنه يتعلق بإعادة تشكيل العقلية الألمانية بشكل أساس”.
ما قدرات “ليوبارد 2″؟
تمتلك دبابة القتال الرئيسة “ليوبارد 2” ودبابة “إم 1 أبرامز” ا قياسات وقدرات مماثلة، لكن بعض أوجه التشابه متعمدة لضمان تعاون الدبابات في ساحات القتال التابعة لـ”الناتو”، ومع ذلك تصف الشركة الألمانية المصنعة لها بأنها دبابة القتال الرائدة في العالم التي جمعت منذ ما يقرب من نصف قرن بين جوانب القوة النارية والحماية والسرعة والقدرة على المناورة، مما يجعلها قابلة للتكيف مع مواقف قتالية عدة، ويبلغ وزن الدبابة 55 طناً وسلاحها الرئيس هو مدفع 120 ملم وله نظام رقمي بالكامل للتحكم في النيران، ويتكون طاقمها من أربعة أفراد ويبلغ مداها حوالى 500 كيلومتر وتبلغ سرعتها القصوى نحو 68 كيلومتراً في الساعة.
وتعد دبابة “ليوبارد 2” التي دخلت النسخة الأولى منها الخدمة للمرة الأولى عام 1979 من الجيل الثالث الآن، باعتبارها دبابة القتال الرئيسة في ألمانيا وواحدة من أكثر الدبابات انتشاراً في جميع أنحاء العالم، بحيث تستخدم في أكثر من 12 دولة أوروبية أخرى وتم نشرها في مناطق الصراع مثل كوسوفو والبوسنة وأفغانستان وسوريا، ويعتبر القائد السابق للفوج العسكري البريطاني للأسلحة الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية هاميش دي بريتون-غوردون في حديثه إلى شبكة “سي بي إس نيوز” أنها بمثابة “مرسيدس” و”بي إم دبليو” في عالم السيارات إذ يمكنها أن تتغلب على ما لا يقل عن 10 دبابات من نوع “تي 72 الروسية”.
وبصرف النظر عن توافر “ليوبارد 2” على نطاق واسع الذي يمتد إلى بولندا المجاورة، يمكن أن يكون الحد الأدنى من متطلبات التدريب للدبابة هو العامل الأكثر جاذبية لأوكرانيا، نظراً إلى سهولة استخدامها والتدريب عليها في وقت قصير، وهو ما تحتاج إليه كييف بشدة الآن.
كم دبابة تحتاج إليها أوكرانيا؟
في وقت أوضح وزير الدفاع الأوكراني أن بلاده تريد 300 دبابة ويؤيده في ذلك بعض قادة الاتحاد الأوروبي يقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أنه لكي يكون لدبابات “ليوبارد 2” أي تأثير كبير في القتال، ستكون هناك حاجة إلى حوالى 100 دبابة تتطلب ثلاثة إلى ستة أسابيع من التدريب لأطقم التشغيل وموظفي الدعم للوصول إلى الكفاءة الأساسية.
وعلى رغم أن ألمانيا أعلنت إرسال 14 دبابة فقط في المرحلة الحالية وغياب إمكانية إرسال دبابات “إم 1 أبرامز” الأميركية خلال الأشهر المقبلة، فإن التحالف المتنامي من الدول المانحة يمكن أن يجعل هدف الـ100 دبابة قابلاً للتحقيق، خصوصاً أن الدول المجاورة مثل بولندا ودول أخرى مثل النرويج تمتلك مئات دبابات “ليوبارد 2” وأبدت رغبتها في تزويد أوكرانيا بها.
ما الفرق الذي تحدثه للحرب؟
يعتبر المحلل البحثي للشؤون الدفاعية والعسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يوهان ميشيل أن دبابات “ليوبارد 2” الألمانية يمكن أن تسمح لأوكرانيا ببدء الهجوم وسط الصراع المستمر منذ 11 شهراً والذي وصل إلى طريق مسدود منذ أشهر لأنه في هذا النوع من الصراع، لا يمكن تنفيذ هجمات واسعة النطاق من دون مجموعة كاملة من المعدات القتالية المدرعة والدبابات، مما يفتح طريقاً جديداً لإمدادات القوة النارية الغربية للوصول إلى أوكرانيا.
ولأن دبابات “ليوبارد 2” ودبابات “تشالينجر” البريطانية تعد أكثر رشاقة من طرازات “تي” التي تستخدمها روسيا والتي لا تستطيع عكس اتجاهها بسرعة، يمكن أن تمنح أوكرانيا اليد العليا، بخاصة نظراً إلى الأداء التكتيكي الضعيف للقوات الروسية خلال الحرب، لكن دبابات القتال الغربية معرضة أيضاً للهجمات الجوية، أو لضربات المشاة المضادة للدبابات أثناء وجودها في الغابات والمناطق الحضرية، مما يبرز أهمية الدعم المضاد للطائرات والاستطلاع.
في المقابل يحذر الباحث في مركز الدراسات الأمنية في جامعة البوليتكنيك الفيدرالية السويسرية نيكولاس ماسور من أن “إضافة ليوبارد 2 إلى ساحة المعركة وحدها ربما لا تكون ورقة رابحة للحرب على رغم أنها قيمة للغاية، ذلك أن استخدامها بالطريقة الصحيحة يتطلب دمجها مع جميع الأدوات العسكرية الأخرى مثل المشاة والمدفعية والدفاع الجوي وطائرات الهليكوبتر وغيرها”.
اندبندت عربي