أيادي إيرانية وراء تشكيل ألوية جديدة للحشد الشعبي قبل الانتخابات

أيادي إيرانية وراء تشكيل ألوية جديدة للحشد الشعبي قبل الانتخابات

عبر سياسيون عراقيون عن مخاوفهم من تمدد قوات الحشد الشعبي شمال العاصمة العراقية، للتأثير على انتخابات المجالس المحلية بقوة السلاح بعد إعلان هيئة الحشد الشعبي، تشكيل لواء جديد باسم “لواء شمال بغداد”.

وتداولت وسائل إعلام محلية إعلان مكتب رئيس الحشد فالح الفياض تشكيل لواء “لواء شمال بغداد”. ويرتبط اللواء بالتشكيلات المرتبطة بأمانة السرّ العام ويضم منطقة الطارمية.

وقال حسن الجبوري عضو الائتلاف الحاكم، في تصريحات صحفية إن هذا القلق يتعلق بـ”تأثير الأسلحة على إرادة الناخبين”. مضيفا إن هذا الأمر “كان له تأثير كبير على الانتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي”، ولا أحد يريد أن تتكرر هذه التجربة في انتخابات مجالس المحافظات.

وتكتسب انتخابات المجالس المحلية المقررة في 18 ديسمبر المقبل، أهميتها في الحياة السياسية العراقية من كون نتائجها ستحدد حصة الأحزاب والقوى السياسية من المجالس المحلية التي تلعب دوراً واسعاً في التشريع والرقابة داخل المحافظات، بالإضافة إلى أنها لا ترتبط ولا تخضع في عملها لأي جهة وزارية، وتتمتع إلى جانب ذلك بصلاحيات إدارية كبيرة.

كما تعتبر الانتخابات المحلية في حد ذاتها مؤشراً قوياً على طبيعة التفاعلات بين القوى السياسية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة المحتمل إجراؤها خلال عام من تاريخ تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء في أكتوبر 2022، وذلك وفقاً لما تعهد به السوداني نفسه.

وفي إشارة إلى المخاوف من تمدد قوات الحشد الشعبي شمال العاصمة العراقية، قال حسن الجبوري عضو الائتلاف الحاكم، في تصريحات صحفية إن هذا القلق يتعلق بـ”تأثير الأسلحة على إرادة الناخبين”. مضيفا إن هذا الأمر “كان له تأثير كبير على الانتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي”، ولا أحد يريد أن تتكرر هذه التجربة في انتخابات مجالس المحافظات.

ونقلت شبكة “إيران انترناشيونال” عن قائد في الحشد الشعبي قوله أن “لواء شمال بغداد” تنظيم جديد من حيث العتاد والقيادة، وتتواجد فيه فصائل مسلحة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله.

ويربط متابعون توقيت تشكيل هذا اللواء مع إجراء الانتخابات المحلية في 18 ديسمبر والتي تشارك فيها أيضا فصائل سياسية مسلحة بأكثر من 20 قائمة، وأبرزها المرتبطة بميليشيات “عصائب أهل الحق”.

ويقول هؤلاء إن تشكيل ألوية جديدة للحشد الشعبي وتأسيس مجموعاته المسلحة في “مناطق آمنة ومستقرة” مثل شمال بغداد “أمر مقلق للغاية”. حيث تعتبر هذه الخطوة الثانية للسوداني في تشكيل كتائب جديدة للحشد الشعبي في مناطق مختلفة من البلاد، رغم أنه سبق أن وعد بطرد المجموعات المسلحة من مراكز المدن عندما شكل حكومته.

وكان فالح فياض، قائد الحشد الشعبي، قد أعلن في مؤتمر صحافي في يونيو الماضي أن هذه المجموعة العسكرية تظل منظمة عسكرية وأمنية جهادية، لكنها تطيع أوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أي رئيس الوزراء. كما أعلن أن الحشد الشعبي ينفصل عن الفصائل المسلحة التي تشكل العمود الفقري لقواته. لكن التقارير تفيد أن قوات الحشد الشعبي حصلت مؤخرًا على مركبات مدرعة جديدة وطائرات مسيرة وأسلحة روسية.

وتُشكل الجماعات المسلحة الشيعية التي تدعمها إيران، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، العمود الفقري لقوات الحشد الشعبي.

