الهبوط التاريخي في أسعار النفط الخام سوف يعطي الرئيس باراك أوباما دفعة واضحة في كل من الولايات المتحدة والخارج. كتب جيرالد سيب، وهو مدير مكتب واشنطن لصحيفة وول ستريت جورنال، يوم الاثنين: “من المرجح أن الرئيس باراك أوباما يوافق على أن عام 2014 كان عامًا صعبًا بالنسبة له. ولكنه، وبلا شك، يرحب أيضًا بالإشارة التي حصل عليها بأنه سيحصل على استراحة أو استراحتين في عام 2015″، وأضاف: “انخفاض أسعار النفط هو بمثابة انتصار للرئيس“.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، بلغ سعر كل من برنت وخام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياته منذ خمس سنوات. وانخفضت الأسعار بنسبة أكثر من 30 في المئة عن ذروتها في شهر يونيو. وقد تسارع الانخفاض منذ أن رفضت أوبك خفض الإنتاج في اجتماع شهر نوفمبر في فيينا. وأدى انخفاض الطلب العالمي، وارتفاع إنتاج الولايات المتحدة، إلى وفرة في المعروض هذا العام.
وقال سيب إن “لانخفاض أسعار النفط هذا، فوائد محلية ودولية على حد سواء بالنسبة لإدارة أوباما؛ حيث إن أسعار البنزين العالية، والتي تنجم عن ارتفاع أسعار النفط، هي مكروهة على نطاق واسع بين المستهلكين الأمريكيين”. والعديد من الدول التي تضررت بسبب انخفاض أسعار النفط هي على قائمة الخصوم الجيوسياسيين للولايات المتحدة.
وكتب سيب: “من الصعب أن نتصور تطورًا واحدًا يحمل الكثير من الإيجابيات، وعددًا قليلًا جدًا من سلبيات. الفوائد بالنسبة للاقتصاد المحلي واضحة”، وأضاف: “وقد حدث أيضًا أن الدول الأكثر تضررًا من انخفاض أسعار النفط هي على قائمة الدول المشاغبة بالنسبة لأمريكا حاليًا، من إيران وسوريا إلى روسيا وفنزويلا. وفي الوقت نفسه، فإن العديد من المستفيدين اقتصاديًا واستراتيجيًا، مثل الأردن ومصر وإسرائيل واليابان، هم على قائمة الدول اللطيفة بالنسبة لأمريكا”.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحيفة وول ستريت جورنال إن “أثر انخفاض أسعار النفط سيكون عميقًا جدًا في روسيا”، وهي الدولة المصدرة للنفط التي اشتبكت مرارًا مع الولايات المتحدة حول ضمها مؤخرًا لأجزاء من الأراضي الأوكرانية.
وأضاف المسؤول إن روسيا “قد تكون متجهة إلى حالة من الركود”، وهو ما يدل على أن الحكومة الروسية قد تحتاج إلى تقليص دعمها المالي للانفصاليين الأوكرانيين.
وقال سيب إن “أوباما سيجني فوائد في الشرق الأوسط أيضًا؛ حيث سيشجع انخفاض الأسعار المفاوضات بين البيت الأبيض وطهران حول الوصول إلى اتفاق لكبح جماح برنامج إيران النووي بمقابل إنهاء العقوبات الاقتصادية عليها. كما أن الجهاديين من “الدولة الإسلامية” يستخدمون مبيعات النفط في تمويل أنفسهم جزئيًا في العراق وسوريا”.
وأكد سيب في مقاله على أن “المأزق الإيراني جاء في توقيت جيد جدًا من جهة النظر الأمريكية”؛ حيث “أن لدى إدارة أوباما ثلاثة أشهر ربما للضغط على إيران من أجل عقد صفقة طويلة الأجل تقيد برنامجها النووي. وقد أدى الضغط الاقتصادي إلى احتمال حدوث مثل هذه الصفقة. وجاءت عائدات النفط الإيرانية الآن لتصعد الضغوط على طهران في الوقت المناسب تمامًا بالنسبة للولايات المتحدة”.
هذا وفي مقال على صفحات شيكاغو تريبون، كان جوشوا كيتينغ قد أكد على أنه “يتم التعامل مع فرضية التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية فيما يخص سوق النفط، كأمر مسلم به في وسائل الإعلام الإيرانية والروسية”. كما حصلت هذه الفكرة مؤخرًا على تأييد الكاتب توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز.
وبالفعل، المملكة العربية السعودية قد ترغب بمعاقبة روسيا لدعمها حكومة بشار الأسد، وسوف تتخذ أي إجراء يمكنها من تقليل حجم نفوذ منافستها الإقليمية، إيران. كما إن الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، تريد معاقبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، والضغط على إيران للموافقة على الاتفاق النووي، وفقًا لما كتبه كيتنغ.
ولكن، ولكي تكون الأمور واضحة، يضيف كيتنغ أنه “ليس هناك دليل على وجود أي صفقة من هذا النوع، وتنفي المملكة العربية السعودية أن الدافع وراء سياساتها هو المصالح الجيوسياسية”. وعلاوة على ذلك، العلاقات الراهنة بين الولايات المتحدة والسعودية ليست في أفضل حالاتها، والمملكة متشككة للغاية تجاه تطور العلاقة بين واشنطن وطهران.
بزنس إنسايدر – التقرير
http://goo.gl/9tqcHb