بلغ عدد المرشحين المتقدمين لانتخابات مجالس المحافظات في كل القوائم الائتلافية والحزبية والفردية (6022) مرشحا، وعدد المقاعد لكل المحافظات العراقية المشمولة بهذا القانون 275 مقعدا، بمعنى هناك أكثر من 5700 مرشح لن يصلوا لهذه المقاعد، وهناك جملة أمور يجب أن نتطرق إليها لإيضاحها وسأوجز، كل ذلك في نقاط مبسطة أدونها كالتالي:
1 – هناك مئات المرشحين في كل محافظة وقد تتجاوز الألوف في بعض المحافظات كبغداد، لكن من يفوز في أكثر المحافظات أقل من 20 شخص عدا بغداد ونينوى والبصرة. ولا غرابة أن من سيفوز هو فقط من يقبل بنتائج الانتخابات ويعتبر نفسه فائزا بقوة مناصريه وبتخطيطه للانتخابات، وسيشتكي معظم المرشحين الخاسرين، وقد يطعنون بعمل المفوضية والأحزاب والمنظمات، وحتى ناخبيهم.
وهذا الموضوع ليس وليد اليوم بل في كل
انتخابات.
2 – وجود أشخاص يمجدون مرشحا معينا ويلعنون آخرين، واستغرب جداً لهؤلاء، فليس من الذوق العام ولا الثقافة الديمقراطية أن يتم التراشق بين من يؤيّد المرشح فلان أو علان، وقد نسي المتخاصمون لأجل المرشحين أن هؤلاء لو فازوا لجلسوا معاً، وقد لا تشكل أي حكومة محلية إلا باتفاق هؤلاء (المتخاصمين من أجلهم)، وغيرهم فأنصح المادحين والقادحين أن يخففوا وينظروا للمستقبل وليكونوا مفاتيح للخير مغاليق
للشر.
3 – لافتقار المشروع السياسي والبرنامج الانتخابي عند أغلب القوائم، سواء للأحزاب أو الائتلافات فسيكون الاختيار من قبل الناخب للمرشح في القائمة الانتخابية أي أن التصويت للأشخاص، وليس لأحزاب ذات مشاريع سياسية كما نراه في الدول
الديمقراطية.
4 – قد لا نجد في أي دائرة انتخابية فوز أي قائمة انتخابية بأغلبية المقاعد وهذا ما يتطلب وجود مجموعة قوائم فائزة، لكي تشكّل الحكومة المحلية وتتوزع المناصب بين مجموعة قوائم وأشخاص، ومن هنا نكرر ترك السجالات والنقد اللاذع بين
المؤيدين.
5 – تكررت كثيراً الانسحابات من القوائم الانتخابية وهذا ناتج عن سببين (افتقار الأحزاب للتخطيط والإدارة والتنظيم/ وجود مرشحين يطرقون أبواب الأحزاب والائتلافات طمعاً بالترشيح أو الدعم)، فقد نجد كثيرا من الأحزاب والائتلافات ليست لديها قائمة بالمرشحين قبل أن تعلن المفوضية عن بدء تقديم قوائم المرشحين. وإن بعض الانسحابات مقصودة لتشويه المنافسين الآخرين، أو كون كثير منهم ينسحب مقابل وعود مالية أو منصب، وقد لا يحصل أي منهما لا الترشيح ولا المال ولا المنصب.
6 – الشتائم والتشهير والنقد اللاذع وغيرها مما نجده في وسائل التواصل من حاشية بعض المرشحين، ليس من شيم الرجال ولا الأخلاق في ديننا الحنيف ولا في عالم السياسية، ففي الحديث الشريف {ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء} وفي السياسية يقول لينين «إن الشتائم في السياسة هي تعبير عن مدى عجز صاحبها على تقديم نقد علمي لخصومه
السياسيين).
الخلاصة: علينا ترك خصومات المتنافسين بينهم ونقلب قوائم المتقدمين للترشيح ونختار المخلص الكفوء، الذي لم تؤشر عليه أي شبهات مالية أو إدارية وخصوصاً إذا كان لدى قائمته برنامج حكومي أو مشروع سياسي. فسيجلس كل الفائزين في كل دائرة انتخابية، ومن كل القوائم المختلفة والمتناحرة أمام الإعلام، ويخوضون حوارات جمّة لأجل تشكيل حكومة محلية، وقد نجد المتخاصمين سابقاً أحبابا وأصدقاء، ويبقى من فاقم وفجر في الخصومة والشتائم نادماً على ما
فعل.
سعد الراوي
صحيفة صباح العراقية