ويبدو أن هذا التشكيل هو أحد نتائج زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني الشهر الماضي، إلى بغداد وكان على جدول زيارته مناقشة التحالفات الانتخابية وسط مخاوف إيران من تشتت الأحزاب الشيعية الموالية لها بسبب الخلافات والمحاصصات قبل انتخابات مجالس المحافظات والتي تعتبر مفصلية في سياقات الهيمنة والنفوذ وتحدد كذلك حظوظ القوى السياسية في الانتخابات التشريعية القادمة.
وتخشى طهران أن تؤثر الخلافات بين بعض قوى الإطار التنسيقي على تماسك الإطار الذي يعد الغطاء السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فقد أعلن في أغسطس أنه سيشارك بقوائم متعددة في الانتخابات المحلية وهو ما يؤكد عمق الخلاف داخل التحالف، وعدم قدرته على خوض أول تجربة انتخابية منذ تشكيله في أكتوبر من العام الماضي 2022، موحدا.

وتشكل تحالف “الإطار التنسيقي” عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر 2021 وفاز بها “التيار الصدري”، إذ دفع فوز هذا الأخير القوى الحليفة لإيران إلى تشكيل إطار موحد لمنافسته، وما إن انسحب التيار من العملية السياسية، حتى أصبح “الإطار التنسيقي” الكتلة الكبرى برلمانياً بحصوله على 130 مقعدا برلمانيا مكنته من تشكيل الحكومة.

وضم تحالف “الإطار التنسيقي” قوى ائتلاف “دولة القانون” بزعامة نوري المالكي، وتحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، وتحالف “قوى الدولة” بزعامة عمار الحكيم، وكتل “عطاء”، وحركة “حقوق”، وحزب الفضيلة، وغيرها.

وفي تقرير حديث، قال موقع “ميدل إيست آي” إن المرشد الإيراني علي خامنئي، عبر عن دعمه لفالح فياض، ونصحه بفصل الجماعات المسلحة عن الحشد الشعبي وربط هذه التنظيمات بالحكومة.

وأطلقت هيئة الحشد الشعبي عملية أمنية واسعة في جزيرة العيث في محافظة صلاح الدين شمال بغداد.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الهيئة، أنّ “قوات من قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة في الحشد الشعبي متمثّلة بالألوية: التاسع، والثاني والعشرين، والثامن والثمانين، والثاني والخمسين، شرعت بعملية أمنية واسعة في جزيرة العيث في محافظة صلاح الدين”.

وتشير هذه التحركات للحشد الشعبي أن هذه المنظمة المدعومة من الحكومة تعمل على توسيع نفوذها، وإثبات حضورها خلال الانتخابات القادمة.

وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، 13 سبتمبر، موعداً لإجراء قرعة أرقام المرشحين من التحالف والأحزاب السياسية والمرشحين الأفراد لانتخابات مجالس المحافظات.

وقالت جمانة الغلاي، المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات أن المفوضية “أرسلت بيانات المرشحين الأفراد البالغة 70 مرشح فرد، منها أكثر من 20 مرشح للمقاعد العامة والبقية لمقاعد المكونات، إلى جهات التحقق من أجل النظر في أهلية المرشح”، مبينة أنهم بانتظار ورود الإجابة.

وبحسب القانون الجديد الخاص بانتخابات مجلس النواب العراقي ومجالس المحافظات، فإن مجالس المحافظات العراقية تتكون من 285 مقعدا، منها 10 مقاعد ستخصص للطوائف.
ويجري حديث داخل الأوساط السياسي عن إمكانية تأجيل الانتخابات، وحذر الخبير في الشأن القانوني، أمير الدعمي، الجمعة من الذهاب نحو تأجيل انتخابات مجالس المحافظات.

وقال الدعمي، “الذهاب نحو تأجيل انتخابات مجالس المحافظات أصبح أمرًا واردًا جدًا ومحتومًا، لا سيما في ظل وجود خلل قانوني في قانون الانتخابات الذي شرعه مجلس النواب مؤخرًا”.

وبيّن أن “المحكمة الاتحادية العليا، أصدرت خلال الأيام الماضية مجموعة من القرارات التي تتعلق بتعديل وإضافة بعض المواد في قانون الانتخابات، وأصبح تعديل هذا القانون واجب، وبخلافه لا يمكن إجراء الانتخابات”.

وعلى هذا الأساس، أكد أن”مجلس النواب العراقي مطالب بإجراء هذه التعديلات بأسرع وقت، كي لا يكون هناك تأجيل للانتخابات بسبب ذلك الخلل القانوني”.

ويضاف إلى الحديث عن احتمالية تأجيل الانتخابات المحلية إثر وجود خلل قانوني، الأحداث الأخيرة في كركوك التي قد تؤثر على سير الانتخابات.

وشهدت كركوك أحداث عنف على خلفية تظاهرات كردية مضادة لاعتصام عرب المحافظة أمام مقر العمليات المشتركة وقطع طريق كركوك- اربيل، رفضا لتسليم المقر إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتسببت أحداث العنف بمقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 15 شخصا.