مناظرة الجمهوريين.. المرشحون السبعة يفشلون في التفوق على ترامب

مناظرة الجمهوريين.. المرشحون السبعة يفشلون في التفوق على ترامب

واشنطن – حاول المرشحون الجمهوريون السبعة جذب الانتباه، واغتنام الفرصة للبروز في ظل غياب المرشح المتقدم بشدة في السباق الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنهم فشلوا في إقناع المشاهدين بأن يكون أحدهم المرشح الأوفر حظا بدلا من ترامب.

وكما حدث في المناظرة الأولى التي غاب عنها ترامب أيضا، لم يهاجم الرئيس السابق أحدا بطريقة مباشرة إلا المرشح كريس كريستي الحاكم السابق لولاية نيوجيرسي، مما يعد إشارة واضحة إلى حجم ونفوذ ترامب الواسع بين قواعد الحزب والتي تُؤخذ بعين الاعتبار في الحسابات الانتخابية.

وفي حديث للجزيرة نت، أشارت مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند البروفيسورة كانديس توريتو إلى أن ترامب يزعج الجميع تقريبا في هذه العملية إلى حد ما، وبشأن ترشيحه ترى توريتو أنّ تخطي المناظرات إستراتيجية مثالية لترامب بلا شك.

وفي الوقت الذي ترك فيه رجل الأعمال فيفيك راماسوامي البصمة الكبرى على المناظرة الأولى، كانت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي صاحبة البصمة الكبرى في مناظرة الأمس، والتي جرت في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية بولاية كاليفورنيا.

سارع المرشحون السبعة إلى مهاجمة سياسات ترامب دون التعرض لشخصه باستثناء الحاكم كريستي، وقال رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا إن “دونالد ترامب متغيب عن العمل، يجب أن يكون هنا هذه الليلة”، في حين ردد كريس كريستي القول إن “دونالد ترامب يختبئ خلف جدران نادي الغولف الخاص به”.

وأشار مدير الحزب الجمهوري بولاية ميشيغان بين عامي 2005 و2006 أزنوزيس إلى غياب مبرر لدى ترامب للحضور على خشبة المسرح، وإعطاء خصومه فرصة للهجوم عليه.

وفي حديث للجزيرة نت، امتدح أزنوزيس موقف ترامب، وقال إن تجاهل المنافسين الأساسيين سياسة ذكية، واعتبر الظهور العلني مع المعارضين محفوفا بالمخاطر ويدعّم فرص منافسي ترامب، وأكد أنهم يحتاجون إلى إظهار أنهم خيارات مؤهلة للفوز.

ويتقدم ترامب تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، وقررت حملته في ضوء هذا التقدم المستقر أن يبدأ في المشاركة في مؤتمرات انتخابية في الولايات التي تشهد بداية الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وسيزور ترامب ولاية آيوا يوم الأحد المقبل عقب زيارته ميشيغان أمس الأربعاء.

ومن جانبه، أقر الكاتب والمحلل السياسي والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف بأن تقدم ترامب الكبير يسمح له بتخطي المناظرة الثانية بأمان كما فعل في المناظرة الأولى، وفي حديث للجزيرة نت، قال روف “لو قرر ترامب المشاركة، فإنه سينزل إلى مستواهم بدلا من العمل على زيادة أصواته على المستوى القومي”.

ومثلت زيارة ترامب منطقة ديترويت أمس الأربعاء محاولة لمغازلة مجموعة ناخبين رئيسية في الولاية، التي تعد عاصمة صناعة السيارات الأميركية، وتضع خطوة زيارة عمال مصانع السيارات ترامب في مواجه مباشرة مع الرئيس جو بايدن، وتشير هذه الخطوة إلى إيمان ترامب بعدم وجود أي مخاطر على تقدمه من أي منافس جمهوري.

وقال ترامب للعمال المضربين “أدعمكم وأدعم هدفكم المتمثل في أجور عادلة واستقرار أكبر”، لكنه انتقد قادة النقابات والدعم الديمقراطي للسيارات الكهربائية، مؤكدا أن النقابات “سترسل عمال السيارات في ميشيغان إلى خط البطالة”.

وفي حديثها للجزيرة نت، قالت البروفيسورة توريتو إن “ترامب لم يتغيب فقط عن المناظرة، بل ذهب إلى ديترويت للحديث إلى عمال مصانع السيارات في اليوم التالي لزيارة بايدن لهم، وهذا يعكس وجود مرشح في المقدمة لا يكترث بإقدام المرشحين الآخرين على مهاجمته، وتظهر زيارته لعمال مصانع السيارات الرئيس السابق منافسا رئاسيا لجو بايدن، ويدرك ترامب جيدا أن خطواته الاستثنائية ستحصد تغطية إخبارية كبيرة، مما يدعم ويؤكد تقدمه الواسع على بقية المرشحين”.

وفي تعليق لها عقب انتهاء المناظرة، قالت المسؤولة الجمهورية السابقة كيليان كونواي لشبكة فوكس الإخبارية إن “ترامب هو الفائز الواضح في مناظرة اليوم، نعم هناك مرشحون جيدون، وكلهم أفضل من جو بايدن، لكن لا يستطيع أحد أن يقلل من حجم الفجوة الواسعة بين ترامب وبقية المرشحين”.

ومن المتوقع أن تشهد مدينة ميامي بولاية فلوريدا المناظرة الجمهورية الثالثة والأخيرة بعد 6 أسابيع، ويكافح المرشحون الجمهورين من أجل البقاء في السباق، رغم انعدام فرص الفوز عند أغلبيتهم.

وفسر أزنوزيس مدير الحزب الجمهوري السابق بولاية ميشيغان السبب في بقاء المرشحين الضعاف في السباق، قائلا للجزيرة نت إن “لديهم أملا بأن يخرج ترامب بسبب المشكلات القضائية أو أوضاعه الصحية أو غيرهما من العوامل التي من الممكن أن تجبر ترامب على الخروج من السباق قبل المؤتمر العام للحزب”.

في حين ذكرت مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية توريتو أنه “بالنسبة لبقية المرشحين الآخرين، فهم يأملون فقط في البقاء في السباق، وأن يشاركوا في بعض التراشق والجدال الساخن وأن ينهوّه بهم، حيث يعمل كل المرشحين على الظفر بالتغطية الإعلامية عقب المناظرة”.

من جانبه، أفاد المحلل السياسي بيتر روف بأن “المرشحين السبعة الآخرين في السباق يأملون في الحصول على فرصة للظهور ليقولوا إنهم يحاولون التقدم للأمام، إلا أنهم لا يستطيعون التغطية على تقدم ترامب، وفي الوقت ذاته لا يوجد ضرر من بقائهم في السباق طالما أن أموالهم تسمح بذلك، إذن لا يوجد سبب لعدم قيامهم بذلك”.

المصدر : الجزيرة