روسيا لا تريد الحوار بل إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات

روسيا لا تريد الحوار بل إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات

واشنطن- قال محللون في الولايات المتحدة إن روسيا تجدد الضغط على الغرب لتشجيع أوكرانيا على الدخول في مفاوضات بشأن الحرب، وحذروا من أن موسكو لا تحاول سوى إجبار كييف على قبول تنازلات.

وجاء في تحليل نشره معهد دراسات الحرب في واشنطن “الكرملين يحيي على الأرجح حملته المعلوماتية لإكراه الغرب على إجبار أوكرانيا على قبول تنازلات والتفاوض بشأن شروط تصب في مصلحة روسيا”.

وأشار المعهد إلى أن بيانات الكرملين الجمعة لفتت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على إجراء حوار، ولكن المعهد قال إن موسكو مازالت تحاول تثبيط دافع الغرب في مساعدته لأوكرانيا من خلال التظاهر بالاستعداد للتفاوض.

وأضاف التحليل “بيان بوتين لا يشير إلى أن روسيا مهتمة بمواصلة التفاوض مع أوكرانيا، ولم يرس الكرملين أيّ أسس جادة للتفاوض أو التخلي عن سقف أهدافه القصوى لإجبار الحكومة الأوكرانية على الاستسلام”.

كما تتهم روسيا أوكرانيا والغرب بعرقلة إجراء مفاوضات بينما ترفض في الوقت ذاته خطة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي تدعو إلى سحب القوات الروسية.

وقال معهد دراسات الحرب إنه من المرجّح أن الكرملين سوف يكثف مزاعمه الكاذبة بشأن استعداده لإجراء محادثات. ومن ناحية أخرى، تحاول الصين، من خلال جولة مبعوثها الخاص إلى أوكرانيا لي هوي، الضغط على الغرب لحمله على استخدام نفوذه على أوكرانيا لتأمين وقف لإطلاق النار.

ويواصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التأكيد على دعمهم المستمر لأوكرانيا، التي تتعرض لهجوم روسي منذ أكثر من 15 شهرا. وتعتمد كييف على الأسلحة الثقيلة والذخيرة من الغرب فيما تسعى إلى تحرير أراضيها المحتلة.

وشكر زيلينسكي ألمانيا وفنلندا وكندا وأيسلندا الحليفة لبلاده بعد تسليم شحنات أسلحة جديدة لبلاده، جاء ذلك خلال الفيديو المسائي الذي تمّ بثه في كييف يوم السبت.

وفي الوقت ذاته، أعلن زيلينسكي عن عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني “اليوم هو يوم آخر من العقوبات”. وأضاف أن 220 شركة و51 شخصا انضموا إلى قائمة “الذين يعملون لصالح الإرهاب”.

وفي الوقت ذاته، فإنه من المحتمل أن تكون جماعة المرتزقة الروسية فاغنر قد بدأت في سحب قواتها من بعض مواقعها في بلدة “باخموت” الأوكرانية، وفقا لتحديث استخباراتي بريطاني.

وكان يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر، قد أعلن عن الانسحاب يوم الخميس، قائلا إنه يتعين تسليم البلدة بشكل كامل إلى قوات روسية نظامية للسيطرة عليها، بحلول الأول من يونيو المقبل.

وأكد مسؤولون أوكرانيون أيضا أن العملية تتم بالتناوب مع القوات الروسية الأربعاء الماضي، لبدء عمليات تطهير، طبقا للتحديث البريطاني.

وقالت الوزارة “في الأسابيع الأخيرة، ربما تحركت عناصر من اللواء رقم 31 من القوات الروسية المحمولة جوا، من منطقة سفاتوف – كريمينا لتعزيز أطراف باخموت”.

وفي وقت سابق، نشر القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني مقطع فيديو يظهر الجنود وهم يصلون ويستعدون للهجوم الكبير.

وقال في الفيديو “حان الوقت لاستعادة ما هو ملكنا”. وتشن أوكرانيا الهجوم لتحرير مناطقها من براثن المحتلين ورفع راية النصر، بحسب الفيديو.

وفي الوقت ذاته، أكد مدير الاستخبارات الداخلية الأوكرانية فاسيل ماليوك تورط كييف في الهجوم الذي وقع قبل سبعة أشهر على الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها موسكو.

وقال ماليوك في مقابلة مع الصحفي الأوكراني دميترو كوماروف بثها موقع يوتيوب “نظرا لأنه طريق إمداد وتموين اضطررنا إلى قطعه على العدو، وتم اتخاذ الإجراءات الملائمة”. ولم يفصح كوماروف عن تفاصيل العملية.

وتمت مشاركة صور انفجار الثامن من أكتوبر والحريق الذي تلاه في الجسر حول العالم. ووقع الهجوم بعد يوم من عيد الميلاد السبعين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويعتبر الجسر إلى شبه جزيرة القرم، الذي تم إغلاقه لأيام لكن تم إصلاحه حاليا، طريقا مهما للإمدادات بالنسبة إلى القوات الروسية في الحرب ضد أوكرانيا.

وأوضح ماليوك أن أوكرانيا تصرفت بما يتلاءم مع “تقاليد الحرب”. كما أشار إلى أنه في بداية حرب روسيا قبل ما يربو على 15 شهرا شكلت الاستخبارات الأوكرانية الداخلية وحدة خاصة لأعمال التخريب على الأراضي الأوكرانية ضد العدو.

وأشار إلى أن الهجمات بطائرات مسيرة في أكتوبر على سفن حربية ضمن الأسطول الروسي في البحر الأسود في خليج سيفاستوبول كانت أيضا ضمن عملية خاصة للاستخبارات الأوكرانية الداخلية مع القوات المسلحة الأوكرانية.

العرب